غلق جامعة تكساس في قطر يرسم ملامح توتر بين واشنطن والدوحةمؤسسة قطر التي تتعاون مع جامعة "تكساس إيه أند أم" وست جامعات أميركية أخرى في الدولة الخليجية تؤكد أن القرار تأثّر بحملة تضليل تهدف إلى الإضرار بمصالح المؤسسة.MEO
الطلبة القطريون يخسرون فرصة الحصول على تعليم أميركيالدوحة - يشير قرار جامعة "تكساس إيه أند أم" غلق أبوابها في الدوحة بعد سنوات طويلة من العمل والشركة مع مؤسسات تعليمية قطرية، الي توتر صامت في العلاقات بين واشنطن والانارة الخليجية على خلفية الموقف القطري الداعم لحركة حماس التي يقيم عدد من أبرز قادتها في قطر.
وتتوسط الدوحة التي اتهمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلعب دور سلبي وبدعم وتمويل حماس، في ملف الرهائن الاسرائليين.
وقد أعلنت جامعة "تكساس إيه أند أم" الأميركية الجمعة أنها ستغلق حرمها الجامعي في قطر بسبب انعدام الأمن في المنطقة، ما أثار انتقادات من المؤسسة الشريكة في الإمارة الخليجية قائلة إنها "قررت إعادة تقييم الوجود الفعلي للجامعة في قطر في خريف 2023 بسبب تزايد انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط".
وأوضح رئيس مجلس إدارة الجامعة بيل ماهومز أن "مجلس الإدارة قرر أن المهمة الأساسية لجامعة تكساس إيه أند إم يجب أن يتم تطويرها بشكل أساسي داخل تكساس والولايات المتحدة" ومن المقرر أن يستغرق الإغلاق النهائي للجامعة التي فتحت أبوابها في قطر عام 2003، أربع سنوات.
وواجهت الكليات الأميركية تدقيقاً سياسياً مكثفاً بما في ذلك اتهامات بمعاداة السامية في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل.
وتستضيف قطر، حليفة الولايات المتحدة، قاعدة عسكرية أميركية كبيرة، ومكتباً لحركة حماس الذي يعدّ أيضاً مقراً لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية المقيم في المنفى.
وعملت الدولة الخليجية الغنية بالغاز كقناة اتصال مع حماس بمباركة واشنطن وتلعب دورا رئيسا في المفاوضات مع إسرائيل لوقف الحرب في قطاع غزة المحاصر.
وتعليقاً على القرار، قالت مؤسسة قطر التي تتعاون مع جامعة "تكساس إيه أند أم" وست جامعات أميركية أخرى في الدولة الخليجية إن القرار "تأثّر بحملة تضليل تهدف إلى الإضرار بمصالح مؤسسة قطر".
وأضافت المنظمة غير الربحية أنه "من المثير للقلق أن هذه المعلومات المضللة أصبحت العامل الحاسم في القرار... دون النظر إلى التأثير الإيجابي الكبير الذي جلبته هذه الشراكة لكل من قطر والولايات المتحدة".
وقال السفير الأميركي لدى قطر تيمي ديفيس إنه "يشعر بخيبة أمل إزاء اتخاذ جامعة تكساس إيه أند أم خطوات لإغلاق حرمها الجامعي في قطر".
وأضاف أن موقع الجامعة في الخارج "يمثل القيم ويلهم الابتكار للطلاب الذين قد لا يتمكنون من الحصول على التعليم الأميركي".
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى قطر، الإمارة الخليجية من علاقاتها الوثيقة مع حماس، مشددا على أن "الأمور لا يمكن أن تستمر كالمعتاد مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية".
بدوره دافع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عن مكتب الحركة، قائلا إنه يُستخدم لغرض "التواصل وإرساء السلام والهدوء في المنطقة".
وأسفر هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كما احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا راهائن في قطاع غزة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وردّت إسرائيل بحملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في القطاع، ما أسفر حتى الآن عن مقتل 27940 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
