المحرر موضوع: الناقد طالب زعيان يصدر كتاباً نقدياً جديداً بعنوان: التشكيل الجمالي اللغوي في شعرية الرثاء دراسة نقدية في المجموعة الشعرية (معلقة لرحيل الشمس) لـلشاعر بهنام عطاالله  (زيارة 350 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1509
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الناقد طالب زعيان يصدر كتاباً نقدياً جديداً بعنوان:
التشكيل الجمالي اللغوي في شعرية الرثاء دراسة نقدية في المجموعة الشعرية (معلقة لرحيل الشمس) لـلشاعر بهنام عطاالله

متابعة: إعلام الملتقى الثقافي المفتوح

في بغداد وعن دار الورشة للطباعة والنشر صدر كتاب نقدي جديد للناقد طالب زعيان الموسوم ب (التشكيل الجمالي اللغوي في شعرية الرثاء دراسة نقدية في المجموعة الشعرية معلقة لرحيل الشمس
لـ بهنام عطاالله) ٢٠٢٤.
وجاء هذا الكتاب بعد صدور كتابه النقدي الأول والموسوم ب (الوعي الشعري اللغوي قراءات وانطباعات نقدية في نصوص أدبية معاصرة).
إحتوى الكتاب على المقدمة والتي جاء فيها:
(إن الأغراض الشعرية من مديح وغزل وهجاء وفخر وإعتذار ورثاء وغيرها، ذات وقع كبير وتأثير واضح على المتلقي والشاعر نفسه، ولكن يبقى للرثاء وقعه الخاص في النفس البشرية، ذلك لكونه يأتي في خضم عاطفة جياشة قوية صادقة، نابعة من أعماق القلب والوجدان. لذلك نرى العديد من الشعراء، قد كتبوا قصائد شعرية مؤثرة، والبعض منهم أصدروا دواوين شعرية في الرثاء.
لقد كان الرثاء وما زال من أهم فنون الشعر العربي وهو غرض يكشف عن مدى الحزن الشفيف وصدق الإحساس وعمق الشعور وحرارة التعبير ووجع الفقد في أعماق النفس والروح، بطريقة لا إرادية، بل عفوية من الصعب التحكم بها، وذلك نتيجة هذا الفقد الذي لا يحتمل.
تسند هذه الدراسة على مجموعة الشاعر بهنام عطاالله الأخيرة والموسومة بـ (معلقة لرحيل الشمس)، الذي جعلنا نستوقف مع أنفسنا مراراً وتكراراً، وأثار أوجاعنا من جديد على كل من فقدناهم، من خلال نصوصه المعبرة التي عاشها بكل جوارحه، والتي تقتنص الحزن بكل تفاصليه من زواياه المتباينة، وهو يطرح علينا تساؤلات عديدة ومتنوعة أخذت مشروعيتها من وجع القلب الدامي ومن الحب والشوق واللقاء والحلم الإنساني الذي رحل.
من خلال ما سبق فإن مشروع دراستنا هذه، يستند على إستنطاق خطابه الشعري في لغة الرثاء، وكشف محمولاته الذاتية وأفقها الذاكراتي، بغية تحليل وتفكيك مجمل نصوصه وصولاً الى إظهار تشكيلها الجمالي واللغوي والدلالي أمام المتلقي).
 كما تضمن الكتاب على:
- الرثاء خصائصه ودلالاته شارحا فيه معنى الرثاء وتعريفه كما جاء في قواميس اللغة والمعاجم وعند بعض الكتاب واقسامه ومن كتبوا عن غرض الرثاء من الكتاب والشعراء العرب مرفقا مع كل واحد مقطعا من كتاباته أو نصوصه الشعرية كالشعراء : جرير والفرزدق والشاعر مسلم بن وليد الانصاري والشاعر ابن حمديس في رثاء زوجته والشاعر محمود سامي البارودي في رثاء زوجته والشاعر عزيز اباظه والشاعر عبد الرحمن صدقي والشاعرة العربية خنساء والشاعر نزار قباني الذي رثى زوجته بلقيس بمجموعة شعرية حملت اسمها ثم الشاعرة الكويتية سعاد الصباح في رثاء زوجها.
