المحرر موضوع: قـــصة تعارفـــي مع الشيطـــان وأنا صبيٌ صغيــــر  (زيارة 352 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 قصة تعارفي مع الشيطان وانا صبيٌ صغير
 ترعرعت في مجتمع كانت ادبيات الدين في وقتهاهي الماده الروحيه الناصحه و الرادعه في نفس الوقت,تتحكم في طقوس حياتنا واحتياجاتها,نتلقاها في البيت و في دروس الدين المدرسيه,النُصُح بحد ذاتها كانت تُسدى لنا بتخويفنا من العقوبات المترتبه على عدم الالتزام بها .
في صيف 1955,انهيت مرحلة التمهيدي في مدرسة القديس عبدالاحد,وقبل ان التحق بمدرسة شمعون الصفا الابتدائيه,إرتأى المرحوم والدي ارسالي مع شقيقي الاكبر المرحوم ممتازالى مدرسة كنيسة مار توما التهذيبيه للسريان القريبة من بيتنا لقضاء ساعات الظهيره الموصليه الحاره مع صبيان آخرين .
نتناول الغداء في البيت ثم نذهب مصطحبين معنا شربة ماء وكوب وفـَرشه صغيره ننام عليها احيانا تحت نظارة  المديره المرحومه الست هديه كسّاب والمعلمه المرحومه الست فضيله( زوجة المرحوم جورج غزاله ),كانت الست فضيله تُعلمنا مما يتيسرعندها,لااتذكرالتفاصيل,لكني لا أنسى نصيحتها ذات مره, وهي تقول اذاما تصلون قبل الاكل وقبل النوم يأتيكم الشيطان في الحلم ويأخذكم الى الجحيم,كلام اخافني وبث الرعب فيّ ,تُرى من يكون هذا !! بعفوية طفل اصابه الهلع, سالتها عن شكله ,فقالت لي انهض تعال معي كي اريك شكله.
 اخذتني الست  بيدي وصعدنا الدرج المؤدي الى سطح الكنيسه, واذابتمثال طيني لجسم قصيرثخين,وراس كبير يعلو جانبيه قرنان ملتويان وحاجبان مشعران وانيابٌ مكشره جاهزه للافتراس,امام هذا المشهد المروّع بكيت وركضت باتجاه الدرج كي اهرب, فأمسكتْ بيدي وقالت لا تخف انه تمثاله وليس هو,ثم انزلتني الى حيث كنا.
مع انتهاء الدوام غادرنا المدرسه الى البيت,إندهشت المرحومه والدتي عندما رأت اثارالبكاء على وجهي الشاحب,فسألتني ما بك !! أجابها عني المرحوم شقيقي وقص لها القصه بطريقته,بدأت الوالده تغسل وجهي وتهدئ من روعي,ظل شكل الشيطان يتراءى امامي طيلة النهارحيثما توجهت, وزاد خوفي عندما  صعدنا للنوم فوق سطح  بيتنا , اتذكر اثناء ما كنت احاول ان انام ,كانت عيناي موجهه صوب  نجوم  السماء, فبدى لي وكأن في كل نجمة شيطان ينظر اليّ وانا ارتجف,حسّت الوالده بوضعي فبدأت تسبّح بسم الله وتقول لي نم يا بني يسوع معك سيطرده,وعلى وقع كلماتها نمت على امل ان ينتصر لي يسوع,واذا بالشيطان بشكله الذي رايته فوق سطح الكنيسه يزورني في منامي,فزّالجميع على صوت صراخي وبكائي,لم استطع معاودة النوم الا في دفئ حضن الوالده وعلى نغمات تراتيلها.
 في الصباح  طلبت من الوالده عدم ارسالي للمدرسه , وحين وافقت على طلبي بدأ خوفي يتبدد,لكن صورة الشيطان ظلت عالقه بذهني  .     
عبره تعلمت منها الكثير.
