المحرر موضوع: حول محكمة العدل الدولية وإسرائيل!  (زيارة 288 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
حول محكمة العدل الدولية وإسرائيل!


رعد الحافظ

 
مقدمة :
د.زاك هارفي ,رجل أمريكي من أصول عراقية ,أكاديمي في علوم القيادة والإدارة ,حاصل على شهادات عليا وجوائز ,سبق لي الحديث عنه.
إستضافه الصحفي (سعيد شعيب) ,لإلقاء الضوء على عمل محكمة العدل الدولية في الأسابيع الماضية ,حول شكوى دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بإرتكابها أعمال إبادة جماعية ضد شعب غزّة .
(أنا شخصياً لحدّ الساعة لا أفهم لماذا لم تقم أيّ دولة عربية أو إسلامية بهذه الخطوة قبل جنوب أفريقيا / لكن هذا موضوع آخر).
أهمية الحديث هنا ,كون الذي حصل على الأرض أن كلا الطرفين,أقصد  (إسرائيل وفلسطين),إعتبروا أنّ قرار المحكمة بهذا الشأن, إنتصاراً بائناً لهم ولقضيتهم العادلة .فما الذي حدث بالضبط؟
***
موجز سريع لقرارات محكمة العدل الدولية:
محكمة العدل الدولية ,اُنشئت عام 1945 ,تقع في لاهاي / هولندا
International Court of Justice .. ICJ
عملها الأساس ,تسوية الخلاقات بين الدول ,أو تقديم  إستشارات قانونية للأمم المتحدة أو مجلس الأمن ,في قضية مُحددة!
مثلاً في القضية المثارة حالياً / هل هناك إبادة جماعية في غزّة؟
أي موضوع آخر ,لا يهم هذه المحكمة ,مَن الظالم أو المظلوم؟
أي طرف على حق وأي طرف على باطل؟
فيما يخص تأريخ الإبادة الجماعية (مادة 9 القانون الأساسي للمحكمة).
أوّل قضية مشهورة / كانت من البوسنة والهرسك (شعبها مسلم) ,بعد إستقلالها عام 1993 عن يوغسلافيا السابقة,رفعتها ضد صربيا.
(ملاحظة : هناك اليوم دولتين بإسم صربيا ,الاولى الكبيرة المعروفة عاصمتها بلغراد,عدد سكانها أقل من سبعة ملايين .
بينما الثانية الصغيرة داخل البوسنة ,إسمها جمهورية صرب البوسنة ,عاصمتها سرايفو بانيا لوكا ,نفوسها حوالي مليون وربع).
قرار محكمة العدل الدولية بهذا الشأن صدر عام 2007 ,يتضمن جزء يقرّ بتقصير (صربيا) لمنع حدوث إبادة جماعية ,وجرمت عدّة قادة.
القضية الثانية ,بين صربيا وكرواتيا(إتهامات متبادلة بالأبادة الجماعية).
القضية الثالثة ,كانت عام 2019 ضد دولة ميانمار ,وهل قامت بإبادة جماعية ضد مجموعة بشرية دينية هم شعب الروهينكا (مسلمين)؟
مع ملاحظة أنّ دولة غامبيا الافريقية هي التي قدّمت الشكوى للمحكمة!
القضية الرابعة ,الحرب الروسية على أوكرانيا,أيضاً كانت هناك إتهامات متبادلة,لكن مؤخراً طالبت المحكمة بإيقاف الحرب التي شنتها روسيا.
حتى هناك قضايا بين دول عربية كالتي بين قطر والبحرين أو الإمارات وإيران وما شابه.
***
هل أنصفت محكمة العدل الدولية إسرائيل أم فلسطين؟
في البداية تحدث د.زاك عن خطاب الرئيس الإسرائيلي أعقاب جريمة 7 إكتوبر .عندما قال ,إسرائيل في حالة حرب ضدّ الإرهاب الإسلامي!
وأضاف:
يقولون لنا أنّ المدنيين (في غزّة) ليسوا متورطين ,أو ربّما لا يعلمون أصلاً بنوايا حماس وجرائمها ,لكن هذه ليست الحقيقة كلّها.
لأنّه كان بإمكانهم الإنتفاض على حماس والتخلص من شرّها.
وأضاف الرئيس الإسرائيلي : سنقاتلهم حتى نكسر عمودهم الفقري!
فيجيبه د.زاك : بعض كلامك عاراً عليك!
كيف تضع شعب غزّة كلّه في سلّة واحدة ,لتقاتلهم جميعاً؟
ماذا كان بإمكان أغلب الغزاويين فعله؟
كيف في ظنّك ,سيقاتل الأطفال حماس؟
كيف لفتاة في ربيعها الـ 14 أن ترفض أعمال حماس؟