- فضاءات العتبة وضم فيه أهمية العتبة ثم عتبة الغلاف وعتبة العنوان واخيراً عتبة الإهداء حيث توغل في تحليل مجموعة معلقة لرحيل الشمس.
- قراءات في نصوص مختارة
هنا ركز الناقد على القراءة لنصوص إختارها من المجموعة الشعرية وحلل سطورها وبين دلالاتها وأشبعها تمحيصاً وشرحاً ولعل من أهم القصائد التي إستخدمها الناقد مادة لدراسته هي:
- ترنيمة اللحن الحزين وتأثيرات. عاطفية داخلية وخارجية.
- مسلات الكلام.. دلالة الحزن والسقم.
- الطائر الضليل ..الشوق والنداء.
- الغيمة القصية ومراسيم الوداع الأخير.
- وقفة أمام الباب الحزين.. إنتظار عند أعتاب الباب المغلق.
- كمامات وأضرحة.. كورونا والأسئلة المشروعة.
- نشيد أبيض يليق بك.. تجدد الغياب والحضور.
- انقش وجهك بالضوء.. صورة اخبارية مغلفة بالحنين.
- شجر الخازر إثارة الحزن والذكريات وغيرها من القصائد المحللة لغوياً ودلالياً.
ثم يعرج الناقد الى دراسة الظاهر اللغوية في معلقة لرحيل الشمس مستلهما من القصائد مقاطع تعبر عن الحدث مؤكداً أن الشاعر بهنام عطاالله: إستطاع من توظيف الأساليب والتراكيب اللغوية بصورة ملحوظة وتقنية عالية مشحونة بالعاطفة والحزن والفقد متنقلاً بين الماضي البعيد الممتلئ بالذكريات والحاضر المؤلم بكل وجعه وذلك عن طريق الوصف والسرد والحوار بلغة سهلة وواضحة مع عمقها الدلالي والفكري.
ثم إستهل دراستة اللغوية بموضوعة (الرحيل) التي تعد النقطة الفاصلة بين الفرح والحزن.
ثم عرج الى موضوعة الجمل ومنها الجمل الاسمية  ثم الفعلية والافعال بأنواعه المضارع والأفعال الخمسة ثم الأفعال الناسخة كان وأخواتها ثم أساليب الطلب باللغة العربية كالإستفهام والنداء والترجي بعدها الضمائر للمتكلم والغائب.
ويستمر الناقد بطرح موضوعاته التي درسها في معلقة لرحيل الشمس لغوياً  ليصل الى موضوعة الصور البلاغية كالتشبيه والإستعارة والتكرار بأنواعه وهكذا يستمر في دراسته هذه ليدخل الى عالم الحروف وإستخدامها في المجموعة الشعرية كحروف العطف والجر فتقطيع الحروف ثم أحرف المضارعة ومواضيع أخرى كثيرة  إستخدمها الناقد في تحليل وتفكيك النصوص الشعرية.
ولعل من أجمل ما تطرق اليه الناقد زعيان هو موضوعة التشابه والتقارب الشعري واللغوي حيث عمل مقاربة ما بين نصوص الشاعر الكبير نزار قباني ومجموعته (بلقيس) التي يرثي بها زوجته (بلقيس) وبين نصوص الشاعر بهنام عطاالله في مجموعته (معلقة لرحيل الشمس) خلال رثاء زوجته (شمس) وتوصل الى مخارج جميلة من ناحية الغرض الشعري والاسم وجنس الراحلتين ولون العيون والعبارات المتشابهة بين الشاعرين فس وصف الحدث/ الرحيل.
- ثم درس خصوصية المكان وأبعاده عن الشاعر بهنام عطاالله حيث أكد الناقد ان هذه الخصوصية عند الشاعر سجلت موضوعا ظاهراً له أهميته في بناء القصيدة حيث كان يبثها على شكل صور واقعية مؤلمة ومعبرة  يصفها بصورة حسية  وعاطفية وتشبيهات جميلة وبتأمل شعري ظاهر  مع عمق المعاناة.
