المحرر موضوع: حالات إلحاق الأذى بالنفس  (زيارة 402 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حالات إلحاق الأذى بالنفس
« في: 22:06 09/02/2024 »
حالات إلحاق الأذى بالنفس

لطيف نعمان سياوش
     
من دفاتر مذكراتي
     عملت خلال خدمتي العسكرية اثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1989) كـ (جندي كاتب) في مكتب  لواء المشاة الذي يتنقل من موقع لآخر وفق مقتضيات المعارك، وبناء لتوجيهات القيادات العليا..
كانت تردنا التعليمات باستمرار في إرسال مواقف شهرية وإحصائيات في حالات إلحاق الأذى بالنفس.. أما ما هي هذه الحالة الملفتة لعناية من لا يعرف محتواها، فإليكم التفاصيل:ـ
عندما يكون بعض الجنود ممن يهابون المعارك امام خيار لا بد منه اثناء هجوم وحدتهم او تلقي الهجوم المقابل: إما الاستشهاد، أو الأسر ، أو الفقدان. كان البعض منهم يصيبون أجزاء من اجسادهم بإطلاق نار من بندقيتهم عمدا مع سبق الاصرار. وكإن لسان حالهم يقول :- إلحاق بعض الأذى بالنفس والتعوق من خلاله في الجسد هو افضل من نيل عنوان الشهادة، أو الفقدان، أو حتى الأسر.. وتكون نتيجته إما الإعفاء من الخدمة العسكرية المسلحة، أو الإعفاء من الخدمتين العسكرية المسلحة وغير المسلحة (وحسب نوع الإصابة وشدتها)، ويتم تسريحه من الجيش لأسباب صحية.
لقد حصلت حالات كثيرة من هذا القبيل إذ التجأ بعض المراتب لإطلاق الرصاص من بندقيتهم على أجزاء من جسدهم خلسة، ويدعون إنهم أصيبوا بطلق ناري من قبل العدو!!.

ولما تكررت هذه الحالة واقتربت من أن تكون ظاهرة مخيفة بحق الجيش العراقي .. التجأت الجهات ذات العلاقة بعرض الحالات المشتبه بها على لجان الطب العدلي المختصة في مستشفى الرشيد العسكري.. فهذه اللجان هي التي تقرر نوع الطلق الناري، والمسافة بين الفوهة النارية والجرح، وفي حال ثبوت الاتهام بحق المومإ إليه يحال الى المحاكم المختصة، وقد تصل العقوبة الى الاعدام!!. وبهذه الطريقة استطاعت التقليل من هذه الحالات بشكل متقن.
السلامة والعافية لكافة أفراد الجيش العراقي البطل، والأمان والسلام للعراق العزيز.


غير متصل Fareed Essa Oghanna

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 156
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: حالات إلحاق الأذى بالنفس
« رد #1 في: 23:58 12/02/2024 »
شكرا اخي لطيف على هذه المقالةالتي أرجعتنا بالذاكرة الى فترة مضلمةوايام مريرة من الحياة في العسكرية، خلال تلك الفترة من الحرب كنت طبيب مجند إحتياط ومنسب الى الجناح العسكري في مستشفى طوارىء الرصافة في البداية ومن ثم في مستشفى الرشيد العسكري بعد ذلك في شعبة جراحة الكسور والعظام ،وبحكم اختصاصي فقد شاهدت واجريت الكثير من العمليات لهذه الفئة من جرحى ( أذيةالنفس أو Self inflicted)،
كان هؤلاء الجرحى في حالة يأس ونفسية بائسة ليقدموا على ايذاء جسدهم للإبتعاد عن الجبهة، ففي بداية الأمر وفي أحد الأيام طُلب مني معاينة احد المرضى الذي أدعى انه تعرض للسع حشرة في ساقه أثناد الواجب، عند المعاينة والفحص تبين وجود التهاب شديد في الجلد وتورم في العضلة الخلفية للساق ونوع من الخراج الذي يستوجب عملية تنضيف مستعجلة وهذا ما تم بعد ساعات قليلة، الضرر في الأنسجة والعضلة كان كبيرا والمدهش والذي أثار انتباهنا انا والجراح المساعد هو الرائحة التي جائت عند فتح العضلة المتهرئة، نظرت الى زميلي الجراح وهو بدوره نظر كأنه يوافقني الرأي انها رائحة النفط.المريض حقن ساقه بالنفط عن طريق الحقن بألسرنج، مادةالنفط او الكيروسين تسبب التهاب شديد في موضع الحقن وتهرئ الأنسجة. لم تكن هذه الحالة الوحيدة من هذا النوع، فقد شاهدت عدة حالات مماثلة في الفخذ والساعد والعضد.
في البداية هؤلاء الجرحى كنا نخضعهم لعمليات مستعجلة ويمحى كل آثر يدل على ان الأصابة من نوع أذية النفس، لكن بعد فترة من الزمن كان هؤلاء يعرضون على طبيب مختص في هكذا جروح في اللجنة الطبية لتسجيل نوع الأصابة ومن ثم يرسلون الينا للمعالجة.
بعض المصابين كانوا يلفون ذراعهم ببطانية أو اي عازل يمنع أي علامة تثبت الأصابة مفتعلة مثل الوشم البارودي او ألأسوداد في مدخل الطلقة علها تنفعهم عند الفحص الأولي.

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: حالات إلحاق الأذى بالنفس
« رد #2 في: 16:33 13/02/2024 »
عزيزي دكتور  فريد عيسى اوغنا المحترم
تحياتي لكم
شكرا جزيلا لمداخلتك المهمة التي أثرت الموضوع ..كيف لا وإن كلماتك ذكرتني بما لاحظناه من غرائب مهمة بهذا الخصوص  مع الفارق بين ما اذكره وما طرحته انت ، والتي الخصها بما يلي :-
لمسنا في الجيش حالة لاتخلو من الغرابة  والتي صادفناها وشاهدناها بأم اعيوننا عندما كان بعض مدمني الكحول  يتفننون بتخدير مخيلتهم بمادة كحول السبرتو التي يحتسونها ، أو عصارة ال سيكوتين ، وكلا المادتين تعتبر مخدرة وكان المدمنين يحتسونها خلسة ، ولما تسربت المعلومات عن هذه الحالة عند الجهات المعنية  خصوصا عند السجناء عملوا على إجراء  تفتيشات دقيقة ومستمرة على المواد الداخلة للسجن للحد من تداولها وتقديم من يتعاطاها للمحاكمة والحساب الصارم ، ولله في خلقه شؤون ..
مرة اخرى شكرا لك دكتور .. تقبل  خالص تقديري ..