المحرر موضوع: جهود تركية لتحجيم نفوذ حزب الاتّحاد الوطني الكردستاني في كركوك  (زيارة 233 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
جهود تركية لتحجيم نفوذ حزب الاتّحاد الوطني الكردستاني في كركوك
تدخل مباشر للاستخبارات التركية في تشكيل التحالف المؤهّل لقيادة المحافظة.
العرب

رياح انتخابات كركوك جرت بما لا تشتهيه سفن تركيا
منع حزب الاتّحاد الوطني الكردستاني، الحاصل على أفضل نتيجة في الانتخابات المحلية بمحافظة كركوك، من قيادة مجلس المحافظة تطلّب من تركيا إرسال رئيس مخابراتها إلى العراق للمرة الثانية في أقل من أسبوع، الأمر الذي عكس جدية الأطماع التركية في المحافظة، ومقدار القلق من العودة القوية للحزب إلى الساحة العراقية.

كركوك (العراق) - أدى تدخّل تركي مباشر في عملية تشكيل الحكومة المحلية لمحافظة كركوك العراقية إلى وقف اتصالات ومفاوضات كانت تجري بين القوى الفائزة في الانتخابات المحلية الأخيرة بمقاعد في مجلس المحافظة بشأن توزيع مناصبه القيادية فيما بينها.

وقالت مصادر عراقية إنّ رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن عاد خصيصا إلى العراق لمعالجة ملفي محافظتي كركوك ونينوى، وذلك بعد مرور أيام قليلة على قيامه بزيارة إلى البلد التقى خلالها بطيف واسع من المسؤولين الحكوميين وقادة الأحزاب وممثلي المكونات العرقية والطائفية العراقية.

وتركّز التدخل التركي بشكل مباشر على منع حصول حزب الاتّحاد الوطني بقيادة بافل جلال طالباني على منصب المحافظ في كركوك الغنية بالنفط، والتي أصبحت تركيا تجاهر بأطماعها فيها بناء على ما يسمّيه القوميون الأتراك "حقوقا تاريخية" لبلادهم فيها. وتوتّرت العلاقة إلى حدّ كبير بين حزب الاتحاد وتركيا على خلفية اتهامات أنقرة للحزب باحتضان حزب العمال الكردستاني والسماح لمقاتليه بالنشاط في عدد من مناطق محافظة السليمانية.

ويقابل ذلك التوتّر تطور كبير في علاقة أنقرة بالحزب الديمقراطي الكردستاني الذي أظهرت قيادته مرونة كبيرة في التعاون مع السلطات التركية في عدّة مجالات، على رأسها الحرب التي تخوضها القوات التركية داخل إقليم كردستان العراق ضدّ حزب العمّال.

سعدي بيره: يجب استئناف اجتماعات الحزبين في هذا الظرف الحساس
والتقى المسؤول الأمني التركي خلال زيارته إقليم كردستان العراق برئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني. وأكّدت المصادر وقف الحزب الديمقراطي لاتصالاته مع شريكه الكبير حزب الاتّحاد الوطني بشأن تشكيل مجلس محافظة كركوك إثر زيارة قالن. وكانت نتائج الانتخابات المحلية التي أجريت في العراق في التاسع عشر من شهر ديسمبر الماضي قد وضعت حزب الاتّحاد الوطني في موقع جيد للحصول على منصب محافظ كركوك، بالإضافة إلى تحقيقه نتيجة مرضية في محافظة نينوى المجاورة.

ويتشكّل مجلس محافظة كركوك التي يطالب أكراد العراق بضمها إلى إقليمهم من ستة عشر عضوا، وقد حصل ممثلوهم في الانتخابات على سبعة مقاعد، من بينها خمسة للاتحاد الوطني ومقعدان للحزب الديمقراطي الكردستاني، ومثلهما للتركمان وستّة مقاعد للقوائم العربية ومقعد واحد (الكوتا) للمكون المسيحي ممثلا بحركة بابليون.

ودخلت مفاوضات الأحزاب العراقية بشأن تشكيل الحكومات المحلية مرحلة حاسمة، بعد أداء الفائزين في الانتخابات الأخيرة اليمين القانونية. وتخشى أنقرة من توسّع نفوذ حزب الاتّحاد الوطني الكردستاني في مناطق تعمل تركيا على إيجاد موطئ قدم لها فيها نظرا لأهميتها الاقتصادية والأمنية، وفي مقدّمتها كركوك ونينوى.

