المحرر موضوع: المذبح وانواعه وقدسيته وآلهته ونجاساته التي تلصق به الجزء الأول ( المذابح وصيرورتها وخصوصية المذبح اليهودي )  (زيارة 332 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1081
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المقدمة :
  لهذا الموضوع أهمية كبيرة لما ستكون مواضيعنا القادمة لهذا آلينا إلاّ ان نقدم هذا الموضوع ليكون كمقدمة للقادم من سلسلتنا عن العصر الذهبي لمؤسستنا الكلدانية ولبقية المؤسسات المسيحية ... وسنذكركم به .. كثيرون وكثيرين جداً من العلمانيين ( شعب المؤسسات الكنسية بصورة عامة واكليروسها بصورة خاصة ) لا يفقهون أهمية المذبح وديمومة علاقته بالرب الإله .
رسالتي اليوم عن المذبح اليهودي وصيرورته وقدسيته والنجاسات التي تلصق به ، هذه الرسالة لم تأتي من فراغ بل مما لاحظناه من جهل مدقع وخاصة من قبل ( الأكلوروسيين ان كان متعمداً فيه او جهالة عنه ) .
ان خطورة التعامل مع المذبح لا توازيها خطورة فهيّ اما تكون ( بركة ونعمة او تكون لعنة ودينونة لمن يعدها ويتناولها ) وهنا ما كان من النبي إشعيا إلاّ ان يقول برسالة له من الرب الإله : (( هلك شعبي من عدم المعرفة )) والتي يقابلها السيد المسيح الذي استخدم هذا النص ليقول : (( عميان يقودون عميان والجميع ساقطون في الحفرة )) وهنا يثبت الرب يسوع المسيح بأن المعرفة يجب ان تكون من ( المعلمين أي الكهنة لأنهم من يختصون بهكذا حقل ) فأن كان ( المعلم الكاهن اعمى ) أي جاهل قليل المعرفة ( بسيده إلهه يكون قد أظلَّ شعبه واعمى بصيرته عن رؤية حقيقة مشيئة الرب الإله ) وبهذا يكون الجميع ساقطون في الحفرة أي ( جهنم )
المعروض :
تختلف المذابح في العالم قديماً او حديثاً وهذا الاختلاف يتبع بالضرورة ( آلهة هذا المذبح او ذاك ) ( المذبح يمثل تلك العلاقة المتميّزة بين إله وشعب معيّن يقودها كهنة تابعين لذاك الإله ) فالمذابح ( الجغرافية أي المحيط الذي خرجت منه ) قديماً تتبع آلهة تعشق دماء البشر ولهذا كانت المذابح لإرضاء تلك الآلهة وغالباً ما كانت ( تقدماتها بشرية ) . وعندما كان العهد بين إبراهيم وإلهه تغبّر شكل هذا المذبح بحيث استبدل البشر بالحيوانات ( سفر التكوين : الرب الإله يطلب من إبراهيم تقديم " ابنه وحيده اسحق ذبيحة مقدسة له كما هو تقليد الذبائح البشرية " وبعد ان هم إبراهيم بذبح اسحق اوقفه الله ليجعل بديلاً له خروفاً " صحيحاً " بالخلقة ) من هنا استبدلت الذبائح بالحيوانات الصحيحة بالخلقة بديلاً عن الإنسان وهنا تميّز إله إبراهيم عن بقية آلهة الشعوب بذلك . إذاً العهد القديم كان يستند على تقليد المذابح لإرضاء الرب الإله ولتجديد العهد معه من هنا كانت ( قدسية المذبح ) فقدسيته تأتي من ( الذبيحة الصحيحة ) ومن يقدمها فالأثنان يجب ان يتمتعوا بالقداسة ( الطهارة أي عدم الفساد ) لتكتمل شروط التقدمة وإلاّ فقدت ( التقدمة ، الضحيّة ، القربان ) مواصفات قداستها لاستمرار العهد مع الله ( لانتفاء شرط القداسة ) .. لم يخلوا المذبح من ( نجاسات او فساد ان كان من احد الطرفين الذابح " الكاهن " او المذبوح " القربان " ) في العهد القديم ولهذا نقرأ في ( إشعيا ) تذمر عظيم من الرب الإله ينبّه فيه الكهنة والشعب من مغبّة تلك النجاسات لأنها ستؤدي إلى عدم تحقيق ( مشيئة الرب الإله واستمرار عهده مع شعبه ) . وهنا لا بد ان نؤشر ونشرح تلك ( النجاسات ) .
  1 ) (( نجاسة المذبوح " القربان " عندما تقدم غير لائقة أي فيها عيب جسدي وهنا تكون النجاسة مادية )) إذاً شرط التقدمة ان تكون كاملة سليمة غير نجسة أي ليس فيها عيب جسدي لكون إله المذبح كاملاً صحيحاً ويستحق ان تكون ذبيحته كذلك .
  2 ) (( نجاسة الذابح " الكاهن " عندما يكون فيه نجاسة روحية او فكرية او تشكيك في " إله المذبح " أي يخالف شريعة الرب الإله وتوصياته أي ان لا يكون قاتلاً ، حاسداً ، حاقداً ، سارقاً " يتاجر في بيوت الله " وباسم الله ، زانياً في الجسد أي يسعى لتحقيق شهواته الجسدية ، وزانياً بالفكر " أي خائناً مرائياً " ان يشرك بإلهه آلهة أخرى لا تمت بعلاقة عقائدية ايمانية بإلهه )) (( 1 - أنا الرب إلهك لا يكن لك إله غيري 2 – لا تعبد ولا تسجد لآلهة أخرى أينما كانت في هذا الكون .. ( الوحدانية ) عدم الإشراك به ( والخصوصية ) في معرفة الاختلاف بينه وبين الآلهة الأخرى " ))
 وهنا لا بد لنا من ان نستشهد برسالة الرب الإله لنبيّه إشعيا مخاطباً ( الكهنة الفاسدين الذين يرتقون مذبحه ) فيقول الرب الإله لإشعيا : (( ذبائحكم ازكمت انفي )) ... أي ان فيها من النجاسة لا ترتقي لأن اقبلها منكم فيعود إشعيا يكلّم الكهنة : (( ذبائحكم " تقدماتكم " ازكمت انف الله ... لأنها تجاوزت حدود قداستها )) ... أي طالها الفساد من نجاستها وهنا نعرف ان : (( الذبيحة أكتسبت صفات طهارتها من الجسد فهي منظورة فلا يبقى سوى ( الذابح – الكاهن ) الذي يستمد قداسته او نجاسته من فكره فهما غير منظوران لدى البشر انما واضحان امام الله )) .
الخلاصة : الطهارة والنجاسة جسدية وروحية تعرف من خلال " الذبيحة المذبوحة " ومن الذابح " الذي يقدمها " .. وبالتالي ينعكس هذا كلّه على " المذبح " فيصبغه اما بنجاسة او قداسة ..
1 ) ذبيحة صحيحة + كاهن طاهر = مذبح مقدس
 2 ) ذبيحة صحيحة + كاهن نجس الفكر " فاسد " = مذبح مدنّس نجس

