المحرر موضوع: قصة (Valentine’s Day) أو عيد الحب ‏‎بقلم : يوآرش هيدو / شيكاغو  (زيارة 115 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل marqos yousif

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 26
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
تعود بدايات قصة (Valentine’s Day ) أو عيد الحب الى القرن الثالث الميلادي .
‏‎وتدور حول امبراطور روماني ظالم وشهيد مسيحي . اما الأمبراطور فهو ( كلوديوس ) الثاني وأما الشهيدالمسيحي فهو القديس ( فالنتينوس) .
‏‎كان كلوديوس قد أصدر أمراً بعبادة آلهة الرومان الأثني عشر في كل مكان من الأمبراطورية المترامية ، وبأعدام كل من يخالط المسيحيين أو يسجد لإلههم .
‏‎كان فالنتينوس قسيساً أو أسقفاً نذر نفسه كلياً لخدمة المسيح وحتى التهديد بالموت لم يثنه عن ممارسة معتقداته . وهناك رواية يتداولها الناس مفادها إن فالنتينوس كان يزوج العشاق والمحبين ويباركهم في السر تحت ظروف غاية في الصعوبة في تحدّ جسور لأوامر السلطات الرومانية الوثنية . القي القبض عليه وأودع السجن .
‏‎في غضون الأسابيع الأخيرة من حياة فالنتينوس حدث شيء غريب غير اعتيادي.
‏‎كان السجان قد لاحظ ان السجين فالنتينوس انسان مهذب وهاديء ورقيق الفؤاد وفوق ذلك فهو ذو معرفة عميقة . تقدم اليه السجان ذات يوم وسأله إن كان بأمكانه ان يجيء بأبنته الوحيدة ( جوليا ) لتتلقى منه الدروس وتنهل من علمه . رحب فالنتينوس بالفكرة .
‏‎كانت جوليا عمياء منذ الولادة لكنها كانت فتاة جميلة وذكية .
‏‎قرأ فالنتينوس على مسامع جوليا فصولاً من تاريخ روما ، وصف لها عالم الطبيعة ، علمها الرياضيات كما حدثها عن خالق الكون وعن تعاليم يسوع المسيح وخصوصاً عن ( الموعظة على الجبل)  الخالدة .
‏‎بدأت جوليا لأول مرة ترى العالم من خلال عيني معلمها فالنتينوس وترسخت ثقتها بحكمته العميقة ووجدت مؤاساة خاصة في قوته الروحية ورباطة جأشه .
‏‎وذات يوم سألت جوليا :" فالنتينوس ، هل يسمع الرب الأله صلواتنا ؟"
‏‎" نعم يا ابنتي ، انه يسمع صلوات كل واحد منا "، اجاب فالنتينوس .
‏‎وأردفت جوليا :" أتدري من اجل ماذا أصلي للرب كل صباح وكل ليلة ؟" .
‏‎وقبل ان تنتظر الأجابة قالت :" انني أصلي من أجل ان يمنحني البصر ".
‏‎أنا تواقة الى رؤية كل تلك الأشياء التي حدثتني عنها ".
‏‎" إن الرب يستجيب لصلواتنا ويمنحنا كل مانريد ان آمنا به من كل قلبنا ." . أجاب فالنتينوس .
‏‎" آه ، يافالنتينوس ! انني أؤمن ، أؤمن حقاً ." قالت ذلك بأنفعال ظاهر . ثم ركعت وامسكت بيده . وشرع الأثنان يصليان بحرارة .
‏‎وعلى حين غرة كان هناك ضوء باهر أنار زوايا الزنزانة . لقد تحققت المعجزة !!
‏‎" فالنتينوس ، انني أبصر ، أنني أبصر . الشكر للرب ، الشكر لك يا إلهي " صاحت جوليا وهي تكاد تطير فرحاً.
‏‎في الليلة التي سبقت تنفيذ حكم الأعدام ،كتب ( فالنتينوس ) رسالة قصيرة الى جوليا يودعها ويحثها على الأستمرار في طلب المعرفة ويشجعها على ان تظل دوماً قريبة الى الرب . وذيّل الرسالة بعبارة ، " المخلص فالنتاين "
‏‎وفي اليوم التالي نُفذ حكم الإعدام وكان ذلك في الرابع عشر من شباط (٢٧٠م ).
‏‎ودفن في مايعرف اليوم بكنيسة ( براكسيدس ) بمدينة روما .
‏‎ويقال ان جوليا غرست شجرة لوز بجوار قبر فالنتينوس رمزاً للمحبة والصداقة الخالدتين .
‏‎في ذكرى استشهاد القديس الموافق في الرابع عشر من كل عام يحتفل الناس في العالم المتحضر بعيد المحبة أو (valentine’s Day) ويتبادلون الرسائل القصيرة أو بطاقات التهاني أو يقدمون باقات من الورود لأحبائهم تعبيراً عن هذه العاطفة النبيلة .
‏‎تجدر الأشارة الا ان مايعرف اليوم ب ( valentine’s Day) كان في الأصل عيداً رومانياً وثنياً عرف بعيد ( Lupercal ) اي عيد (التطهير والخصوبة ) وقد اصطبغ بصبغة مسيحية تخليداً لذكرى استشهاد القديس فالنتاين ، الذي صادف في نفس اليوم اي الرابع عشر من شباط . وقد صدرت اولى بطاقات التهاني بهذه المناسبة التي تدعى  (Valentine’sDay)  في الولايات المتحدة الأمريكية عام  (١٨٤٠) .
‏‎واليوم تباع الملايين من هذه البطاقات في انحاء مختلفة من العالم .
‏‎ومهما يكن من أمر ، فأن المحبة تعد واحدة من أنبل العواطف الأنسانية ان لم تكن أنبلها على الإطلاق  . وقد أوصاناالمعلم الأعظم يسوع الناصري أن نحب بعضنا بعضاً .
‏‎ويقول بولس الرسول ، مهندس الكنيسة المسيحية :" أما الآن فهذه الثلاثة تبقى : الأيمان والرجاء والمحبة . ولكن اعظمها المحبة .(١ كورنثوس ١٣-١٣).
‏‎أجمل التهاني لكل المحبين الطيبين وأنقياء القلوب بمناسبة ذكرى القديس الشهيد فالنتينوس .