المحرر موضوع: الايزيدية في سنجار, يلقنون الاحزاب درسا.  (زيارة 659 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الايزيدية في سنجار,  يلقنون الاحزاب درسا.


عنكاوا دوت كوم - ايزيدي 24- طلال مراد

قبل شهرين بالتحديد,  لم يكن يتوقع احد,  حتى اكبر المتشائمين ان تنتهي انتخابات مجلس محافظة نينوى دون ان يكون هنالك تمثيل ايزيدي من سنجار تابعا للاحزاب السياسة سواء كانت ايزيدية هذه الاحزاب ام كوردية.

لكن, و كما اتضح, ان السياسة اختلفت في موازينها و مقاديرها في سنجار من طرف الشعب تارة و من طرف الاحزاب تجاه الشعب تارة اخرى و هذا ليس اجتهاد شخصي ان صح التعبير و انما واقع التمسه الصغير قبل الكبير في سنجار و كل مهتم بوضع الايزيدية بشكل عام. خصوصا, بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات في نينوى في ديسمبر الماضي دون ان يحصل اي حزب سياسي في سنجار على اي مقعد في المجلس المذكور و هذا ما قادنا للتساؤل و البحث عن الاسباب حول ذلك.

ما يقارب 9 عمليات انتخابية سبقت الانتخابات الاخيرة لمجلس محافظة نينوى في ديسمبر 2023 المنصرم ، في هذه العمليات الانتخابية السابقة كانت تزيد اصوات الناخبين السنجاريين عن 100 الف صوت و كانت نسب المشاركة هي الاعلى في المحافظة و ربما في العراق ، كان للايزيدية اقبال كبير بل تنافس على المشاركة في الانتخابات ، في كل عملية كان يامل الايزيدي ان يتحقق جزء بسيط من تلك الوعود و لكن الواقع في سنجار بقي كما هو ..

 

كان الوجود الكوردي في الموصل يرتكز بالدرجة الاساس على تواجده القوي بين الايزيدية و بالاخص في سنجار ففي كل عملية انتخابية كانت نسبة 60- 70 % من اصوات و تمثيل الاكراد في محافظة نينوى تعود للايزيدية، و كان ايزيديوا سنجار هو العمود الفقري للتواجد الكوردي في نينوى ، الا ان الانتخابات الاخيرة افرزت عن عدم فوز اي مرشح ايزيدي ضمن اي قائمة كوردية ، ليست فقط القوائم الكوردية و انما لم يفز اي مرشح ضمن اي حزب سياسي من سنجار ، حتى مقعد المكونات ” الكوتا ” الايزيدية حصده مرشح لم يكن ضمن اي حزب سياسي ..

ليست فقط الاحزاب الكوردية هي من خسرت ود و تعاطف و رضى الناخب الايزيدي في سنجار و انما حتى الاحزاب الايزيدية الاربعة بما فيها المعارضة للمد الكوردي في سنجار ” الاحزاب القومية ” لم تستطع نيل اصوات الناخبين في سنجار و لم تفز احدها بأي مقعد ..

 

لخبرته في مجال السياسة و معرفته بمنظور السياسات في العراق, الاستاذ صائب خدر, عضو برلماني سابق عن الكوتا الايزيدية في البرلماني العراقي يتحدث لـ ايزيدي 24   قائلا: ” تعرض الفكر السياسي الايزيدي الى تغييرات كثيرة واختلفت الرؤى والافكار والتوجهات وحتى التحالفات فالواقع السياسي مابين (٢٠٠٥ الى ٢٠١٤ ) اختلف عن  (٢٠١٧ ) ومابعدها فدخلت اطراف جديدة وقل تأثير اطراف اخرى وهذا جاء تأثيراً بفاعل المتغير السياسي وتبدل عناصر القوى داخل سنجار. ان انعدام الثقة بالاحزاب السياسية صفة اصبحت ملازمة للفرد العراقي ككل وليس الايزيدي فحسب بسبب عوامل كثيرة ولكن في معرض سؤالكم ارى انه يمكن تقسيم الموضوع الى قسمين “
“اولا ً:- على مستوى الاحزاب الكردية.

 الاحزاب الكوردية  لها باع طويل بالتعامل مع الانتخابات وتعرف عناصر القوى والضعف وتنظر الى الجغرافية الايزيدية واصواتهم (ببرغماتية) كأي عملية انتخابية سياسية ولهذا تعرف طبيعة مجتمعنا ومزاجه وسلوك الافراد ففي الانتخابات السابقة البرلمانية لان النظام الانتخابي كان دوائر مستقلة رشحت ثلاث شخصيات فقط من سنجار وركزت عليهم فاخذت مقاعد سنجار الثلاث اما النظام الحالي نظام سانت ليغو فهو نظام قوائم وتجميع اصوات فضخت هذه الاحزاب عدد كبير من المرشحين الايزيديين لان غايتها تجميع اصوات وفوز القائمة وهذا طبعاً تطبقه كل الاحزاب لان الانتخابات لعبة سياسية قانونية كما ان هذه الاحزاب رشحت في قوائمها شخصيات غير ايزيدية لها ثقل ومعروفة وكانت تركز عليها فالمتابع كان يعرف بأنها ادخلت هولاء للفوز بخلاف الايزيديين الذين كانوا اداة لتجميع الاصوات علماً ان الاصوات التي حصلت عليها الاحزاب الكردية في سنجار كانت كبيرة كبيرة ولكنها كانت موزعة على مرشحين كُثر لم تؤهلهم للوصول للقاسم الانتخابي ، ولهذا اهدرت الكثير من الاصوات لصالح هذه الاحزاب ليس في سنجار فقط وبكل الجغرافية الايزيدية.”

    “ومن يعتقد ان هناك معالجة لذلك رغم المطالبات فاستبعد ذلك فالاحزاب ستستمر في الترشيح لعدد كبير في ظل نظام سانت ليغو .”

و يكمل خدر حديثه متحدثا عن القسم الثاني في وجهة نظر حول سياسات الاحزاب الايزيدية حيث قال:
“ثانياً :- على مستوى الاحزاب الايزيدية
الاحزاب الايزيدية مع الاسف البعض منها لا يمتلك مشروع واضح وصريح وانما يوهمون الناس بشعارات تمرر على بعض البسطاء وبأساليب قديمة مع الاسف  يقتنع بها الكثيرون بالاضافة الى المزايدة الايزيدية اي انهم يعتقدون هم اكثر ايزيديين من الاخرين فكل حزب يرى انه الاكثر نقاءً من الحزب الاخر  والباقين ملوثين ويسوقون هذه الشعارات لغرض التسقيط  ( المنافسة بين المرشحين الايزيدية ليست منافسة خدمات ومشاريع وروئ استراتيجية وانما منافسة مزايدة وشعارات واتهامات وتسقيط) كما ينعدم لديهم التخطيط الانتخابي لهذه الاسباب فمثلاً مالذي منع الاحزاب القومية ان تتحد لوحدها ؟ ولماذا لم يتم الدخول في قائمة موحدة تضم كل مناطق الايزيدية حتما كان سيكون لها مقعد ؟ “

 

و اردف قائلا: “يجب ان لا ننسى عنصر اخر مهم في عدم فوز مرشح من سنجار  بالاضافة لما تم ذكره اعلاه هو وجود (الاغلبية الصامتة) الرافضة للمشاركة بالانتخابات وهي نسبة كبيرة وهم يشكلون عامل مؤثر في عدم فوز مرشح في سنجار وربما في باقي المناطق الاخرى”.

و اختتم السيد صائب حديثه في :” هناك استثمار للصوت الايزيدي ورغبه في تشتيت اصواته بدافع حزبي او شخصي وهذه العملية ليست جديدة ولن تكون الاخيرة طالما نفتقر الى تخطيط ايزيدي انتخابي سليم”.

و الحل في وجهة نظره ” ان وجود تخطيط سياسي وانتخابي صحيح وتثقيف سياسي وحوار داخلي ايزيدي بالاضافة للمشاركة الفاعلة ربما سيخدم واقعنا الانتخابي وبخلافه سيبقى الحال على ماهو عليه”.

بالعودة الى رأي المجتمع الايزيدي و شارع الايزيدي بعد الانتخابات و فرز الاصوات, اراء مختلفة و رؤى من الواقع تتحدث لنا عن ما حدث في سنجار في هذه الانتخابات. سعيد شمو,  ناشط مدني يقول ان  ” الايزيدية في سنجار فقدوا الثقة بالاحزاب الموجودة التي أصبحت سياساتهم فاشلة ومكشوفة للجميع، ولا تتلائم مع تطلعات المجتمع  الايزيدي في سنجار سواء كانت احزاب يتبع اسمها “الأيزيدي” او الاحزاب الكوردية مما سبب ذلك في تقليل نسبة المشاركة بشكل غير مسبوق لأن الناخبين أدركوا بأن فوز أي من هذه الأحزاب لن يأتي بنتيجة أفضل لمناطقهم فمن فشل في حل قضية سنجار من ٢٠٠٣ لن ينجحوا في المستقبل أيضاً”