  وهنا نتأكد بأن (( المذبح )) طهارته ونجاسته تعتمدان على عنصريّ ( الكاهن "ويقع عليه الحمل الأكبر " والذبيحة " ويقع عليها الحمل الأصغر "  ) ... وهذا ما كان في (( أيديولوجية " المنهج الفكري للعهد القديم ))
الجزء الثاني سيكون عن (( المذبح المسيحي وعائديته وقربانه )) 
الرب يبارك حياتكم جميعاً واهل بيتكم
 الباحث في الشأن السياسي والديني والمختص بالمسيحية
 اخوكم الخادم حسام سامي   4 / 3 / 2024



غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5234
    • مشاهدة الملف الشخصي

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1081
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الأخ الفاضل مايكل سيبي المحترم
 شكراً لتواصلكم معنا ... هذا ما سنتكلّم عنه في الجزء الثاني او الثالث بمشيئة الرب الذي يخص ( المذابح المسيحية وتبعيتها وقداستها وانواع نجاستها ) لماذا قلنا المذابح المسيحية ولم نقل المذبح المسيحي ... ؟ هذه ايضاً سنتكلّم عنها ... كل شئ سيكون بالتفصيل .. هذه واحدة من بحوثنا المهمة جداً لكون الكثير والكثير جداً من الشعب المسيحي والإكليروس لا يعرفونها ...
 تحياتي اخي ابو مارتن الرب يبارك حياتك وخدمتك
   الباحث في الشأن المجتمعي ( السياسي والديني ) والمختص بالمسيحية
  اخوكم الخادم حسام سامي    6 / 3 / 2024