المحرر موضوع: البرهان في القاهرة لتبديد التوجّسات من علاقته بالإخوان  (زيارة 108 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
البرهان في القاهرة لتبديد التوجّسات من علاقته بالإخوان
قائد الجيش السوداني يلجأ إلى شمال أفريقيا لتعويض ما خسره في جنوبها
العرب

مصالح مصر وأمنها القومي لن يتحملا مغامرة جديدة
القاهرة – حاول قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان خلال زيارته إلى مصر الخميس تبديد مخاوف رئيسها عبدالفتاح السيسي من تنامي الحديث حول علاقته بجماعة الإخوان العابرة للحدود؛ ذلك أن لقاءه مع مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني في طرابلس قبل أيام أثار شبهة وجود علاقة متينة بينه وبين الإخوان، ورهْن توجهات الجيش بحسابات الجماعة، سواء منها الحسابات السياسية الداخلية أو الإقليمية.

وسعى الجنرال البرهان إلى تقديم تفسيرات لما تردد بكثافة حول هذه العلاقة الخفية، التي تصطدم بموقف القاهرة الحاسم من تيار الإسلام السياسي بمختلف أطيافه، وفي مقدمتها فرع الإخوان؛ إذ خاضت الأجهزة الأمنية المصرية معارك طاحنة لكسر شوكة الجماعة وفلولها في مصر وغيرها خلال السنوات الماضية.

وأراد قائد الجيش السوداني من وراء زيارة مصر بعد مرور أيام قليلة على زيارة ليبيا، وقبلها الجزائر، إيصال رسالة غير مباشرة مفادها أن ضيق الخيارات السياسية أمامه حيال بعض دول الجوار الأفريقية لن يزعجه كثيرا، فهناك دول عربية في الشمال الأفريقي يمكن أن تكون رافعة له.

رهانات القاهرة على دعم الجيش السوداني أصابها الفتور بعد انكشاف تغلغل الحركة الإسلامية في صفوفه

وتوترت علاقات السودان مع كل من كينيا وإثيوبيا، وزاد التوترات بينه وبين غالبية دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) عقب مقاطعة البرهان قمة عقدت في أوغندا مؤخرا، كان من المخطط لها أن تجمع بينه وبين قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وبعدها فترت علاقات الخرطوم بـ”إيغاد” وغالبية الدول الواقعة في الفناء الخلفي للسودان.

ولم تبدد مرونة البرهان، بانفتاحه الشكلي على التسوية السياسية، انطباع أنه يرغب في تحقيق انتصار عسكري يمكّنه من فرض شروطه على قوات الدعم السريع. وبدت معارك أم درمان، التي حقق فيها الجيش تقدما نسبيا، مدخلا للنأي كثيرا عن طريق المفاوضات، وهو طريق بدأ يصطدم بتصاعد حدة المخاوف الإقليمية والدولية من اتساع رقعة الصراع ووصوله إلى شرق السودان المطل على البحر الأحمر.

وقالت مصادر سياسية في القاهرة إن زيارة البرهان إلى مصر محملة بالأسئلة الحرجة والمزعجة أحيانا، بعد اتجاه السودان إلى تطوير علاقاته مع إيران، وتواتر الحديث حول تلقيه معدات عسكرية أخيرا، بدأت تظهر تجلياتها في معركة أم درمان الأخيرة.

وأكدت المصادر ذاتها لـ”العرب” أن “مصالح مصر وأمنها القومي لن يتحملا مغامرة جديدة في منتصف البحر الأحمر إذا تسربت إليه قوى إقليمية ودولية لها أطماع فيه؛ فما يحدث في جنوبه من توترات أمنية وملاحية، بعد دخول الولايات المتحدة وبريطانيا في مواجهة ضد جماعة الحوثي في اليمن، ضاعف القلق في القاهرة التي اعترفت بأن عائدات ممر قناة السويس انخفضت منذ بداية العام الجاري بنسبة 40 – 50 في المئة”.

