المحرر موضوع: قطع أذرع الولي الفقيه.. بشارة النهاية  (زيارة 284 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31500
    • مشاهدة الملف الشخصي
قطع أذرع الولي الفقيه.. بشارة النهاية
يعود الرئيس بايدن إلى سياسة سلفه ترامب في التصعيد مع النظام الإيراني.
MEO


رسائل بايدن صارت تشبه رسائل ترامب
كاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن ينهي الدور الإيراني في العراق ويقطع أذرعه في الشرق الأوسط، حين دخلت خططه مرحلة تنفيذ محاصرة ولاية الفقيه والقضاء عليه، في مناطق تواجده، كاد المشهد السياسي يتغير وتتغير معه أدواته لولا انتهاء عهدته الرئاسية على خلاف ما كان يتوقع.

بدأت خطط دونالد ترامب بأهم زيارة قام بها مايك بومبيو وزير خارجيته لبغداد، خريف عام 2019، زيارة قلبت كل الأوراق، حين ترك ورقته، على طاولة رئيس مجلس الوزراء آنذاك عادل عبدالمهدي، محددا مهلة تنفيذ ما جاء فيها دون تباطؤ، وأدخلت النظام الإيراني وأدواته المتنفذة في بغداد بحالة إرباك وخوف.

ماذا تضمنت ورقة مايك بومبيو التي تضع العراق أمام متغيرات مرتقبة؟

تفكيك جميع الميليشيات الطائفية وسحب جميع أسلحتها، وعلى رأسها ميليشيا بدر وعصائب الحق وحزب الله وسرايا السلام وأبوالفضل العباس والنجباء.
التمهيد لغلق المنافذ الحدودية مع إيران.
إشراف القوات الأميركية بالتعاون مع الحكومة العراقية على جميع المنافذ الحدودية، وإنهاء سيطرة الميليشيات عليها.
إنهاء دور السفارة الإيرانية في بغداد بالتحكم في مركز القرار السياسي.
عقب الكشف عن محتويات ورقة بومبيو، سارعت إيران حينها بإرسال وفودها الأمنية والسياسية إلى بغداد، لتدبر الأمر، وبحث الخيارات المناسبة لمواجهة المطالب الأميركية، الرامية إلى إنهاء الوجود الإيراني في العراق.

أما قادة الميليشيات فسارعوا للاجتماع وقتها في بيت قيس الخزعلي قائد ميليشيا عصائب الحق، حيث قرروا الاستنجاد بإيران، وما يمكن أن تقرره، بغية الحفاظ على وجودهم، الذي يعد قاعدة القوة الإيرانية في العراق، وأنيطت مهمة مواجهة الموقف لقائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قتل بقرار أمضاه الرئيس دونالد ترامب في 3 يناير/كانون الثاني 2020.

والأمر لم يتوقف حينها على تجريد الميليشيات من أسلحتها وتفكيكها، فكان الاستعداد قائما لتوجيه ضربات جوية لمواقع ومخازن أسلحة تضم معدات وصواريخ إيرانية بعيدة المدى في العراق.

القوات الأميركية لم تغادر العراق، وعززت آنذاك وجودها في مواقع إستراتيجية في بغداد لتنفيذ خططها، ولم تتردد في اقتحام مواقع أمنية أو سياسية دون سابق إنذار، كما فعلت باقتحام مقر وزارة الداخلية بالتزامن مع زيارة مايك بومبيو.


النظام الإيراني كان أداة جورج بوش في احتلال العراق، أداة حافظ عليها باراك أوباما، حين أعاد تأهيل دور إيران في المنطقة، ومده بمستلزمات البقاء والانتشار وتحصينه بوثيقة الاتفاق النووي تحت ذريعة ضمان أمن الشرق الأوسط، وثيقة نقضها دونالد ترامب.

الهيمنة الإيرانية، التي منحها جورج بوش، وباراك أوباما، غطاء آمنا، دون اكتراث بمساوئ هذه الهيمنة على الأمن القومي العربي وانعكاساتها على الأمن العالمي، وهيمنة أدخلت العراق عصر التخلف، لم ير الرئيس دونالد ترامب مبررا لاستمرارها، طالما ارتفعت بسقف أطماع ملالي طهران، وإعلان وصولهم لبناء إمبراطورية فارسية امتدت من الخليج العربي إلى ضفاف البحر المتوسط، أضحى العالم العربي امتدادا لجغرافيتها، بإطلاق قطيع من الميليشيات المتمردة على سيادة دول عربية، عززت دورها ببث الفتنة الطائفية والحروب الأهلية في روح المجتمع الواحد.

الرئيس جو بايدن عطل العمل بخطط دونالد ترامب محاولا دون جدوى إحياء الاتفاق النووي وإعادة تأهيل دور ولاية الفقيه في المنطقة، لكنه عاد مضطرا إلى إحياء العمل بها حينما أدرك أن أهداف إيران باتت تهدد الأمن القومي الأميركي العابر للقارات وتجاوزت الحد المسموح به.

الشارع العراقي ينتظر أحداثا كبرى، فكل الاحتمالات وارد حدوثها، وأميركا لن تتراجع عن تنفيذ خططها التي وضع مركز الدراسات الإستراتيجية في البنتاغون ضرورة تنفيذها على مراحل في زمن مفتوح:

قطع الأذرع الإيرانية واصطياد قادتها ونسف قواعدها بدءا من العراق وصولا إلى سوريا ولبنان بالتزامن مع القضاء على الخطر الإرهابي الحوثي في البحر الأحمر وبحر العرب وتأمين سلامة مضيق باب المندب.
منع إيران من اللعب العبثي بالورقة الفلسطينية من خلال إنهاء دور حركة حماس في غزة، وإبعاد مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني وبعيدا عن الشريط الحدودي، والالتزام بعدم تهديد الكيان الإسرائيلي على ضوء المفاوضات التي يجريها حاليا مع إسرائيل عبر الوسيط الأميركي.
تكريس العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام الإيراني وتوسيع نطاقها.
الدعم الدولي للمعارضة الإيرانية ومنحها مستلزمات القوة عبر الاعتراف بشرعية وجودها، وتحريك القوميات المضطهدة للمطالبة بخقها الإنساني في الحياة.
ويقف مستقبل النظام الإيراني على الدقة في تحقيق الأهداف المرسومة في تلك الخطط الكفيلة بإضعافه إقليميا وداخليا، والتمهيد لإنهائه بأدوات سياسية قادرة على تحريك الشعوب الإيرانية المتأهبة ليناء نظام مدني جديد على أنقاض نظام الولي الفقيه المخنوق في دائرة عزلته.