المحرر موضوع: استهداف قادة الميليشيات يجبرهم على نمط عيش مثيل لنمط حسن نصرالله  (زيارة 249 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
استهداف قادة الميليشيات يجبرهم على نمط عيش مثيل لنمط حسن نصرالله
تصفية الساعدي تؤكد أن القوات الأميركية لديها إحداثيات كافية للوصول إلى أبرز قادة الفصائل.
العرب

من سيكون التالي على القائمة الأميركية
بغداد- مثلت تصفية أبوباقر الساعدي، القيادي البارز في كتائب حزب الله العراقي، رسالة قوية من واشنطن إلى قادة الفصائل الذين يديرون عمليات استهداف القوات الأميركية، يفيد مضمونها بأن مصيرهم سيكون شبيها بمصير الساعدي ومن قبله قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، وهو ما سيدفعهم إلى التخفي والعيش في “مغارة” كما يفعل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله.

وقُتل أبوباقر الساعدي، القيادي البارز في الكتائب المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي، بضربة نفّذتها طائرة مسيّرة أميركية استهدفت سيارته داخل حيّ حيوي في بغداد مساء الأربعاء. وقالت القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان الأربعاء إن الساعدي “كان مسؤولا عن التخطيط المباشر والمشاركة في الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة”.

ومن الواضح أن لجوء قادة فصائل الحشد إلى التحرك بين المدنيين لم يمنع القوات الأميركية من تصفيتهم بدقة تامة دون إلحاق أضرار بالمدنيين يمكن أن يتم توظيفها دعائيا للضغط على واشنطن

وستدفع تصفية الساعدي، التي أظهرت قدرة الولايات المتحدة على شن هجمات انتقامية موجهة، قادة الصف الأول في المجموعات الموالية لإيران إلى الاختباء والدفع بقيادات الصف الثاني مع ما يثيره مثل هذا القرار من خلافات وتأثير على معنويات المسلحين، وسيؤثر أيضا على وتيرة الهجمات ونوعيتها.

لجوء قادة الفصائل إلى التحرك بين المدنيين لم يمنع القوات الأميركية من تصفيتهم دون إلحاق أضرار بالمدنيين

وتؤكد تصفية الساعدي أن القوات الأميركية لديها إحداثيات كافية للوصول إلى أبرز القيادات. وقد لا يقتصر الأمر على التقنيات المتطورة؛ فالأخطر من ذلك أن دقة المعلومات قد تكون ناتجة عن اختراق استخباري للمجموعات المسلحة بسبب زرع مخبرين بينها، وأن الضربات القادمة قد تشمل قيادات نوعية جديدة وتستهدف مخازن الصواريخ والمسيرات كما يحصل مع الحوثيين في اليمن.

ولا شك أن الفصائل ستستوعب الرسالة الأميركية بشكل سريع وستسحب قادتها من الواجهة وستتخذ قرارا يقضي بالتهدئة ووقف العمليات ضد الأميركيين، وهو ما كانت قد أعلنت عنه كتائب حزب الله العراقي بعد أن فهمت أنها خرقت الخطوط الحمراء وأن الرد الأميركي سيكون قويا.

ومثلما اختفى أمين عام حزب الله اللبناني عن الأنظار بشكل كامل ليعيش تحت الأرض خوفا من الاستهداف الإسرائيلي، فإن قادة الصف الأول في الفصائل سيجدون أنفسهم مجبرين على اتخاذ الخطوة نفسها ولو إلى حين، في انتظار أن يتضح مآل التصعيد.

ويعرف قادة الفصائل أن لا شيء يمنع الأميركيين من الوصول إليهم، وأن إيران نفسها لا تقدر على حمايتهم؛ فلو كانت قادرة على ذلك لحمت قادتها الذين سبق أن تولت إسرائيل تصفيتهم في سوريا.

وتمتلك الولايات المتحدة خبرات كافية في تنفيذ عمليات الاستهداف الموجه ضد أهداف معادية، مثل ما حصل في مطار بغداد في يناير 2020 حيث تمّت تصفية سليماني والمهندس أو في سوريا واليمن وأفغانستان ضد عناصر خطرة من القاعدة أو داعش.

وسبق لإسرائيل أن نفذت عمليات دقيقة ضد قادة من ميليشيات موالية لإيران في سوريا، سواء من العراقيين أو اللبنانيين أو من قادة الحرس الثوري أنفسهم، دون أن تقدر إيران وحلفاؤها من المجموعات المسلحة على رد الفعل، بل اكتفوا بتصريحات روتينية يتوعدون فيها بالانتقام في الزمان والمكان المناسبين.