وكان من ضمن الشخصيات التي التقاها قالن خلال زيارته لأربيل رئيس الجبهة التركمانية العراقية حسن توران، والنائب التركماني في البرلمان العراقي أرشد الصالحي. ويعتبر وجود توران على رأس الجبهة التركمانية إحدى ثمار التدخّل التركي المباشر في شؤون تركمان العراق، حيث لعبت أنقرة قبل نحو ثلاث سنوات دورا كبيرا في دفع أرشد الصالحي إلى التنحي عن رئاسة الجبهة واختيار توران خلفا له.

ووقع اختيار توران لقيادة الجبهة لسببين؛ أولهما توجهه الإسلامي المتوافق مع توجّهات حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقابل الميول القومية الكمالية للصالحي والتي تجعله أقرب إلى حزب الشعب الجمهوري، وثانيهما حالة الوفاق بين توران وقياديّي الحزب الديمقراطي الكردستاني المتحالفين مع أنقرة في مقابل برود علاقة الصالحي بهم.

وتفضّل تركيا أن تذهب قيادة الحكومة المحلية لكركوك إلى التركمان الذين يشاركونها الانتماء القومي ولها نفوذ كبير على ممثليهم السياسيين. ورغم النتيجة المتواضعة الذي حققها التركمان في الانتخابات المحليّة إلاّ أنهم ظلوا يطالبون بمنصب المحافظ استنادا إلى معادلة وضعتها الحكومة التركية بحدّ ذاتها.

وفي وقت سابق طالب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع عقده مع توران في أنقرة بـ”الاستمرار في القاعدة المتبعة سابقا في اختيار محافظ كركوك بالتناوب بين أطراف تلك المحافظة المهمة”، ويعني ذلك ذهاب المنصب إلى التركمان بعد أن كان الأكراد والعرب قد تداولوا على شغله منذ سنة 2003.

كما عبّر الوزير صراحة عن امتعاضه من “التقدم غير المتوقع” الذي حققه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في انتخابات مجالس المحافظات، مشدّدا على وجوب منع “حدوث شراكة بين حزب الاتّحاد وحزب العمال تفضي إلى هيمنتها على المحافظة”.

◙ التدخل التركي يتركّز على منع حصول حزب الاتحاد الوطني بقيادة بافل جلال طالباني على منصب المحافظ في كركوك الغنية بالنفط والتي أصبحت تركيا تجاهر بأطماعها فيها

وجاءت زيارة قالن الثانية للعراق في سياق تنفيذ هذا المنظور بشكل عملي عبر إقناع القوى السياسية بعدم التحالف مع حزب الاتّحاد لتشكيل الحكومة المحلية لكركوك. وقالت المصادر إنّ قالن طالب خلال الزيارة ممثلي المكوّن التركماني بعدم التحالف مع الاتّحاد الوطني، والتفاوض بدلا من ذلك مع ممثلي المكوّن العربي والحزب الديمقراطي.

وأضافت أنّ رئيس المخابرات التركية حصل خلال لقائه مع مسعود بارزاني بتعهّد من قبل الأخير بعدم التحالف مع حزب الاتّحاد. وتبعا لذلك ألغت قيادة الحزب الديمقراطي لقاء كان مقرّرا عقده هذا الأسبوع بين ممثلين عن الحزب ونظراء لهم في الاتّحاد الوطني لمناقشة تشكيل الحكومة المحلية في كركوك.

وطالب سعدي بيره، المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، باستئناف الحزبين، الاتحاد والديمقراطي، “اجتماعاتهما في هذه الظروف الحساسة التي تمر على المنطقة”، معتبرا “أن وحدة الصف الكردستاني هي الخيار الوحيد لمواجهة التحديات”.

وأكد في تصريحات نشرها الموقع الإخباري الرسمي للحزب أهمية عقد اللقاءات الثنائية بين الحزبين “خاصة بعد تعقّد الأوضاع في الإقليم والعراق والمنطقة وبعد الهجمات والمواجهات المسلحة في بعض المناطق الحدودية للإقليم ومحاولة زعزعة استقرار إقليم كردستان والخروقات على حدوده”.

وأشار بيره بشكل مباشر إلى مسألة الحكومات المحلية قائلا إنّ من “الضروري أن يصل الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي إلى تفاهم مشترك حول نتائج انتخابات مجالس المحافظات وتشكيل الإدارة المحلية في كركوك ونينوى، حيث أن دخول الحزبين بموقف مشترك إلى المفاوضات مع الأطراف والمكونات في هذه المحافظات سينعكس إيجابا على ثقل ومكانة الأكراد”.