تحياتي


متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20794
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
الأستاذ ألفاضل شوكت توســـا
تحية ومحبة
الله يرحم الراحلون والرب يعطيك الصحة والعافية قصتك وتعارفك مع الشيطان في صباك هذا يدل على ان الايمان بالله كان في داخلك منذ صباك  هذا ما تعلمناه في الدراسة في المدارس الكنيسة والفضل يعود الى اباؤنا والتدريسين فيها هكذا كان التعليم المسيحي في ذلك الوقت ولكن للاسف ما نلاحظه الان في بعض المدارس الكنيسة ايام الاحد فقط مختلف كثير بحيت المعلمات لا يتكلمون بالسورت المحكية بحجة ان الاطفال مولودين هنا وعليه يجب التدريس باللغة التي يفهموها ولكن اباؤنا عندما كانوا يرسلوننا الى المدارس الكنيسة من اجل التوعية والايمان والحفاض على لغتنا وللاسف اقولها ان التربية المسيحية في الوقت الحاضر وفي اغلب العوائل مهملة لهذا الامر وعليه ما الجدوى من ارسال اطفالهن الى التعليم المسيحي ايام الاحد وهم في البيت لا يتحدثون معهم لغة اباؤهم السورت
تقبل محبتي واسف على الاطالة رابي
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ عوديشو المحترم
تحيه طيبه
 شكرا على مشاركتك,ومعذرة ًعن تأخري في الرد,والسبب كما تعلم  يتعلق بعطل الخادم الالكتروني للموقع .   
 حقيقة ً , الذي قرأته  في تعليقك يشير الى  وجود لبس يكاد يكون بسبب طريقة قراءة المقاله او اي سبب اخر,مهما يكن تلافيا لهذا اللبس سأضيف بعض التوضيح .
في احدى لقاءاته المتلفزه في العام 1996,سُئل المرحوم البابا شنودا الثالث عن ما الذي يتوجب على القبطي المهاجر فعله حتى يحافظ على  انتمائه الديني والوطني, اجابه البابا: الأصح ان تسالني عن مالذي يتوجب على مؤسستنا الكنسيه القيام به تجاه القبطي حيثما كان حتى يحافظ على انتمائه . 
  هناك من يعتقد بأن التديّن هو مكمّل للايمان,وهناك من يرى بأن الدين او التديّن قد فعل العكس , وهذا يقودنا الى التساؤل هل بإمكان الانسان ان يكون مؤمنا من دون الانتماء الى اي مسمى ديني,انا اقول وربما غير يرى العكس, نعم ممكن جدا ولكن في اية مرحله عمريه يمكن تحقيق ذلك,بالتأكيد ليس في مرحلة الصبا.
    المثال الذي جئت به في مدرسة كنيسه مار توما,اثبت لي في الكبر بأني لم اتعلم الايمان بواسطة الدروس الدينيه التي كنا نتلقاها ونحن صبيه لا نفقه شيئا مما نحن بصدده الآن,علمونا في صغرنا التهادن مع الكنيسه من خلال قول نعم لكل ما يقوله الواعظ الديني والا سيعاقبنا الله بحرماننا من الفردوس,وعلمونا الخوف من الشيطان حتى لا نذهب الى الجحيم ,علّمونا كيف نطبق مقولة اذا ضربك على خدك الايمن اعطه الايسرحتى نكون متسامحين, لكنهم لم يشجعونا لا بل اخافونا من تطبيق مقولة بالكيل الذي تكيل.... بالنتيجه زُرعت فينا نزعة الاستسلام بحجة التسامح و حتى نرضي المسيح والمسيح من ذلك براء ,هكذا علمونا في الصغر فكبرنا وكبر الخوف معنا ليس  من الشيطان انما من كل شئ يتطلب الجرأه والمبادره.
 بمرورالسنين لابد لإدراك المرء ان يتطور,من ناحيتي إكتشفت بأن التعاليم التي كنا نتلقاها في صبانا حول الايمان تخالف ما تعلمناه بانفسنا في الكبر,تعلمنا بأن تحقيق العداله لايمنع الكيل للاخر بنفس مكياله وليس بقبول الصفعتين على الخدين بحجة التسامح,وتعلمنا بان التخلي عن الحق والسكوت على الظالم امرمعيب تحت اية ذريعه كانت,وتعلمنا بان من صلب واجبات الكاهن المؤمن بث ثقافة بناء جنه على الارض  واستعداده الشجاع في نصرة المظلوم وإلا فإيمانه لا يتعدى حدود التدين بالاسم  وما خفي  وراؤه أعظم.     
شكرا
تحياتي