المحرر موضوع: هوس الردّ على إسرائيل يدفع إيران لفبركة "الأدلة" على تواطؤ الأكراد مع الموساد  (زيارة 297 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
هوس الردّ على إسرائيل يدفع إيران لفبركة "الأدلة" على تواطؤ الأكراد مع الموساد
رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني في بغداد لتطويق تداعيات قصف أربيل.
العرب

ضربات موجعة تلقتها إيران ولم تجد طريقة مناسبة للرد عليها
العجز عن إيجاد طريقة مناسبة للردّ على الضربات الإسرائيلية المتلاحقة لأهداف إيرانية داخل إيران وخارجها أصبح مصدر حرج للمسؤولين الإيرانيين، وبات يدفعهم بشكل متزايد لاختلاق أهداف وهمية إسرائيلية وفبركة أدلّة على وجود الموساد في مناطق يمكن قصفها دون أن تترتّب عن ذلك تبعات تذكر.
أربيل (العراق) - تعمل إيران على ترسيخ روايتها بشأن وجود نشاط استخباري إسرائيلي يستهدفها انطلاقا من أراضي إقليم كردستان العراق، في عملية تؤشّر على تصعيد الضغوط الأمنية والسياسية التي تمارسها طهران على الإقليم سواء بشكل مباشر أو بواسطة أذرعها العراقية من أحزاب سياسية وفصائل مسلّحة.

ونفّذت السلطات الإيرانية الاثنين حكما بالإعدام كان قد صدر بحقّ أربعة شبان أكراد أدينوا بـ”التعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) وخطّطوا لتنفيذ هجوم على مصنع تابع لوزارة الدفاع”، فيما أكّدت مصادر كردية أنّ الشبان الأربعة معارضون للنظام الإيراني ينتمون للجمعية الثورية لكادحي كردستان التي تنشط في غرب إيران وتحتفظ بمواقع لها في محافظة السليمانية بشمال العراق.

وجاء تنفيذ الإعدام أياما بعد توجيه الحرس الثوري الإيراني لضربة صاروخية قالت طهران إنّها استهدفت “عملاء” للموساد في أربيل مركز إقليم كردستان العراق، ليتبيّن لاحقا أن الموقع المستهدف لم يكن سوى منزل خاص كان يضمّ ساعة القصف مدنيين من عائلتي رجلي أعمال معروفين للجميع بنشاطهما الاقتصادي والاستثماري البعيد عن مجالي الأمن والسياسة.

وما تزال السلطات الإيرانية منذ ذلك الحين تواجه صعوبة في إثبات صحّة ادّعائها لنظيرتها العراقية التي عبّرت عن امتعاضها من العملية التي جرّت وراءها موجة إدانات دولية واسعة للسلوك الإيراني.

حسين أمير عبداللهيان: الأعداء يستهدفون سياسة الجوار الإيرانية
وأعلنت الحكومة الإيرانية عن قرارها إيفاد اللواء علي أكبر أحمديان رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني قريبا إلى بغداد “لمناقشة الأمن الإقليمي”.

وستكون تلك أول زيارة لأحمديان إلى العراق منذ تسلّمه المنصب في شهر مايو الماضي. كما ستكون أول زيارة لمسؤول إيراني بعد قصف أربيل من قبل الحرس الثوري.

وتوقّعت مصادر عراقية أن يحاول المسؤول الأمني الإيراني خلال الزيارة تغيير القناعة الراسخة لدى المسؤولين العراقيين بعدم وجود أي مبرّر للقصف.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنّه سوف يتوجه إلى باكستان بينما يتوجّه أحمديان إلى العراق، مشيرا إلى اهتمام بلاده “بأمن المنطقة وأمن دول الجوار ومن بينها باكستان والعراق”، مضيفا أن “الأعداء يستخدمون اليوم أدوات الإرهاب والجماعات الإرهابية وحاولوا استهداف سياسة الجوار الإيرانية”.

وتحتاج إيران أيضا إلى شرح موقفها لجارتها باكستان بعد أن قام الطيران الإيراني بقصف مواقع داخل التراب الباكستاني قالت طهران إنّ مسلحين يتخذونها منطلقا لاستهداف أمنها.

وبينما ردّت باكستان بقصف مماثل داخل الأراضي الإيرانية اكتفى العراق بإدانة قصف أربيل والتعبير عن غضبه لفظيا.

وتعرّضت إيران خلال السنوات الأخيرة لسلسلة من الضربات طالت قياديين وعناصر من حرسها الثوري في سوريا والعراق، وامتدت إلى الداخل الإيراني من خلال اغتيالات طالت علماء في برنامجها النووي وتفجيرات استهدفت مواقع ومنشآت في عدد من مدنها.

وتلقّى الحرس الثوري الإيراني قبل أسابيع ضربة جديدة موجعة بمقتل أحد كبار مستشاريه سيد رضي موسوي في هجوم نفذته إسرائيل في منطقة السيدة زينب بضواحي العاصمة السورية دمشق.

الساحة السياسية العراقية لا تخلو من قوى متعاونة مع إيران في الضغط على إقليم كردستان العراق بهدف إضعاف سلطاته وتسهيل اختراقه

وتتسبب مثل تلك الضربات التي كثيرا ما تنسب لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في حرج استثنائي للسلطات الإيرانية خصوصا عندما تُبيّن ضعف أجهزتها الأمنية والاستخبارية وتكشف أن البلد مخترق من داخله.

ويبدو أنّ إيران بدأت تجد في العراق المجاور وتحديدا في إقليم كردستان خاصرة رخوة  لإثبات قدرتها على “الردّ” على الضربات الإسرائيلية.

ويريد الإيرانيون من خلال قصف مواقع داخل العراق وباكستان فرض أسلوب أمني يقوم على نقل المواجهة إلى مناطق خارج حدودهم يعتبرون أنّها مصدر الخطر ومنطلق التهديد.

وهم يحاولون بذلك محاكاة الأسلوب الذي تتّبعه تركيا في حربها ضدّ مقاتلي حزب العمّال الكردستاني التي تخوضها بشكل رئيسي داخل الأراضي العراقية وخصوصا مناطق كردستان العراق.

لكن تطبيق ذلك الأسلوب يخلق  مصاعب لإيران ويؤجج توتّرات مع جيرانها ويجعلها في حاجة مستمرّة إلى خلق الذرائع والمبررات واختلاق الأدلّة على أن أراضي كردستان تؤوي بالفعل نشاطا استخباراتيا إسرائيليا يستهدفها.

ولا ينفصل إعدام نشطاء أكراد بتهمة العمالة للموساد عن تلك الذرائع. وتضمنت التهم الموجّهة لهؤلاء تلقي تدريب على يد الموساد في دول أفريقية والدخول خلسة إلى الأراضي الإيرانية. لكنّ منظمة هينغاو الحقوقية النرويجية اتهمت القضاء الإيراني بإجراء محاكمة غير عادلة  لهم، مؤكّدة أنّ اعترافات انتُزعت منهم تحت التعذيب.

ولا تخلو الساحة السياسية العراقية من قوى متعاونة مع إيران في الضغط على إقليم كردستان العراق بهدف إضعاف سلطاته وتسهيل اختراقه.

وفي حين تعمل الأحزاب الشيعية المشاركة بقوة في الحكومة العراقية على التضييق ماليا على الإقليم من خلال تعطيل تمكينه من حصّته من الموازنة الاتّحادية، تنفّذ فصائل عراقية مسلّحة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني عمليات قصف لمواقع داخل إقليم كردستان العراق تضمّ مستشارين عسكريين أميركيين.