المحرر موضوع: ردّ الولايات المتحدة على إيران هل سيأتي على قدر الاعتداء أم ردّا إستراتيجيّا  (زيارة 233 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
ردّ الولايات المتحدة على إيران هل سيأتي على قدر الاعتداء أم ردّا إستراتيجيّا
تردد أميركي بين الردع المحدود وتسديد ضربة قوية توسع نطاق الحرب.
العرب

بايدن يبحث عن سليماني ومهندس مناسبين لانتقامه أسوة بترامب
واشنطن – تزداد الضغوط على الولايات المتحدة بعد مقتل ثلاثة جنود في قاعدة عسكرية بالأردن، للرد بشكل سريع على الاستهداف الذي طال قواتها من مجموعات موالية لإيران، وهو ما يطرح تساؤلات عن طريقة الرد التي ستعتمدها إدارة الرئيس جو بايدن؛ هل ستكون عقابا على قدر الاعتداء، وهو ما قد يفتح الباب أمام توسيع دائرة الحرب، أم أنها ستختار ردا إستراتيجيا من خلال تسويات في الملفات الرئيسية تسمح بسحب البساط من تحت أقدام إيران.

ولا يريد الرئيس الأميركي تصعيد التوتر خوفا من اتساع دائرة الحرب واضطرار الولايات المتحدة إلى خرق إستراتيجيتها القائمة على الانسحاب من النزاعات والتأثير فيها عن بعد.

وصرح بايدن لصحافيين في البيت الأبيض لدى مغادرته للمشاركة في جولة انتخابية في فلوريدا “لا أعتقد أننا نريد حربا أوسع نطاقا في الشرق الأوسط. هذا ليس ما أسعى إليه”.

ويجد الرئيس الأميركي، المرشح لولاية رئاسية ثانية، نفسه الآن أمام عملية اختيار صعبة بين الاستمرار في سياسة الردع المحدود وتسديد ضربة قوية تنطوي على مخاطر تصعيد. وهذا الارتباك عكسه كلام المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الثلاثاء حين قال إن رد بلاده قد يكون على مراحل، وليس ضربة قوية وحاسمة.

الحل الأنسب هو سحب البساط من تحت أقدام الإيرانيين عبر تحقيق اختراق جدي في الملفات الكبرى، وخاصة حرب غزة

وقال كيربي “من الممكن جدا أن تشهدوا مقاربة متدرجة في هذه الحالة؛ ليس مجرّد إجراء واحد بل احتمال اتّخاذ عدة إجراءات”.

وقد يقود التردد في القرار الأميركي إيران والمجموعات الموالية لها إلى المزيد من الاستفزاز عبر هجمات جديدة وتنفيذ عمليات أكثر جرأة واستعراضا.

ويقول محللون إنه من الصعب على إدارة بايدن تحقيق المعادلة التي تريدها: تنفيذ هجوم محدود والقيام برد قوي في الوقت نفسه.

ويرى أليكس بليتساس من “المجلس الأطلسي” (مركز أميركي للدراسات يقع مقره في واشنطن) أن الولايات المتحدة أمام “تحدّ، هو ضمان أن يكون الرد على قدر كاف من القوة لمنع أي هجوم جديد على القوات الأميركية، دون أن يتسبب في اندلاع حرب جديدة في المنطقة”.

وهذه أول مرة يُقتل فيها جنود أميركيون في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، وهذا ما سيحدث تغييرا في الوضع حتما. وجاءت الضربة بعد أكثر من 150 هجوما بمسيّرات وصواريخ نفذتها مجموعات موالية لإيران على القوات الأميركية في العراق وسوريا.

وأعلنت كتائب حزب الله العراقي أنها علقت كل عملياتها العسكرية ضد القوات الأميركية بدعوى عدم إحراج الحكومة العراقية، ولكن في الواقع لعدم إحراج إيران.

ويعتبر غوردون غراي، الأستاذ في جامعة جورج واشنطن، أن الولايات المتحدة قد ترد بضرب “هدف عسكري أو هدف تابع للحرس الثوري داخل إيران”.

