المحرر موضوع: تعريف بكتاب فلسفة التداوي / سعيد ناشيد!  (زيارة 220 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
تعريف بكتاب فلسفة التداوي / سعيد ناشيد!

رعد الحافظ

مقدمة :
سعيد ناشيد باحث كاتب مفكر مغربي عمره 55 عام .مهتم بموضوع الإسلام السياسي وقضايا تجديد الخطاب الديني ,له العديد من المؤلفات ,
منها هذا الذي أشجعكم على قراءته ,متوفر مجاناً على الشبكة!
***
صورة سعيد ناشيد!
 
سأكتفي بإقتطاف أسطر قليلة ,أظنّها كافية لترغيب القاريء بهذه المتعة الثقافية المعرفية الفلسفية البديعة!
يقول (سعيد ناشيد) ص 24 تحت عنوان : فيم يفيدنا التصوف الفلسفي؟
يضع إسبينوزا الأهواء المبهجة مقابل الاهواء الحزينة.
بينما يضع نيتشه غرائز الإرتقاء مقابل غرائز الإنحطاط.
ويضع فرويد قوى الحب (إيروس) مقابل قوى الموت (ثاناتوس).
غير أنّ إسبينوزا نفسه الذي وصفه (جيل دولوز) بأنّه أنبل الفلاسفة,
يُعد أيضاً الفيلسوف الأكثر إستيعاباً لروح التصوّف الفلسفي في شقيه اليهودي والإسلامي .هذا التقاطع يحمل الكثير من المعاني والدلالات.
بهذا المنظور فإنّ معضلة الخطاب الديني في أغلب الاديان تكمن في كونه خطاب يُنّمي مايسميه إسبينوزا الأهواء الحزينة (البكاء من خشية الله مثلاً) .
وينمي ما يسميه نيتشه غرائز الإنحطاط (أدعية تأثيم النفس مثلاً).
وينمي ما يسميه فرويد قوى الموت (التحريض على كراهية الدنيا مثلاً).
على رأس الأهواء الحزينة ,التي هي غرائز إنحطاط ,تأتي مشاعر الخوف والرهبة ,التي يحرص الخطاب الديني الشائع لدينا على تنميتها ,
منذ المراحل الأولى للتنشئة الإجتماعية.
هنا تكمن قوة التصوف الفلسفي ,بأنّه يمثل أهم محاولة لإحداث إنقلاب غريزي داخل الخطاب الديني.
بموجبه يمكن أن ينتقل الدين الى جهة دعم الأهواء المبهجة وغرائز الإرتقاء ,وعلى رأسها بالطبع مشاعر الحب والإحترام.
هذا يعني تغيير العلاقة بين الإنسان وربّه ,لتصبح علاقة قائمة على الحب والود والإحترام ,بدل الخوف والرهبة والخنوع.
هذا هو المفتاح الأهم لإصلاح الأديان وإصلاح الإنسان نفسه!
بعدها ستتحول الأديان من عامل شقاء وكراهية وحروب (كما حال بعضها اليوم) ,الى عامل سعادة ومحبة وبناء ونهوض.
***
الخلاصة :
يقول سعيد ناشيد عن نفسه :
عشتُ في حضارة ميته وثقافة تمجد الموت وتقدس الأموات.
وبما أنّها حياة واحدة في نهاية المطاف ,لذا قررتُ بأنّي سأحتاج إسلوب حياة جديد ,ربّما أنسجه بنفسي خيطاً فخيط ,حتى لو قمتُ بذلك بعد منتصف العمر!
ثمّ يشرح للقاريء فائدة وأهمية الفلسلفة في حياة البشر .
إنّ الأهم من الأشياء نفسها ,هو طريقة تفكيرنا بالأشياء ,وهذا ما تعلمنا إياه الفلسلفة.
صحيح أنّ الحياة شيء زائل لا محالة ,لكنّها كلّ شيء أيضاً .
لأعش هذه الحياة وأتصالح مع نفسي ,أكون نفسي كما أريد ,لا كما يريده الآخرون ( المشايخ والكهنوت ,ربما يقصد)!

رعد الحافظ
24 يناير 2024