المحرر موضوع: بدأوا يومهم بتناول “الهريسة”.. الصابئة المندائيون يحيون عيد “تكوين الأرض”  (زيارة 522 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بدأوا يومهم بتناول “الهريسة”.. الصابئة المندائيون يحيون عيد “تكوين الأرض”



عنكاوا دوت كوم - ايزيدي 24 عن العالم الجديد

 

عبر إعداد وجبة “الهريسة”، وتوزيعها على الجيران والمقربين، يحتفل الصابئة المندائيون، اليوم الخميس، بعيد تكوين الأرض ونموها، وقد ارتبطت هذه المناسبة باسم الوجبة، حيث يطلق عليها تسمية “أبو الهريسة”.

وبدأ أبناء الديانة، بطهي “الهريسة” عصر يوم أمس، وسط أجواء احتفالية يشترك فيها كافة أفراد العائلة، حتى تكون جاهزة للتناول صباح اليوم.

ويقول رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم الشيخ شيخ ستار جبار الحلو في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الصابئة المندائيين هم أول من طهوا الهريسة بين أبناء الديانات جميعا في العراق، إذ يعود هذا الموروث الى آلاف السنين”.

ويبين الحلو، أن “الهريسة تتكون من 7 أنواع من الحبوب، يتم جمعها مع بعض في قدر كبير وتغلى مع الماء”.

ويضيف أن “طبخ الهريسة لدى الصابئة يكون في مناسبة تكوين الأرض أو نموها وازدهارها، وتصادف هذه المناسبة في منتصف شهر كانون الأول ديسمبر من كل عام، ويسمى بيوم أبو الهريسة، وقد تناقل أبناء الديانة هذا الموروث منذ أجيال، ولا يزال مستمرا لغاية الآن”.

وتتكون “الهريسة” من مادة أساسية وهي “الحبية” والتي تعتبر من أنواع الحبوب، ويتم طهيها عبر غمرها بالماء وتركها على نار هادئة لساعات طويلة مع التحريك المستمر، حتى “تهرس” الحبية وتتجانس ويتبخر منها الماء، وعادة ما تؤكل بإضافة السكر.

وتعد الديانة الصابئية من أقدم الديانات التوحيدية، ونشأت في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان جنوبي العراق قبل آلاف السنين، وتبلورت تعاليمها على يد النبي يحيى بن زكريا.

وواجه أبناء الطائفة المنداية في العراق بعد 2003، الكثير من التحديات التي هددت بقاءهم كأحد ابرز الأقليات الدينية في بلاد الرافدين، ابرزها القتل والسلب، لكونهم يعملون في صياغة الذهب، ما عرضهم الى السرقة والاختطاف بشكل مباشر ومستمر، وهذا الأمر أدى الى هجرة جماعية باتجاه الغرب.

وللصابئة 4 أعياد رئيسية ومناسبات عدة أخرى، الاول هو عيد الخليقة (البرونايا) وفيه خلق الخالق عوالم النور العليا، ويستمر لمدة 5 أيام، والثاني هو عيد التعميد الذهبي، في ذكرى الولادة الروحية لنبيهم يحيى بن زكريا، بالإضافة الى العيد الكبير الذي يصادف في شهر تموز ويستمر 7 أيام، وهو بداية الخلق، وفيه بدأت الدقائق والساعات والأيام، والأخير عيد الازدهار، وهو العيد الصغير، ففيه قام الحي العظيم بخلق الازهار والأثمار والطيور والحيوانات، فضلا عن الأهم وهو خلق آدم وحواء، حيث يعتبر هذا العيد بداية نشوء الخلق.

ولا تقتصر الهريسة على الديانة الصابئية، بل تنتشر بين جميع الديانات والطوائف، حيث ارتبط هذا الطبق الشهير بمعظم المناسبات الدينية، من خلال مبدأ الثواب.

إذ تحظى “الهريسة” لدى المسلمين الشيعة باهتمام بالغ، حيث تطهى بكميات كبيرة وفي قدور ضخمة على الطرقات العامة، لتوزع صباحا كفطور، وذلك في يوم عاشوراء الذي شهد مقتل الامام الحسين بن علي وأهل بيته في واقعة كربلاء.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية