المحرر موضوع: من أباء كنيسة المشرق الآشورية الخالدين مار توما اسقف المرج  (زيارة 118 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل marqos yousif

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 26
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
              (الجزء الاول )(*)
                        بقلم مار أفرام ( جورج موگن )
                        ترجمة : ( بشيء من التصرف )
                    الاستاذ يوآرش هيدو
‏ولد  توما المرجي( ܬܐܘܡܐ ܕܡܪܓܐ )
‏في قرية تدعى نخشون  بمقاطعة بيث شارونايي التابعة لإقليم حدياب في الربع الأول من القرن التاسع . كان اسم ابيه يعقوب . دخل دير ( بيت عابي )  الشهير سنة ( 832 ) وهو شاب في مقتبل العمر كما يخبرنا هو . وبامكاننا أن نفترض انه ولد في مطلع القرن التاسع ولا تعرف سنة مولده ولا سنة وفاته . إلا أننا نعرف تواريخ العديد من الرهبان  الذين كتب سيرتهم كما أنه يذكر بوضوح التاريخ الحقيقي لانتهائه من تأليف كتابه اذ يقول :" كانت خاتمة هذا الكتاب في يوم الخميس المصادف الثالث عشر من شهر نيسان المبارك عشية اليوم السادس من الصوم  المعروف ب "صوم لعازر  المسكين " .
في كتابه الشهير ( كتاب الرؤساء ) يخبرنا توما  المرجي عن امور تخص الأيام الأولى من حياته في الدير قائلاً :  " عندما دخلت الدير ومكثت  فيه عهد الي  رعي البقر في الغابة أو في الوادي القريب من المقبرة"


كما يحدثنا  عن هروبه من الدير  عندما سطت جماعة من اللصوص  على الدير  فيقول: " في ذلك الوقت كان هناك لص سيء  الصيت  اسمه ( كرتاو ) .
حمل هذا اللص على الدير ومعه  عدد كبير  من اللصوص  واستولوا  على كل شيء وجدوه فيه
وقد  وقعنا  جميعاً في الاسر  اثناء  هروبنا
والشيء الثالث الذي يحدثنا  عنه في كتابه هو رغبته الشديدة في معرفة تاريخ الاديرة القديمة:
" اعتدت  على سماع قصة حياة بعض القديسين فسعيت جاهداً وانا ممتليء حماساً  للبحث عن شيوخ ،  لأسألهم  عن ما يعرفونه عن أخبارهم. "
كان توما يفعل  ذلك يوم كان راهباً في الدير  .
ولكن يبدو انه  كان ، فيما بعد ، يخرج باحثاً عن الكهوف التي اختبأ فيها المؤمنون  الاتقياء الهاربون من الظلم والاضطهاد

" وذات يوم،  ومن اجل معرفة الحقيقة،  قررت ان اذهب الى تلك الاماكن واصلي في تلك الكهوف حيث يسكن اولئك المؤمنون الهاربون  من الاضطهاد.  التقيتهم باحترام وتقدير كبيرين واطلعوني على ما كابدوه من المحن والجور  والاهوال ."
خدم مار توما  كنيسة المشرق بتوليه مناصب مختلفة. فقد عمل كاتماً لأسرار مار ابراهيم
الثاني المرجي بطريرك كنيسة المشرق ( 837_850).
كان إبراهيم احد رهبان دير  بيث عابي ܒܙܬ _ ܥܐܒܐ
ثم عهدت اليه رئاسة الدير . ولما وقع الاختيار  عليه ليكون بطريركاً  سنة( 837 )، اصطحب معه توما بعد ان نال  ثقته وتقديره،  فاقامه بعد فترة اسقفاً على مقاطعة المرج.
ورغم أن توما  المرجي يُعرف عموماً بأسقف المرج،  إلا أنه لم يمكث  في هذا المنصب  طويلا ً اذ سرعان  ما رقي  الى درجة  رئيس الأساقفة لأبريشية
( بيث گرمي )ܒܙܬ ܓܪ̈ܡܙ  احدى اهم الابرشيات  انذاك. وهناك شارك  في رسامة  شقيقه ثاودوسيوس لمنصب البطريركية . وكان ثاودوسيوس هذا ، قبل انتخابه بطريركاً ،  اسقفاً للأنبار ثم رئيس اساقفة كندي شابور . وقد خدم الكرسي البطريركي من سنة (852_858)  امضى ثلاث سنوات منها في السجن  بسبب تهمة باطلة
(شهادة زور) لدى الخليفة من قبل الطبيب سرگيس.
لمارتوما المرجي اكثر من مصنف في مواضيع مختلفة الا ان  اهم اعماله، بلا ادنى شك، هو كتابه القيم( كتاب الرؤساء) الذي ورد ذكره انفاً _ ( و هو الكتاب الذي منح توما المرجي شهرة واسعة_ المترجم ). ‏يتضمن هذا الكتاب سيرة حياة القديسين الذين عاشوا في دير(بيث عابي ) في الفترة ( 595_850)م وقد ترأس معظم هؤلاء الرهبان الدير  ومن هنا جاءت تسمية الكتاب.
كان دير بيث عابي  مزدهراً جداً في تلك الحقبة وقد صار ما يقرب من مئة راهب من رهبانه اساقفة واربعة او خمسة منهم تسنموا منصب البطريرك.

تجدر  الإشارة إلى ان تأليف هذا الكتاب  القيم  جاء تلبية لطلب العديد من الرهبان وبالأخص صديقه  عبد يشوع. ‏كما ان توما كان يكن حباً عميقاً لدير  بيث عابي الذي كان هو نفسه عضواً فيه  مما دفعه للاستجابة إلى طلب الرهبان .  ويبدو أن توما شرع بتأليف كتابه وهو راهب في الدير و إنجزه في فترة
اسقفيته ، قبل  ترقيته لمنصب رئيس الأساقفة.
‏أن أفضل تعريف بالكتاب  هو ما كتبه المستشرق الإنگليزي  الشهير  السير إي .أي. والس بدج
‏(Sir  E. A. Wallis Budge ) الذي ترجم ( كتاب الرؤساء ) الى اللغة الانگليزية: "يتضمن هذا الكتاب تأريخ الاديرة والنساك النساطرة الذين عاشوا  في جهات دجلة الشرقية مدة ثلاثة  قرون ويلقي اضواءً جديدة على العلاقات  القائمة بين كنيسة المشرق الأشورية  والسلطة الفارسية  الحاكمة  وعن تحسن او تدهور  تلك العلاقات . كما يحدثنا  الكتاب عن  تبدد  رهبان
(جبل ايزلا )  ܛܘܪܐ ܕܐܙܝܠܐ  وعن الوفد الذي ارسلته  الحكومة  الفارسية  برئاسة بطريرك كنيسة المشرق  الى الامبراطور الروماني هرقل ،   وعن ارتداد الاسقف  سهدونا ، وعن اخفاقات كنيسة المشرق في القرن السابع  وعن فترة الاستقرار فيما بعد وعن تاسيس  ستين مدرسة وادخال الموسيقى في كنائس منطقة المرج واماكن اخرى ، وعن اهتداء  الشعوب المجاورة  لبحر قزوين  الى المسيحية وعن نشاطات  البعثات التبشيرية  في جزيرة العرب وفي بلاد فارس والصين  وعن سقوط  الدولة الفارسية على ايدي جحافل العرب المسلمين .

(*) ( المقالة منشورة في مجلة (ܐܠܦ ܘ ܬܘ) صفحة 22 _23_24 من العدد 20 لسنة 2005)