المحرر موضوع: فشل استخباراتي وخروقات أمنية يعيدان الاغتيالات إلى العراق  (زيارة 105 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
فشل استخباراتي وخروقات أمنية يعيدان الاغتيالات إلى العراق
الإطاحة بالتحالف الثلاثي خنجر-بارزاني- التيار الصدري الذي كان يمثل الأغلبية في المشهد السياسي جعل السلاح حاضراً في تصفية الحسابات.
MEO

جهات خفية تقف خلف التصعيد مع ضعف الحماية الأمنية
بغداد - بعد استقرار نسبي للمناوشات بين الفصائل المسلحة والقوات الأميركية، عادت عمليات الاغتيال مؤخراً لتلقي بظلالها على الشارع العراقي، وسط تحذيرات من مزيد من الانهيارات الأمنية.

وتشير التقارير ومصادر مطلعة إلى تورط فصائل مسلحة تحظى بتمثيل سياسي في تنفيذ تلك الاغتيالات والتصفيات بسبب العداء المتنامي بينها، بينما اتّهم مقرّبون من تلك الفصائل الولايات المتحدة بالوقوف وراءها لإيقاف المطالبات بخروج قوّاتها من البلاد.

وبدأت عمليات الاغتيال في 7 فبراير/شباط الحالي باغتيال طبيب الأطفال خالد زهير نعمة، وسط بغداد، وفي 18 من الشهر نفسه، قُتل اثنان من أقارب رئيس تحالف "نبني" هادي العامري في العاصمة أيضاً. وبعدها بيوم تعرّض الناشط والمدوّن المعروف أيسر الخفاجي إلى حادثة خطف واغتيال في محافظة بابل، الذي ينتمي إلى التيار الصدري، ويعمل ضمن قاطع إعلام "سرايا السلام".

وفي 21 من الشهر ذاته، أصيب آمر قوة الرد السريع الأسبق في محافظة واسط العقيد عزيز الامارة، وقتل شقيقه في هجوم مسلح بمدينة الكوت. وآخرها نجاة المستشار الأسبق لرئاسة الجمهورية ورئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون فخري كريم من محاولة اغتيال أيضاً، بعد حادث الامارة بيوم، حيث قطعت سيارة (بيك أب) طريق السيارة التي كان يستقلها وانطلقت منها 11 رصاصة وسط العاصمة بغداد.

الأجهزة الأمنية تتحمل الجزء الأكبر من الخروقات كما أن الجانب السياسي مسؤول عن سلطة تطبيق القانون ومؤمن على أداء الأجهزة الأمنية لكشف الحقائق.

وقال الخبير الأمني سيف رعد إن "الوضع الأمني منذ 22 يوماً يشير إلى وجود فشل استخباري وخروقات أمنية، إذ جرت تنفيذ خمسة عمليات اغتيال، منها أيسر الخفاجي في محافظة بابل، وعزيز الامارة في الكوت، واستهداف فخري كريم في بغداد، وهذه جميعها لها دلالات واضحة بأن هذه العمليات تم التخطيط لها بعناية من قبل جماعات لإثارة الفوضى وخلق توتر أمني".

وأوضح رعد في تصريحات لوكالة "شفق نيوز"، "إذ كان وراء استهداف أيسر الخفاجي جرّ التيار الصدري إلى صدام في بابل، وقد يجر هذا الصدام لبعض المحافظات الأخرى، لكن تم درء الفتنة وإطفاء غضب الصدريين بعد تغريدة السيد الصدر وهذه تُحسب له بكشفه هذا المخطط".

وكذلك ما حدث باستهداف عزيز الامارة وهو ذو خلفية عسكرية، أما استهداف فخري كريم فقد كان الاستهداف لخلفيته الفكرية، وهو أحد القامات المعروفة صاحب الفكر والثقافة وغيرها، واعتبر أن كل تلك العمليات لها دلالات وحتى عملية استهداف عديل وابن أخ هادي العامري، فقد كان لها ارتباطات سياسية، لذلك كل ما يحدث هو عبارة عن تأثيرات ورسائل تشير إلى أن هذه الحوادث قد تكون وراءها أجندات دولية ومخابراتية، وقد تكون لها دلالات على ما حدث في تشكيل مجالس المحافظات والأبعاد السياسية والمناصب وغيرها".