وندّدت الحكومة العراقية في بيان الخميس بـ”عملية اغتيال واضحة المعالم عبر توجيه ضربة جوية وسط حي سكني من أحياء العاصمة بغداد، بطريقة لا تكترث لحياة المدنيين وللقوانين الدولية”.

وقال يحيى رسول، المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في بيان إن “التحالف الدولي يتجاوز تماما الأسباب والأغراض التي وُجد من أجلها على أرضنا”.

وأضاف أن “هذا المسار يدفع الحكومة العراقية أكثر من أي وقت مضى إلى إنهاء مهمة هذا التحالف الذي تحول إلى عامل عدم استقرار للعراق ويهدد بجرّ العراق إلى دائرة الصراع” الإقليمي.

وكان رئيس الوزراء العراقي قد أطلق محادثات مع واشنطن بشأن مستقبل التحالف بهدف تحديد جدول زمني يتيح انسحابا تدريجيّا من البلاد.

في الأثناء قال السوداني خلال لقائه وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس إن “الإصرار على انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق يأتي بعد ما اكتسبته القوات العراقية من قدرات متقدمة في مكافحة الإرهاب”، وفق بيان صادر عن مكتبه الخميس.

وشارك المئات في مراسم تشييع الساعدي في بغداد بعد ظهر الخميس. وكان الأخير مسؤولاً عن “ملف سوريا العسكري” في كتائب حزب الله، وفق ما أفاد به مصدر في هذا الفصيل مفضّلا عدم كشف هويته. ومنذ منتصف أكتوبر الماضي تعرضت القوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 165 هجوما، في انعكاس مباشر للحرب الدائرة في قطاع غزة.

وتبنّت معظمَ تلك الهجمات “المقاومةُ الإسلامية في العراق” التي تضمّ مقاتلين في فصائل موالية لإيران وأبرزها كتائب حزب الله. وتقول الفصائل إن هجماتها تأتي تضامنا مع غزة وضدّ الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها مع حماس.

وقال مسؤولون في واشنطن إن الهجوم الذي وقع في الأردن ضد القوات الأميركية يحمل “بصمة كتائب حزب الله”. وتصنّف واشنطن كتائب حزب الله منظمة إرهابية وسبق أن استهدفت الفصيل بغارات في العراق خلال الأسابيع الأخيرة.

الدفع بقيادات الحزب إلى التخفي والعيش في "مغارة" كما يفعل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله
واعتبرت منظمة بدر، إحدى فصائل الحشد الشعبي الأكثر نفوذا والحليفة لطهران، في بيان الخميس أن الضربة الأميركية “عمل غادر وإعلان حرب على العراق”. وأضافت “في وقت كانت الحكومة ومازالت تبذل جهدا دبلوماسيا متواصلا لإخراج القوات الأجنبية بالتفاهم… هذه الجريمة تعبر عن إصرار أميركا وحلفائها على العمل بمنطق القتل والوحشية”.

وأدان حزب الله اللبناني “جريمة اغتيال” الساعدي على “يد قوات الاحتلال الأميركي”، معتبرا أنها “استمرار لجرائمها السابقة وعدوانها المستمر على شعوب أمتنا في العراق وسوريا واليمن”.

وندّد الإطار التنسيقي، التحالف السياسي الذي يضمّ الأحزاب والقوى القريبة من إيران والداعمة للحكومة العراقية، بـ”الاعتداءات المتكررة من قبل القوات الأميركية على سيادة العراق”.

وقبل أسبوع قُتل 16 مقاتلاً من الحشد الشعبي بضربات أميركية في العراق. ورأى سجاد جياد، الباحث في مركز “سنتوري إنترناشونال” للأبحاث، أن التوترات في الشرق الأوسط سوف تستمر أسابيع أو أشهرا، وأن الفصائل المرتبطة بإيران غير مستعدة للتراجع.

وأوضح جياد أن “تلك المجموعات تمتلك قدرات هامة وهي نشطة في عدة دول، والولايات المتحدة جاهزة للرد ولقتل عناصرها واستهداف مواقعهم. لا تعطي الولايات المتحدة أي مؤشر على أنها مستعدة للتراجع في الشرق الأوسط”. وأضاف أن “هناك احتمالا كبيرا للتصعيد، ولا يعني ذلك بالضرورة حربا مفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران”.