المحرر موضوع: تحتّ المَجّهَر  (زيارة 161 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحتّ المَجّهَر
« في: 06:58 04/02/2024 »
تحت المجهر
بقلم/ سلوان ساكو
تغيرات كثيرة طرأت علينا منذ ان ولجناّ دول المهجر قبل عقود، تغيرت طباعنا وعاداتنا وتقاليدنا وسلوكياتنا في الكثير من الجوانب ولكن الجوهر الفوضوي هو ذاته، اكتسبنا خبرات في مجالات مختلفة منها ما هو سلبي ومنها ما هو إيجابي، في كلا الحالتين يعتبر تغير، ولكن مع كل هذا يظل هناك الكثير من المفردات الحياتية المختلفة تشير إلى اننا لم نصل الى الفهم الصحيح والمطلوب لثقافة هذه المجتمعات وفلسفتها للواقع من حولها، وبعيدين كل البعد من الواقع الحقيقي الذي شيد فيه الغرب حضارته وثقافته وتاريخه البشري. ولنوضح الأمر بطريقة صحيحة نأخذ بعض الأمثلة، وأن كانت كثيرة سوف نختصرها بثلاثة فقط.
 محطة وقود السيارت، Petrol station، من الطبيعي أن تملأ سيارتك من الاتجاه الصحيح لخزان الوقود، سواء من الجهة اليسرى أو اليُمنة، فجأة تُشاهد شخص يركن سيارته بعكس مسدس فوهة المحطة ويقوم بتعبئة البنزين بطريقة عكسية، ويكون في الاغلب مزهواً بنفسه لتحقيق انتصار وهمي في شخصيته الهشة. 
 في مكاتب البريد Post offices، هناك ثمة نظام عرفي، آي غير مكتوب، ولكن عُرف هكذا يقوم هذا نظام على ال Line، طابور، وكل شخص ينتظر دوره إلى أن يصل إلى الموظف الواقف خلف المكتب لينهي عمله، فجأة يأتي شخص، سواء كان رجل أو امرأة، ويجتاز هذا الطابور الطويل ويضرب عرض الحائط كل الواقفين دوان ادنى احترام الآخرين، ويذهب مباشرةٌ نحو موظف البريد يريد أن ينجز معاملته قبل كل هؤلاء الواقفين، ولكن هذا الموظف او الموظفة تُعيده إلى آخر الطابور وهو يجر اذيال الخيبة والإحراج.
بوق السيارة Horn لا يستعمل في الغرب الا للضرورة القصوى او في حالات الطوارئ Emergency، او هناك تجاوز لأفضلية المرور، وان استعمل في غير محله يعتبر استخدام خاطئ ويأتي بمثابة مسبة، الذي لاحظته في الاونة الأخيرة كثرة استعمال هذا البوق وكأنك في عاصمة عربية مثل بغداد او القاهرة او دمشق الذي لا يرفّع السائق يده عن هذا البوق.
 الامثلة كثيرة على هكذا مواقف وتجاوزات ولكن يظل  القاسم المشترك بين كل هذه الملاحظات هو بروز الصورة العربية، وأن دققنا بشكل واضح نراها عراقية بامتياز.
إلى اليوم لم ينخرط اللاجئون العرب والعراقيون بشكل حضاري واجتماعية يرتقي لثقافة الغرب، نعم ربما تعلموا اللغة الإنجليزية ولكن لم يتعلموا جذورها الفلسفية وكيف نشأ هذا التطور الفكري والتاريخي والثقافي لهذا الإنسان الغربي  الذي ما فتئ يطور من قدراته على مدار السنوات، نعم هناك ثمة سلبيات لهم ايضا ولكن يتم تصويبها من وقت لآخر.
لنعترف بأن امامنا طريق طويل لبلوغ الأهداف المرجوة ومن الصعب جدا بلوغها بهكذا عقلية منغلقة على عادات وتقاليد لم تعد قادرة على مواكبة التطور الحضاري والثقافي للغرب.