المحرر موضوع: من هو المسيح في القرآن  (زيارة 78 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح ابراهيم

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 66
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من هو المسيح في القرآن
« في: 18:59 27/02/2024 »
من هو المسيح في القرآن
تكلم القرآن في بعض سوره وآياته عن شخصية المسيح بطريقة مماثلة لما جاء في الإنجيل من أن المسيح هو كلمة الله المتجسد من روحه . وانه صورة الله الظاهر بالجسد بين الناس . في بعض الآيات القرآنية يقترب تفسير شخصية المسيح من الإنجيل وفي بعضها الآخر يفترق عنه فرقا شاسعا لحد التناقض والنفي و الإنكار . لكن كاتب القرآن يتلاعب بألفاظه كي يغيّب الحقيقة عندما يقترب منها . ولكننا سنكشفها للناس بكل وضوح في بعض الأمثلة هنا.
جاء في الإنجيل المقدس في بشارة الملاك جبرائيل المرسل من الله ليبشر مريم بنت يواقيم بالحبل المقدس، الذي أخبرها أنها ستحبل من الروح القدس بطفل في أحشائها من غير زرع بشر . لأن المولود منها هو قدوس الله . وليس له أب بشري بل ان الله هو أبوه بالروح .
حيث قال الملاك لمريم في بشارته: " الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللكِ، فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله " .
اما القرآن فقد أنكر هذه البنوة الروحية ، واعتبر الإيمان ببنوة المسيح الروحية لله كفرا فاستنكرها ، لان كاتب القرآن فهم عبارة ابن الله أنها بنوة جسدية كزواج البشر . فقال في سورة مريم 92 : " وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا "
وفي سورة الزمر 4: " لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء، سبحانه هو الواحد القهار". أي ان الله يمكن ان يكون له ولدا لو أراد بالتزاوج، وعندها سيختار من شاء من نساء البشر لتكون صاحبة له أي زوجة . وهذا هو الكفر بعينه .
وقد جاء التناقض القرآني لمفهوم الاصطفاء في سورة آل عمران 42-44  :
" وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك، واصطفاك على نساء العالمين " .
نرى هنا ان الله اصطفى مريم من بين نساء العالمين ليس لتكون صاحبة اوزوجة له (حاشا)، بل لتكون أم المسيح المولود من حلول روح الله فيها ولتكون ولادة يسوع المسيح معجزة من دون زرع بشر!
فمن يكون اب المسيح الروحي غير الله القدوس ؟
جاء في سورة مريم 17 : " فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا "
في هذه الاية حصل تقارب بين القرآن والإنجيل في المعنى النسبي . لكن المفسرين غيروا المعنى الحقيقي لترقيع التفسير.
حسب الآية القرآنية ، الله ارسل روحه لمريم فتمثل لها بشراً سويا . أي ان روح الله المقدسة حل وتجسد او تمثل في أحشاء مريم بهيئة (بشراً سويا) أي تكوّن جنينا في رحمها هو يسوع المسيح بإرادة الله . أي كلمة الله وروحه صار إنسانا سويا مباركا في رحم مريم ، وهكذا حصل الحبل الإلهي و تحققت إرادة الله بدون تدخل بشري.
اما المرقعون لأخطاء كاتب القرآن، فقد اعتبروا ان (روح الله) هو الملاك جبريل لكي ينفوا تجسد روح الله القدوس بإنسان هو المسيح المبارك وقد اعتبره القرآن آية للعالمين. والآية هي المعجزة للناس .
لو كان روح الله هو جبريل، فكيف يقول القرآن: لا تياسوا من روح الله ؟ هل ييأس الإنسان من جبريل ؟ ومن يكون جبريل أمام قوة الله الجبارة القادرة على كل شئ ؟ وما جبريل سوى ملاك و رسول من الله لتبليغ ما يريد قوله الله للإنسان والأنبياء .
قالت مريم  للملاك الذي ظهر لها فجأة في وحدتها وافزعها : " قالت أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا " سورة مريم 18
السؤال هنا للمسلمين/ هل تتعوذ مريم الى الله وهي الفتاة الصغيرة الخائفة من شخص ظهر لها فجأة إن كان هذا الشخص تقيا ورعا ؟ ام تستعيذ بالله لحمايتها لو اعتقدت انه قد يكون شقيا ؟  هل تخاف مريم من التقي أم من الشقي الذي قد يؤذيها ؟ كلمة (تقيا) وردت بالآية خطأ لغوي والصحيح ان تكتب :" قالت أعوذ بالرحمن منك إن كنت شقيا ".