وقال الأمين العام للحزب الوطني الاتحادي السوداني محمد الهادي محمود إن “البرهان حدد بوصلته مسبقًا بألا تقف الحرب إلا بانتصار قواته على الدعم السريع، وبما يجعل تنظيم الإخوان على رأس السلطة، ما أدى إلى خسارته سياسيّا بشكل كبير مع دول أفريقية عدة، قبل أن يقرر التوجه شمالاً نحو الجزائر وليبيا ومصر”.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “البرهان لا يسمع من الخارج سوى أصوات تطالب بوقف الحرب، وهناك اقتناع دولي بأن أيا من الطرفين (الجيش وقوات الدعم السريع) لن يستطيع حسم المعركة عسكريا لصالحه”، لافتا إلى تزايد الدعوات المطالبة برفع يد الحركة الإسلامية عن جيش السودان والاستماع إلى صوت العقل الذي يحذر من احتمال حدوث كوارث إنسانية أشد فظاعة.
وأشار الهادي محمود، وهو قيادي في قوى الحرية والتغيير/ المجلس المركزي، إلى أن مصر منزعجة من التوترات التي سبّبها طول أمد الحرب السودانية لمنطقة البحر الأحمر، فهي لديها حدود ساخنة مع قطاع غزة وليبيا، وتسعى لمنع النزاع في السودان من الوصول إلى البحر الأحمر، خاصة مع توجه البرهان نحو إيران وانعكاسات ذلك على الصراع الذي تخوضه الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين.

ولم يتضمن اجتماع السيسي مع البرهان جديدا في مسار العملية السياسية المتعثرة، لكنه شدد على الروابط القوية بين شعبي البلدين، خاصة أن رهانات القاهرة على دعم المؤسسة العسكرية السودانية أصابها الفتور بعد انكشاف تغلغل قيادات الحركة الإسلامية داخل المؤسسة وارتباط أجندتها باستمرار الحرب.

 ودفعت هذه المسألة مصر إلى الانفتاح على جميع الأطراف السياسية والعسكرية، وقد استضافت القاهرة اجتماعات لقوى مدنية عديدة، وامتنعت عن اختزال موقفها في دعم الجيش بلا ضوابط، وزادت التنسيق مع قوى إقليمية ودولية لإيجاد حل للصراع، وهو ما تعزز بالمشاركة في لقاءات المنامة بين وفدين من الجيش وقوات الدعم السريع.

زيارة البرهان إلى مصر محملة بالأسئلة الحرجة والمزعجة أحيانا، بعد اتجاه السودان إلى تطوير علاقاته مع إيران، وتواتر الحديث حول تلقيه معدات عسكرية

وأكد الرئيس السيسي حرص بلاده على أمن السودان ومواصلة تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، ودعم وحدة الصف وتسوية النزاع القائم، انطلاقًا من الارتباط الوثيق بين الأمن القومي للبلدين.

وشهد اللقاء بين السيسي والبرهان استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والجهود الرامية إلى تسوية الأزمة بما يضمن استعادة الاستقرار ويحافظ على سيادة الدولة ووحدتها وتماسكها، ويلبي تطلع السودانيين إلى تحقيق الأمن.

ورافق البرهان في زيارته إلى مصر وزير الخارجية المكلّف السفير علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.

ودعت الولايات المتحدة الأربعاء مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراء للمساعدة على إنهاء الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع المستمر منذ نحو عام.

وطالبت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد مجلس الأمن بالتحرك العاجل لتخفيف المعاناة الإنسانية ومحاسبة الجناة وإنهاء الصراع، لكنها لم تحدد الإجراء الذي يجب على المجلس اتخاذه.

وحظرت الحكومة السودانية مؤخرا إيصال المساعدات عبر تشاد، ما أدى إلى إغلاق طريق حيوي لإيصال الإمدادات إلى منطقة دارفور الشاسعة التي تسيطر على معظم ولاياتها قوات الدعم السريع، ووصفت توماس غرينفيلد هذه الخطوة بأنها “غير مقبولة وتهدد شريان حياة حاسما”.