- كما خصص مساحة لدراسة اللون ودلالاته في لغة الرثاء التي إستخدمها الشاعر مؤكداً أن هناك علاقة ما بين الشاعر والألوان وظهرت أنها علاقة وثيقة وقديمة ليؤكد: ان اللون قد يتخذ من منظور سيميولوجي حضوراً شعائرياً غنياً بالدلالات بوصفه علامة حية لها حياتها النشطة داخل المجتمعات اللغوية وعرج على الألوان التي إستخدمها الشاعر في بناء نصوصه ومنها اللون الأسود الدال على الحزن والكآبة والموت والفراق واللون الأبيض الدال على الجمال والسلام والعطاء والنقاء  واللون الاخضر فالبرتقالي والوردي والفضي والازرق معززاً كلامه بجدول إستنتج فيه الألوان وما تحتويه من ايحاءات ودلالات مكوناً مزيجاً لونياً جميلاً.
- بعدها بحث النقد في أحاسيس الشاعر بين الماضي والحاضر.
وأخيراً جاءت الخاتمة التي دون فيها خلاصة جهده النقدي هذا قائلاً:
العمل الأدبي يكون أحياناً وثيقة تاريخية، ولاسيما حين تكون وثيقة إجتماعية واقعية صادقة، وليست ضرباً من الخيال، بل مملوءة بالمشاعر الجياشة التي لا يمكن إنكارها، لذلك فإن مجموعة (معلقة لرحيل الشمس) للشاعر بهنام عطاالله، لا تعتبر وثيقة خاصة فحسب، بل هي وثيقة عامة، لأن هذا العمل الشعري لا يستطع اي شاعر أن يقوم به في رثاء رفيقة دربه، كما قلنا سابقاً لأسباب وعادات وتقاليد تمنع البوح ببعض الأمور الحياتية، سواء أكان مدحاً أم رثاءً، بالرغم من تقدم العالم حضارياً وثقافياً.
لذلك يعتبر طرقه لهذا الغرض الرثائي في مجموعة شعرية كاملة فيه نوع من الجرأة والإنفتاح، من خلال تبجيل المرأة وإحترامها ووفاءً لها بصورة عامة، وبالرغم من أن الرثاء في المجموعة كان خاصاً، لكن في معناه الحقيقي، هو لكل إمرأة، مبيناً مقدار مكانتها وقدسيتها، التي ينبغي أن تكون عليه عند الزوج والأسرة والمجتمع، حيث ذكر إسمها وفضائلها مديحاً ورثاء، فضلاً عن قوة العلاقة الزوجية التي تربطهما بأواصر المحبة والإنسجام والإحترام.
لقد تناول الشاعر تلك العلاقة الوثيقة بينه وبين شريكته الراحلة، بكل تفاصيلها، باسلوب جميل خال من الألفاظ غير المقبولة، محافظاً على رصانة المفردة في اللفظ والمعنى، بالرغم من عاطفته القوية الصادقة المشحونة بالإخلاص والوفاء، فهو لم يخرج عن المألوف في متن نصوصه، بل صوّر المرأة على أنها كائن حي يستحق الحياة، ممزوجة بالإحترام والتقدير والوفاء، فكانت زوجته الراحلة أنموذجاً، لذلك الكائن الذي وصفه بالوقار والهدوء والوفاء المتبادل بينهما، مما جعل قلمه يثير العواطف كالبركان، لا نهاية لها، وغير مصطنعة، خالية من كل زيف.
كما كانت اللغة التي إستخدمها واضحة وسهلة، ولم تكن سطحية، بل حملت بين طياتها، الكثير من المشاعر والعمق الروحي والإنساني، فبدأ وكأنه متأثر بشعراء آخرين، وليس بشاعر معين، فقد جاء بصور بلاغية مثل: التشبيه والمجاز والإستعارة وغيرها، وكيفية ربط العبارات وتناسقها النحوي والشعري، ولعل من أدوات نجاحه، أنه متمكن في اللغة العربية، ولاسيما النحو حيث مفرداته مترابطة قوية، خالية من الأخطاء النحوية، وهذه تزيد ثقة القارئ بالشاعر وبمجموعته الشعرية.
كما تضمن الكتاب على: مكتبة الدراسة التي إحتوت على الهوامش والمصادر التي وصلت الى خمس وثلاثين مصدراً منوعاً ثم محطات من السيرة الذاتية للناقد والشاعر.
وقع الكتاب ب (١٦٠) صفحة من القطع المتوسط.