ولما قال لها الرجل الغريب " إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا " تعجبت مريم من كلامه، وهي فتاة عذراء لا تعرف رجلا وليس لها زوج بعد رغم انها مخطوبة فقط ليوسف النجار.  فقالت: " أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشرٌ، ولم أكن بغيا "
مقدمة الآية تشهد ب عذراوية مريم، ان بشرا لم يمسسها بعد فكيف سيكون لها غلام وهي عذراء؟ اما خاتمة هذه الآية ففيها كلام معيب لا يجوز ان يقال عن من اصطفاها الله وطهرها من بين نساء العالمين . فكيف تقول عن نفسها كما وصفها مؤلف القرآن (ولم أكن بغيا؟) هذه العبارة لا تعبّرعن قول صادر قداسة الله عن مريم ليكتب في القرآن، بل تعبّر عن لغة بشرية هابطة قد تعوّد صاحبها على تكرار مثل هكذا الفاظ في كتابه ويعتبره شيئا عاديا.
أجاب الرجل الظاهر امام مريم (جبريل) :" قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا " سورة مريم 21
جاء في الإنجيل قول مريم بعد ان اقتنعت بكلام الملاك وإرادة الله :          »  لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ، فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.
اما أسلوب القرآن البشري في طريقة الحمل المعجزة : " ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها، فنفخنا فيه من روحنا" ‼
هذه ليست لغة الله المقدسة، إنما هي لغة البشر السوقية، الله لا يتلفظ بمثل هكذا الفاظ غير لائقة للقديسة الطاهرة مريم التي اصطفاها ، فكيف يقبل العقل والمنطق السليم ان رب العزة والجلال يقول : (و مريم التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه ) !  الا توجد في لغة العرب الواسعة كلمة أكثر أدبا ورقيا يستخدمها مؤلف القرآن غير أحصنت (فرجها) فنفخنا فيه ؟
هل يتم الحمل المعجزة لتنفيذ إرادة الله بطريقة النفخ في فرج امرأة ؟ أي عقل يقبل هذا الكلام الهابط ؟
الله قادر ان يقول كن فيكون فورا ويتم له ما شاء. فهل يعجزه كلمة (كن) أم هو بحاجة الى نفخ في الفروج لتنفيذ إرادته ؟ ام الله بحاجة ان يبعث ملاكا بهيئة رجل لينفخ في فرجها لتحبل بالمسيح ؟
هذا كلام في منتهى الانحطاط والبذاءة و لن ينسب باي حال الى قول الله .
وقد استخدم مؤلف القرآن نفس التعبير الغير لائق مرتين في كتابه .كانه يؤكد على ذلك التعبير والفعل الغريب .
" والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين " سورة الأنبياء 91
لايزال مؤلف القرآن للمرة الثانية مصرا على تكرار استخدام عملية (النفخ في الفرج) وسيلة لتحقيق ارادة الله، وكأنه عاجز عن إيجاد تعبير بديل أكثر عفة وطهارة في كلامه خاصة وهو يعبر عن كلام قدسي من الله .
يتسابق المرقعون والمفسرون في التعبير عن كلمة (الفرج) في هذه الآية بكلمة أكثر رقيا . بعد ان أدركوا قباحة استعمال هذه الكلمة مع الطاهرة مريم . فقالوا ان كلمة النفخ في الفرج يقصد به النفخ في فتحة في ثوبها او درعها ! هذه الترقيعات لا تنطلي على من له عقل .
وقد استعان المرقعون بالقواميس لكي يبرروا تبديل معنى كلمة (فرج) في الآية ، الى أنها تعني فتحة في الملابس وادعو ان الفروج هي الفتحات كما وردت ببعض الآيات بنفس المعنى. لكنهم نسوا ان القرآن استعمل كلمة فرج و الفروج مع النساء والرجال في عدة آيات ، والمقصود بها اعضائهم التناسلية عندما قال في الآية :
"  قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ان الله خبير بما يصنعون" سورة النور 30
وفي سورة المعارج 29 : " والذين هم لفروجهم حافظون"
فهل يوصي الله المؤمنين عليهم ان يحفظوا فتحات ملابسهم،  ام يحفظوا اعضائهم التناسلية من العبث الغير شرعي بسبب انتشار الزنا في مجتمعهم الفاسد ؟
صباح ابراهيم
21/2/2024