وشدد على أن إدارة بايدن “حرصت على عدم إظهار رد فعل مبالغ فيه وعلى عدم ترك انطباع أن الهجمات غير مقبولة”. لكنه تابع أن “القادة الإيرانيين لم يفهموا هذه الرسالة للأسف، وأعتقد أن هذا يزيد فرص حصول مواجهة عسكرية”.

من الصعب على إدارة بايدن تحقيق المعادلة التي تريدها: تنفيذ هجوم محدود والقيام برد قوي في الوقت نفسه
ويرى محللون سياسيون أن الاستمرار في الوضع الحالي القائم على قواعد اشتباك باردة وروتينية يصب في صالح إيران، التي تهدف بالأساس إلى استثمار هذا الاستنزاف ضمن سياسة استعراض القوة وتأكيد أهميتها في أي توازن إقليمي، مشيرين إلى أن طهران تريد جر الولايات المتحدة إلى مربع التوتر المحدود، ولكن الدائم، خاصة أن المعركة بعيدة عن أراضيها، وهي تعرف أن الولايات المتحدة تتجنب الاشتباك معها.

وسيكون الحل الأنسب هو سحب البساط من تحت أقدام الإيرانيين من خلال تحقيق اختراق جدي في الملفات الكبرى، خاصة الموضوع الفلسطيني، لاسيما بعد أن نجحت إيران في استثمار الحرب في غزة بإظهار أذرعها (الحوثيين وحزب الله) في ثوب الحركات المدافعة عن غزة وإكسابها تعاطفا فلسطينيا وعربيا.

ويعتبر التقدم الدبلوماسي نحو تبادل الأسرى وإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس بمثابة فوز إستراتيجي للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وسيكون أيضا بمثابة ضربة لإيران وأذرعها اللتين كانتا تحرزان تقدما كبيرا طوال فترة الصراع.

وأبدى مسؤولو إدارة بايدن ملاحظة أكثر تفاؤلاً بعض الشيء في الأيام الأخيرة بشأن احتمالات وقف آخر لإطلاق النار والإفراج الوشيك عن الرهائن المحتجزين في غزة.

وأرسل بايدن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويليام بيرنز إلى باريس في نهاية الأسبوع الماضي لإجراء مناقشات مع نظرائه الإسرائيليين والمصريين والقطريين حول إطار عمل محتمل لصفقة يمكن أن تؤدي إلى تعليق حرب غزة لمدة شهرين، على أمل أن تخلق فترة أطول من الهدوء والاستقرار مساحة للمزيد من الدبلوماسية وتهيئ الظروف لتفاهم أكثر ديمومة.

لكن واشنطن تحتاج إلى الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتفهم وضعها والاستجابة لرغبتها في تحقيق انفراجة من بوابة غزة.

وصرح نتنياهو الثلاثاء بأن إسرائيل “لن تسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ولن تفرج عن الآلاف من المخربين، هذا لن يحدث”، ما يعني وضع العراقيل أمام تحقيق هدنة جديدة في غزة.
ومع استمرار الحرب في غزة وقع حتى الآن أكثر من 450 هجوما لحزب الله استهدف إسرائيل وأكثر من 180 هجومًا بالوكالة الإيرانية على القوات الأميركية في العراق وسوريا، وما لا يقل عن 32 هجمة صاروخية للحوثيين استهدفت السفن التجارية في البحر الأحمر، وغيرها من الهجمات الصاروخية بعيدة المدى التي تستهدف إسرائيل والعراق وسوريا وباكستان من إيران واليمن والعراق.

ويرى محللون أنه ضمن فرص نجاح الرد الإستراتيجي الذي يفشل خطط الاستهداف الإيراني للوجود الأميركي، يجب على الولايات المتحدة التفكير في خفض مستوى قواتها أو سحبها من المسارح الحساسة والحيوية في المنطقة؛ وذلك بأن تسرّع مفاوضات انسحابها من العراق مع تأمين مصالحها باتفاقيات واضحة، وكذلك إجراء مراجعات لسياستها تجاه سوريا بدفع الحوار بين الأكراد وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ما يمهد الطريق أمام المغادرة النهائية للقوات الأميركية بشكل آمن ومنظم.