المحرر موضوع: من يُفسد الآخر السلطة أم الشعب؟  (زيارة 205 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
من يُفسد الآخر السلطة أم الشعب؟
صمت القبور الذي يُخيّم على عالمها يغري الفاسدين في التوغل بالإفساد.
سمير داود حنوش

أهلا بكم في عالم النزاهة
هي متلازمة سَردية تتحدث مَن بدأ الفساد وشاعت أسبابه والجهة التي يترعرع بها ذلك الفساد إن كان الحاكم أو الرعيّة، كما يحدث في جدلية إن كانت البيضة من الدجاجة أو العكس.

هل سيكون فساد المجتمع من فساد السلطة وصلاحه من صلاحها أم العكس؟

وبين من يكون متشائلاً ليخبرنا أن الحاكم هو أبن الشعب وهو ليس سوى رد فعل لطبيعة ذلك المجتمع ليبقى ذلك الإختلاف في الرأي ماثلاً ويكون الإستنتاج الدقيق والصحيح إن كلا الأمرين يكمّل أحدهما الآخر حسب الزمكانيات المتاحة لذلك الفعل.

معادلة لا تقبل التأويل أو التحريف هو أن السلطة الفاسدة لا تستطيع أن تعيش في بيئة صالحة لأنها سترفضها ولذلك تحتاج إلى مجتمع فاسد أو على الأقل يرضى بالفساد ليستمر عمل تلك السلطة وديمومة فسادها، ولذلك تسعى السلطة جاهدة وبكل ما أوتيت به من قوة ونفود ومال من إستمالة النخبة المزيفة وإغراق وعاظ السلاطين بالمال والسلطة والإستفادة من المنافقين والمتلونين لإستخدامهم في التسويف والتدليس وتبييض وجوه السلطة.

يقال "إن الناس على دين ملوكهم" وهو الشعار الذي يرفعه أصحاب نظرية فساد الحاكم من فساد الرعيّة.

صمت الشعوب عن الفاسدين هو المبرر الأكبر للسلطة لتزداد فساداً وإنحرافاً ويشجعها على الإستمرار في تنفيذ السياسات الهدامة في الإفساد لتكون في النتيجة الشريك الأساسي للسلطة في ذلك الإفساد، كما تقول الآية الكريمة "وكذلك نوّلي بعض الظالمين بعضاً".

فساد السلطة هو بيت الداء وسبب الإنتكاس، فتكدس الثروات وتجمعها بيد السلطة ورموزها وأربابها ونهب ثروات البلد وخيراته على يد الحاكم وعائلته وحاشيته وإنفاقها على ملذاتهم الخاصة وفي تسيير أمور السلطة لابد وأن ينعكس سلباً على حياة الشعب في إنعدام فرص العمل وفقدان سُبل الحياة الكريمة وإزدياد حالات الجوع والفقر والجريمة.

جدلية من يفسد الآخر السلطة أم الشعب؟ تبدو بوضوح في المشهد العراقي وسيناريو يرسم الواقع بكل تفاصيله حين يستحضر مقولة علي بن أبي طالب "حين سكت أهل الحق عن الباطل، ظّن أهل الباطل أنهم على حق".

ذلك السكون الجماهيري الذي أغوى السلطة في التمادي بطغيانها وجبروتها.

قد يصف البعض هذه السطور أنها تدخل من باب التحريض والتمرد، لكنها شمس الحقيقة التي لا يحجبها غربال.


إن السكوت والتغاضي هو ما يشجع الفاسدين في فسادهم ويفتح لهم أبواب النهب والسرقة على مصراعيها بوجود بيئة ملوثة قد لا تروج للفاسدين والسراق فحسب، بل إن صمت القبور الذي يُخيّم على عالمها يغري الفاسدين في التوغل بالإفساد.

في خاتمة السَردية تبقى الصلة وثيقة بين صلاح الرعيّة من صلاح الحاكم، والعكس كذلك، ويبقى ذلك السؤال الذي يحتاج إلى تفسير.. من يفسد أولاً الحاكم أم الشعب؟