المحرر موضوع: الحريري يهدي حزب الله وحلفاءه موضوعا يستفيدون منه في التشويش على أزمتهم  (زيارة 163 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحريري يهدي حزب الله وحلفاءه موضوعا يستفيدون منه في التشويش على أزمتهم
توقعات بأن يستمر زعيم تيار المستقبل في قرار الانسحاب من المشهد السياسي.
العرب

عودة مؤقتة
بيروت- وفرت عودة سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، الذي سبق أن أعلن عن تعليق نشاطه السياسي، فرصة لحزب الله وحلفائه لصرف أنظار اللبنانيين إلى قضية أخرى غير الانتقادات التي توجه إلى الحزب بسبب انخراطه في الحرب ضد إسرائيل دون مبرر.

ويتساءل اللبنانيون عما إذا كان الحريري، من خلال هذا الظهور والاهتمام الإعلامي والشعبي، ينوي القطع مع قرار الاعتكاف وتجميد نشاطه السياسي، أم أن الأمر لا يعدو كونه عودة مؤقتة مرتبطة بإحياء ذكرى اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

وسبق للحريري أن برر انسحابه من الحياة السياسية بأنه رد فعل على النفوذ الإيراني المتزايد في لبنان، لكن عودته المفاجئة ستمد حزب الله المتراجع، بسبب افتعال المواجهة مع إسرائيل وتأثير تورطه في الحرب الأهلية السورية، بورقة يعيد من خلالها جمع أنصاره وحلفائه لمواجهة عودة الحريرية السياسية وافتراض أنها تمت بتوجيه من السعودية.
ويعرف حزب الله أن عودة الحريري ظرفية وأنها ترتبط بإحياء ذكرى اغتيال والده رفيق الحريري، الذي يُتّهم الحزب بالوقوف وراء تصفيته والتخلص من خصم مزعج بالنسبة إليه وترك مكانه لحريرية سياسية ضعيفة ومرتبكة وعاجزة عن لعب دور فعال في مواجهة النفوذ الإيراني.

ومع ذلك دأب الحزب على توظيف عودة الحريري في تحذيره مما يعتبره عودة سعودية إلى لبنان، بالرغم من أن القيادة السعودية رفعت يدها ليس فقط عن الحريري بل عن لبنان برمته وسحبت دعمها واستثماراتها واهتمامها بأزماته وسبل حلها، ونأت بنفسها عن الحلول الخارجية التي تراهن على دور مالي سعودي لإنقاذ لبنان.

وبلغ غضب اللبنانيين على حزب الله مدى كبيرا في الأسابيع الأخيرة، وتعالت أصوات كثيرة، حتى ممن كانوا يحسبون على الحزب، مطالبة بتحييد لبنان عن الحرب بين إسرائيل وحماس، وضرورة توقف الحزب عن إثارة غضب الإسرائيليين.

لكن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله لا يأخذ مطالب اللبنانيين في الاعتبار، ويركز فقط على تنفيذ أجندة إيران التي تعمل على إدامة حالة الاشتباك مع إسرائيل بما يخفف الضغط عن حماس ويساعدها على الاستمرار لأطول وقت ممكن في الحرب غير المتكافئة، والتي يتحمل أعباءها المدنيون الفلسطينيون.

وقال نصرالله الثلاثاء إن القصف الذي ينفذه الحزب عبر الحدود على إسرائيل لن يتوقف إلا عندما يتوقف “العدوان” الإسرائيلي على قطاع غزة.
وهدد نصرالله بتهجير المزيد من السكان من شمال إسرائيل، حيث أُجلي بالفعل عشرات الآلاف من السكان جراء إطلاق حزب الله صواريخ منذ أشهر، وقال إنه إذا وسع الجيش الإسرائيلي نطاق الحرب فإن جماعته ستفعل الشيء نفسه.

وكشفت تصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قبل أيام في بيروت، والتي غابت عنها مفردات مثل “المقاومة” أو “تحرير فلسطين”، أن طهران تريد أن يظل الحزب في حالة اشتباك مستمر مع إسرائيل دون تصعيد أو خرق للخطوط الحمراء، وهو ما يعني إظهار قدرة إيران على المناورة وإقناع الأميركيين بأهمية دورها الإقليمي بقطع النظر عن خسائر لبنان أو المخاطر المحدقة بأمنه القومي.

ويمكن أن تساهم عودة الحريري في تخفيف الانتقادات التي تطال الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي بصفة خاصة. لكن من المستبعد أن تتخذ هذه العودة أبعادا أكبر من ذلك.

◙ الحزب يوظف عودة الحريري كعدو افتراضي للتحذير من عودة سعودية إلى لبنان وكذلك ورقة لجمع أنصاره وحلفائه

وتقول أوساط سياسية سنية إن سعد الحريري لم يعد رهانا مستقبليا بالنسبة إلى الطائفة وحتى داخل تيار المستقبل، وإن الحفاوة التي قوبل بها حفاوة ظرفية ترتبط بذكرى اغتيال رفيق الحريري وصورته كرجل قوي نجح في أن يكون معادلا قويا لحزب الله.

وتوقعت هذه الأوساط أن ينسحب الحريري مجددا من المشهد بعد إحياء ذكرى والده، مستبعدة أن يعلن في كلمته المقررة الأربعاء العودة إلى الساحة السياسية.

وخلال زيارته إلى السرايا الحكومية الاثنين ولقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اكتفى الحريري في رده على سؤال بشأن مستقبله السياسي بالقول “بشوفكن في 14 شباط (أراكم في 14 فبراير)”، وهو ما يوحي بأن لا نية له في القطع مع قرار الانسحاب من المشهد، وإلا لكان ألمح إلى ذلك ووظف الاهتمام الإعلامي في الإعلان عن قرار عودته كزعيم سني مجددا.

وقد رحّب ميقاتي بالحريري وقال “السرايا بيتو للرئيس الحريري، هو بيستقبلنا مش نحنا منستقبلو”، وتمنى “أن تكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط مناسبة جامعة تؤكّد وحدة اللبنانيين في وجه الأخطار المحدقة بلبنان”.
والتقى الحريري بشخصيات لبنانية مختلفة، كما التقى ببيت الوسط السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، التي قالت إن “اللقاء كان ممتازًا”.

وفي 24 يناير 2022 علّق الحريري عمله في الحياة السياسية، داعيا تيار المستقبل إلى القيام بالخطوة نفسها، وعدم الترشح للانتخابات النيابية، وعدم التقدم بأي ترشيح من التيار أو باسمه.

وربط الحريري خطوته باقتناعه بأن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني، والتخبّط الدولي، والانقسام الوطني، واستعار الطائفية، واهتراء الدولة، مؤكداً أن “قرارنا هو تعليق أي دور أو مسؤولية مباشرة في السلطة والنيابة بمعناها التقليدي، وسنبقى من موقعنا كمواطنين متمسّكين بمشروع رفيق الحريري لمنع الحرب الأهلية والعمل من أجل حياة أفضل لجميع اللبنانيين”.

ويحيي لبنان الأربعاء الذكرى الـ19 لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري بتفجير موكبه وسط العاصمة بيروت في 14 فبراير عام 2005.