وقد تكون هناك جهات تسعى إلى إجهاض حكومة السوداني بأمور معقدة وشائكة، توالت كلها في وقت محدد خلال ثلاث أسابيع بتصاعد العمليات، وهذا يدل إلى أن هناك جهات خفية تقف خلف هذا التصعيد، بينما هناك تقصير أمني وينبغي محاسبة الأجهزة الأمنية التي تتحمل الجزء الأكبر مما يحصل، كما أن الجانب السياسي يتحمل أيضاً، وذلك لأن سلطة تطبيق القانون التي تنفذها الأجهزة الأمنية مرتبطة بالقرار السياسي، لذلك القرار السياسي هو جزء ومؤمن على أداء الأجهزة الأمنية لكشف الحقائق.

وما حدث بمحاولة اغتيال فخري كريم الذي كان قريباً من المنطقة الخضراء يعتبر ناقوس خطر، ورغم مرور أيام على الحادث لكن لم تكشف وزارة الداخلية أو قيادة عمليات بغداد المسؤولين عن الجريمة، ما يخلق ضبابية على الأحداث.

وكان وزير الداخلية، عبدالأمير الشمري، وجّه في 23 فبراير/شباط الحالي، بتشكل فريق عمل أمني مختص للبحث والتفتيش عن عناصر "إجرامية" استهدفت بإطلاقات نارية عجلة رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون فخري كريم، مساء الخميس الماضي، في منطقة القادسية ببغداد، وقد نجا من هذا الحادث "الغادر".

وشدد الشمري في بيان ورد على تكثيف الجهد الأمني والاستخباري للوصول إلى المنفذين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم.

ونجا كريم من محاولة اغتيال في منطقة القادسية ضمن العاصمة بغداد أثناء عودته برفقة مدير عام المؤسسة غادة العاملي، من معرض العراق الدولي للكتاب.

وقال الخبير الاستراتيجي، أحمد الشريفي "لا شك عند التحدث عن الوضع الحالي فنحن دخلنا في دائرة الخطر، وسبب تقييمنا لهذا الأمر لأن هناك تراتبية في قراءة أعمال العنف أو الجريمة".

ويرى الشريفي "نحن على اعتاب ديكتاتورية جديدة، وإن كانت تتحرك بفضاء يطلق عليه بالفضاء الديمقراطي، ومسألة ما يجري في العراق واضحة، منذ تشكيل الحكومة الحالية والإطاحة بالتحالف الثلاثي الذي كان يمثل الأغلبية أدركنا أن السلاح سيكون حاضراً في تصفية الحسابات السياسية".

وكان يضم التحالف الثلاثي: تحالف "السيادة" (أكبر كتلة سنية في البرلمان) خميس الخنجر، وينتمي إليه أيضا رئيس البرلمان المقال محمد الحلبوسي، وكتلة  الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، بالإضافة إلى التيار الصدري.

وتابع "وهذا ما تمت ملاحظته في اشتباكات المنطقة الخضراء وسقوط ضحايا ولم تكشف حقائقها وتفاصيلها للرأي العام، وأدى ذلك إلى انسحاب التيار ومن ثم انهيار التحالف الثلاثي في العملية السياسية ومجيء الجهة التي كانت تمثل الأقلية وحكمت البلاد، واستمرت الأمور وكأن هي عملية أقرب لعملية الانقلاب الناعم الذي تسير فيه الأحداث".وأكدت وزارة الداخلية العراقية، يوم الاثنين، القبض على جميع المتورطين في الجريمتين اللتين وقعتا في منطقة بغداد الجديدة وسوق مريدي شرقي العاصمة.  وقال الناطق باسم وزارة الداخلية وخلية الإعلام الأمني، العميد مقداد ميري، في تصريح صحفي، ورد إلى وكالة شفق نيوز، إن جميع منفذي حادثي مدينة الصدر وبغداد الجديدة في قبضة العدالة.

وأكد ميري، أن الداخلية القت القبض على جميع المتورطين بحادث مدينة الصدر، وكذلك حادث منطقة بغداد الجديدة اللذان وقعا خلال اليومين الماضيين، مشيراً إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق جميع المتهمين.

والأحد قتل شخص اثناء تبادل اطلاق النار في سوق مريدي شرق بغداد، قبل ان يتركه الجناة بدمه على الأرض وينتزعون سلاحه ويهربون، في مشهد صادم. وقبله بيوم في بغداد أيضا، قتل شخصان بهجوم مسلح في سوق بغداد الجديدة، قبل أن يتبين فيما بعد ان الجناة هم ضابطان كبيران احدهما برتبة عقيد يعملان في مكتب وزير الداخلية.

وتأتي هذه الأحداث في وقت تطلق وزارة الداخلية العراقية مبادرات لحصر السلاح بيد الدولة، ومنها تخصيص مبلغ مليار دينار (نحو 7.63 مليون دولار) لكل محافظة، بُغية شراء الأسلحة المتوسّطة من المواطنين.