سعيد شمو

و حول المجتمع و دوره في هذه العملية يردف شمو حديثا قائلا: ” وعي المجتمع ليس كما كان في السابق، فالناس أصبحت تؤمن بالأفعال لا بالأقوال، ونتيجة الأنتخابات كانت شاهدة على أن أغلب المرشحين لم يكن لديهم ماضي مشرف من الخدمة المجتمعية وفشلت شعارات حملاتهم الانتخابية التي كلفت مبالغ كان من شأنها بناء قرية كرزرك بأكملها من جديد”.

و يكمل ”  قانون الانتخابات(سانت ليغو) تخدم مصلحة الأحزاب السياسية الكبيرة وتفرض عليهم ترشيح عدد كبير من الأشخاص من مناطق وعشائر مختلفة لأجل كسب أصوات أكبر.

سعيد في حديثه لنا اراد الاشرة الى الشأن الايزيدي الداخلي كذلك و و من منظوره يرى ان: ” عدم وجود قرار ايزيدي موحد حتى داخل الحزب الواحد. فلو فرضنا بأن الأيزيديين ضمن حزب A أتفقوا على مرشحين او ثلاثة بدلاً من هذا العدد الهائل من المرشحين لاستطاعوا الفوز على اقل تقدير بمرشحين او ثلاثة من سنجار في ظل عدم مشاركة المجتمع. لكن يبدو بأن لا احد منهم مستعد للتنازل للاخر وهذا ما تريده الاحزاب ايضاً، من خلال خلق منافسة دينية، مناطقية، وعشائرية. و اردف قائلا: “مقعد الكوتا أصبح السبب الرئيسي في عدم تحالف الأحزاب التي تتبع أسمائهم”الأيزيدي”، فاصبح كل حزب من هذه الأحزاب يعتبر هذا المقعد غنيمة وهو الاجدر به ولا يرغب بمشاركته مع احد. لذا نرى هذه المنافسة الكبيرة على مقعد الكوتا اليتيم ليس حباً بالقومية الايزيدية او للدفاع عن حقوق الأيزيديين وانما لانه الخيار الأسهل للاحزاب المنافسة، فهم غير واثقين من مقبوليتهم في المجتمع وغير مستعدين للتضحية بهذا المقعد او الاتفاق عليه في سبيل عدم ضياع اصواتهم. وبالنتيجة رأينا فوز شخص حليف مع احد الأحزاب الشيعية الأمر الذي يجب أن يكون درساً لهذه الاحزاب بأن هذا المقعد ليس ملكاً لكم وانما ملك جميع الايزيديين.



    “لا يهمهم من يفوز ومن يخسر الأهم هو عدد المقاعد التي ستحصل عليها الحزب.”

 

 

و اختتم شمو حدثيه ب: ” لأجل ما ذكرته والمزيد كثيراً نفشل في الحصول على استحقاقنا الأنتخابي وأن حصلنا عليه ايضاً يصبح في خدمة الأحزاب التي تستخدمه ضد مصالح المجتمع وعدم استقراره وبالتالي اصبح المجتمع على يقين بأن الاحزاب الموجودة حالياً لن تكون تجاربهم أفضل من التجارب السابقة”.

الكثير من الايزيديون خارج و داخل العراق عبروا عن استياءهم الشديد حول ما حدث في سنجار و السياسات التي مورست هناك سواء من قبل الاحزاب الايزيدية و تنافسهم على مقعد الكوتا او الاحزاب الكوردية و سياياتهم في ترشيح عدد كبير من المرشحين الايزيديين في  سنجار و التسبب فب تشتيت الاصوات و استثمار قانون سانت ليغو لصالحهم متناسين الضرر الناتج عن ذلك بحق المجتمع الايزيدي في سنجار.

 

سامان داود, صحفي ايزيدي,  حيث استهل حديثه بـ: ” اعتقد ان عدم صعود مرشح عن سنجار من خلال المقاعد العامة يعود لنظام الانتخابات والقائم على اساس مبدأ سانت ليغو 1.7 بدلا عن نظام الدوائر المتعددة وهذا يعد سببا ولكن السبب الرئيسي بنظري هو عدم وجود تمثيل سياسي موحد لسنجار وخاصة من ايزيدية سنجار وهذا ياتي نتيجة التدخلات الحزبية سواء الاحزاب الكوردية او العربية وهذا الامر سبب خسارة سنجار لوجودها في مجلس محافظة نينوى وكذلك الانقسامات العشائرية والمناطقية التي تقسم سنجار إلى عدة اقسام.