كيف ستعترض النساء والشيوخ والمرضى والضعفاء على حماس؟
صحيح ونتفهم أنّكم في حالة حرب ,وعليكم الدفاع عن أنفسكم.
لكن مع حماس وأمثالها ,لا مع كامل شعب غزّة!
وهذا الدفاع يجب أن يكون وفقاً للقانون الدولي الإنساني .
العالم ليس فوضى .هذه هي بالضبط النعمة الأهمّ للغرب والعلمانية والليبرالية ,التي جعلتنا ننعم بالتساوي وحقوق الإنسان وأنّ الجميع يُحاسب .لايوجد إنسان واحد في هذا الكوكب فوق القانون!
نحن نعلم أنّ اليهود عموماً تعرضوا للظلم والإرهاب والمجازر على مرّ التأريخ .لكن بخطابك المرتبك هذا نزلت الى مستوى (حسن نصر الله), وحماس نفسها.
نحنُ كما تعاطفنا مع الاطفال اليهود والضحايا يوم 7 إكتوبر 2023 ,
نحن ملزمون بالتعاطف مع كلّ طفل وضحية ,في غزّة والعالم أجمع!
ثمّ لخص د.زاك بيان المحكمة بشأن موضوع غزّة :
التأكيد على المنظمات العالمية (كالامم المتحدة والصحة العالمية وغيرها) بمراقبة وضع سكان غزّة ,وعدم تعرضهم لمخاطر تدمير البنية الصحية وماشابه.
إجراءات المحكمة هدفها الحفاظ على حقوق المعنيين ,بينما يتّم الحكم وإتخاذ القرار فيما بعد دراسة جميع التفاصيل والشكاوي المتعلقة!
بمعنى المحكمة لم تتخذ بعد قرار سلبي أو إيجابي ,مع هذا الطرف أو ذاك ,لأنّه لم يتأكد لديها حدوث إبادة جماعية أو عدم حدوثها.
لكن لو كان الشك يميل لصالح حدوث إبادة جماعية ,لكانت المحكمة أصدرت قراراً بإيقاف حرب إسرائيل على غزّة .
كما حدث في حالة حرب روسيا على اوكرانيا (وجود دليل فعلي على الجرائم المرتكبة منها قصة نقل مئات الأطفال الاوكرانيين الى روسيا)!
إنّما في حالة غزّة لم تصدر المحكمة أمراً بإيقاف الحرب ,لعدم وجود قرائن محددة واضحة بحدوث إبادة جماعية.
وعموماً أكدّت المحكمة على مسؤولية جميع دول العالم في منع أيّ إحتمال لحدوث جرائم إبادة جماعية .فعلى البلد المعني نفسه أن يقوم بتطبيق العدالة والإقتصاص من المجرمين ,حتى قبل وصول القضية الى المحمة العالمية!
***
الخلاصة :
يقول د.زاك ما يلي :
الغرب المتهم دوماً عمّال على بطال من عموم العرب والمسلمين ,بأنّه ضدّهم على طول خط التأريخ ,إنتصر لشعوب مسلمة في مناسبات عديدة وأنصفها وساعدها على التحرر ,كما حدث في البوسنة وما جاورها وفي الكويت وميانمار والشيشان وحتى مسلمي الصين (الإيغور) وغيرها.
علماً أن بعض الدول العربية ,ساعدت الصرب ضدّ مسلمي البوسنة .
هذا ما قام به بالضبط صدام حسين ,حينما زوّد الصرب بالسلاح وأسمى شعب البوسنة بالمتمردين.
من جهة اخرى ,القانون الغربي عموماً لا يدين شخص ينوي القيام بجريمة ,لكنه سيعاقبه لو قام بها فعلاً.
(فكرة إنّما الاعمال بالنيات ,ليست صالحة بمطلقها)!
نعم إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضدّ جرائم حماس.
لكن لا يوجد إنسان لديه ذرة إنسانية ومحب للسلام يقبل من مجموعة بشرية (مهما كان الظلم الذي تعرضت له) ,أن تظلم مجموعة أخرى!
ويضرب هنا مثل عراقي بإمتياز :
الشيعة تعرضوا للظلم والإضطهاد طيلة حكم الطاغية المجنون.
لكن هذا ليس مبرر ,ليقوم بعض قادة وزعماء الشيعة اليوم بالظلم والتجبّر على الآخرين!
المفروض المظلوم ,الذي تعرض للظلم مئات السنين ,يكون لديه حسّ إنساني مرهف أعلى ,بدل ان تسيطر عليه مشاهر الحقد والثأر والإنتقام.
***
الرابط : الحلقة 640 / د.زاك هارفي يجيب :
هل أنصفت محكمة العدل الدولية إسرائيل أم فلسطين؟
https://www.youtube.com/watch?v=nkys9ZyPbns&t=4211s


رعد الحافظ
5 فبراير 2024