و يقول داود ايضا ” غياب ممثل عن مدينة عدد سكانها يفوق 500 الف يعتبر امر كارثي بكل المقاييس ويعتبر اعدام سياسي لهذه المدينة ولكن اعتقد انه اصبح درسا قاسيا للايزيديين بشكل خاص واهالي سنجار بشكل عام على ان يكون مع مدينتهم والالتفات لها لان اهالي نينوى من باقي المناطق لن يمثلوها بشكل صحيح ولن يهتموا لمدينة لا صوت لها واعتقد إن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستشهد تغيير في سنجار والوجوه الجديدة سيكون لها حصة على من يمثل ويتكلم باسم سنجار ولا يعيش بها”.

اما  الاعلامي ماهر شنكالي في حديثه لـ ايزيدي 24 قال ان السبب في عدم حصول الاحزاب الكوردية على معقد في سنجار هو التغيرات السياسية من قبلهم تجاه اهل سنجار , على سبيل المثال, الاشخاص المسؤولين و الاداريين في الحزبين الكورديين في سنجار,  الشارع السنجاري غير مقتنع باغلبهم و بتواجدهم في تلك المناصب. و السبب وراء ذلك ان الوجوه بقيت كما هي لسنوات و لم تتغير و هم نفس الاشخاص في المناصب لسنوات طويلة , و من هنا الناس اعطت رسالة و اشارة لتلك الاحزاب ان هذه الوجوه فقدت ثقتنا و جعلتنا بلا امل في التغيير و ذلك بعدم ذهابهم الى التصويت في الانتخابات المنصرمة”.

الشنكالي و في حديثه عن الاحزاب الايزيدية قال: ” الاحزاب الايزيدية فقدت ثقة الشارع الايزيدي و لم يعد الناس يثقون بهم, و البرامج الانتخابية و النقاط التي ذكرت فيها كانت اكبر من حجم و قدرات احزابهم” و حسب وجهة نظره يردف قائلا: ” بعض هذه الاحزاب باعت نفسها و الشارع الايزيدي لم يعد يثق بهم و لم يعد يقبل ان يتم التلاعب به و اليوم الايزيدية اصبحوا اصحاب قرار شيئا فشيئا و اعطوا رسالة لجميع الاحزاب الكوردية على ان يتم حساب الايزيدية و الاهتمام بهم في سياساتهم و ليس فقط جعلهم كلعبة سياسية في وقت الانتخابات

ماهر شنكالي

و اردف ماهر قائلا: ” على هذه الاحزاب جميعها احترام الوجود الايزيدي و الاهتمام بهم بعد مرحلة الانتخابات ايضا و في كل الاوقات و اعطاء فرصة للاشخاص الكفوئين و المثقفين و اصحاب المواقف بمنحهم مناصب ادارية مهمة ليتمكنوا من سد الفجوات و تقديم المزيد للناس في المنطقة”. في ختام حديثه يقول الشنكالي: ” اريد الاشارة الى نقطة مهمة و محورية في هذه المعمعة السياسة و التي هي , “خلال سنوات النزوح التسعة التي مرت,  جميع الاحزاب فشلت في جمع و احتواء الايزيدية على طاولة واحدة لحل مشاكلهم و تقديم المساعدة لهم و هذا الامر المؤسف الذي جعل من هجرة الايزيدية تزداد يوما بعد يوم و الوضع العام الايزيدي يسوء يوم بعد اخر.

 

 

رغم تعرض الشعب الايزيدي في سنجار الى ابادة جماعية و ارتكبت بحقه ابشع الجرائم الا ان الاحزاب لم تعي الشعب و لم تحتويهم بما هم يريدونه ،خلال 10 سنوات لم تستطع كل هذه الاحزاب حل مشكلة بسيطة عالقة لسنجار ، و لم يتنازل طرف للاخر من اجل تخفيف الصراع الدائر في المنطقة ..

نسبة المشاركة لايزيدي سنجار كانت الاقل في تاريخهم سوى في مخيمات النزوح او العائدين الى سنجار بعد تحريرها و للان  و عدم اقبال الايزيديين في المشاركة و التصويت هو دليل واضح على انهم ارادوا ان يوصلوا رسالة و ان يلقنوا الاحزاب درساً
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية