المحرر موضوع: الميناء الأميركي قبالة غزة يخدم إسرائيل ولا يخدم الغزيين  (زيارة 215 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
الميناء الأميركي قبالة غزة يخدم إسرائيل ولا يخدم الغزيين
فكرة الميناء الذي أمر بايدن بإنشائه ليست جديدة، إذ طُرحت قبل 10 أعوام لكن أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف أفشلها.
MEO

بايدن ينفي أي نوايا لنشر قوات أميركية في غزة
 خبير أممي يصف الاقتراح الأميركي بإقامة ميناء مؤقت في غزة بـ"الخبيث"

غزة - يرى مراقبون أن الميناء العائم الذي أمر الرئيس الأميركي جو بايدن بإنشائه في غزة لتقديم المساعدات، يهدف إلى تشجيع هجرة الفلسطينيين طوعا إلى أوروبا وإلغاء أي دور لمعبر رفح البري على الحدود مع مصر، ما يعني تحكم إسرائيل بكافة منافذ القطاع الفلسطيني وإنهاء أي سيادة للفلسطينيين على المعابر.

ولم يتوقف الرئيس الأميركي جو بايدن وأركان إدارته منذ بدء الحرب على قطاع غزة عن إظهار دعم لا متناه لإسرائيل، حتى بات البعض ينظر إلى واشنطن على أنها طرف أساسي في العمليات العسكرية.
وعلى الرغم من تأكيد المجتمع الدولي بشكل متواصل على حجم المعاناة في غزة، إلا أن الولايات المتحدة لم تتوقف عن دعم تل أبيب، لكن مفارقة ظهرت أخيرا في تصريح لبايدن ليلة الجمعة، قال فيه إنه سيوجه الجيش الأميركي لقيادة مهمة طارئة لإنشاء رصيف بحري مؤقت في البحر المتوسط قبالة ساحل غزة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، مشيرا إلى أنه "لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض".
الجانب الإنساني لما أعلنه الرئيس الأمريكي من وراء ذلك المخطط، هو إيصال المساعدات الإغاثية لقطاع غزة وإنشاء مستشفيات عائمة لعلاج جرحى الحرب.
وفي هذا السياق قال الخبير الأردني في الشؤون العسكرية والاستراتيجية هشام خريسات إن "الرصيف العائم على شواطئ غزة، ظاهره مساعدات وباطنه هجره طوعية إلى أوروبا".
وأضاف "هذا الرصيف تقدّر تكلفته الأولى بـ35 مليون دولار ستدفعها الولايات المتحدة، وعمق الغاطس للسفن بالرصيف لن تقل عن 17 مترا لاستيعاب جميع سفن المساعدات".
وتابع "هذا الميناء التكتيكي العسكري سيلقى مباركة إسرائيلية لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتطلع إلى فكرة طرحه منذ بداية الحرب، بهدف التهجير الطوعي للغزيين، والهروب إلى أوروبا".
وذكر أنه "ستكون مساحة الميناء 6 كيلومترات مربعة لأنه سيضم مشافي عائمة تعالج نحو 2.3 فلسطيني مدني في غزة، بالإضافة لبيوت إيواء عائمة بسفن جنباً إلى جنب مع المشافي" وقال إن فكرة إنشائه "ليست جديدة"، لافتا إلى أنه "موضوع قديم جديد طُرح قبل 10 أعوام".
واستدرك "لكن أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف أفشل الفكرة، عندما كان وزيرا للدفاع في ذلك الوقت، ووزير المواصلات يسرائيل كاتس".
ومضى الخبير بالشؤون العسكرية والاستراتيجية "أعاد كاتس طرح الفكرة مرة أخرى وتوصل إلى اتفاق ومباركة من قبرص واليونان".
وبين أنه "سيتم تخصيص ميناء بقبرص مدفوع الأجر من الولايات المتحدة، بحيث يصل إلى موقع الميناء على شاطئ مدينة خانيونس على سواحل غزة" وأوضح أن "المسافة من ميناء قبرص إلى الميناء الأميركي في غزة تقدر بـ387 كيلو مترا".
ولفت خريسات إلى أن "الشيء المهم هو أن جميع السفن التي ترسل المساعدات الإنسانية لا تذهب إلى الميناء الأميركي بغزة مباشرة، بل ستذهب إلى ميناء أسدود ليتم تدقيقها وفحصها ثم ترسل تحت سيطرة البحرية الإسرائيلية والمسيرات إلى القطاع الفلسطيني".
وقال "الجيش الأميركي سيبقى في البحر وسيشرف من بعيد على الميناء لأنه يعتبر غزة بيئة معادية له"، فيما ستكون الحمولة للسفن من ميناء قبرص إلى أسدود تحت رقابة سلاح البحرية والأقمار الصناعية الإسرائيلية وسيمنع وقوفها تحت أي ظرف من الظروف"

"الرصيف العائم على شواطئ غزة، ظاهره مساعدات وباطنه هجره طوعية إلى أوروبا"

ويرى الخبير أن "بايدن قلق جدا مما سينتج من اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح جنوبي القطاع، ومن عدم إنهاء الكارثة الإنسانية بغزة، الأمر الذي سينعكس على نتيجة الانتخابات في الولايات المتحدة".
واستطرد "لذلك سيسارع في بناء الميناء وسلاح المهندسين الأميركي بدأ بالفعل التحضر للتوجه إلى غزة".
وتوقع أنه "لن يكون هناك نشر لقوات أميركية في غزة لكن سيكون هناك وكالات دولية تكون مهمتها الإشراف على إيصال المساعدات" وأردف "ستشحن المساعدات من مطار لارنكا بقبرص الرومية، وهو مركز الإغاثة الرئيسي".
وختم الخبير الأردني حديثه بالتأكيد على أن "إسرائيل ستوافق على الميناء لسببين وهما تمرير صفقة تبادل الأسرى والهجوم البري على رفح بدون إغضاب واشنطن".
وبذلك فإن "معبر رفح سيخرج عن الخدمة بالتأكيد لأن إسرائيل لا تثق به وتعتبره المدخل الرئيسي لأسلحة حركة حماس".

وندّد المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري اليوم الجمعة باقتراح الولايات المتحدة اقامة ميناء موقت في غزة لنقل المساعدات الإنسانية عبر البحر إلى القطاع المحاصر.

وقال خلال مؤتمر صحافي في جنيف "للمرة الأولى أسمع أحداً يقول إننا بحاجة إلى استخدام رصيف بحري. لم يطلب أحد رصيفاً بحرياً، لا الشعب الفلسطيني ولا المجتمع الإنساني".

وفخري مفوض من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لكنه لا يتحدث باسم المنظمة الأممية ووصف الاقتراح الأميركي بأنه "خبيث"، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة تقدّم في الوقت نفسه قنابل وذخائر ودعما ماليا لإسرائيل.

ورأى أنّ الرغبة الأميركية في إنشاء ميناء تهدف قبل كل شيء إلى الاستجابة "مع اقتراب الانتخابات" في الولايات المتحدة، للضغوط الداخلية التي يمارسها جزء من الأميركيين.

وأضاف الخبير "الأمر يستهدف جمهوراً وطنياً". وقال "ما يمنحني الأمل هو التحرّك المتزايد في كل أنحاء العالم، وخصوصاً في الولايات المتحدة، لأشخاص يطالبون بوقف إطلاق النار".

وقال فخري "قلنا في السابق إن المجاعة وشيكة، ولكن أعتقد أن من الانصاف أن نقول حالياً إن إسرائيل عمدت إلى تجويع الشعب الفلسطيني في غزة، وإن المجاعة تحدث بالفعل أو هي على الأبواب".

وأضاف "السبب الذي يجعل العديد من الخبراء يقولون إن المجاعة موجودة بالفعل أو ستحدث في أي لحظة، هو أننا بدأنا نرى أطفالاً يموتون بسبب سوء التغذية".

وخلال الأشهر الماضية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع صرح نتنياهو بأن الهجوم على مدينة رفح والسيطرة على محور فيلادلفيا هي "مفتاح النصر"، حيث ترى إسرائيل أن الفصائل الفلسطينية تحصل على سلاحها من خلال تهريبه من الجانب المصري وهو ما نفته القاهرة في أكثر من مناسبة.
ويعتبر معبر رفح هو المنفذ الوحيد لغزة مع العالم الخارجي، وخاصة في مسألة دخول المساعدات الإنسانية إليه خلال هذه الحرب التي قيدت فيها إسرائيل دخول المساعدات للقطاع ما يهدد بحدوث مجاعة خاصة في مناطق الشمال.
وكان تنقل الأفراد والبضائع من وإلى القطاع يتـم عبر 6 معابر وهي: بيت حانون (إيرز) وكارني وناحل عوز وكرم أبوسالم وصوفا، بالإضافة إلـى معبر رفح على الحدود مع مصر.
وبعد الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة منذ العام 2007، أغلقت جميع المعابر ما عدا معبري رفح وبيت حانون اللذين خصصا لتنقل الأفراد، ومعبر كرم أبو سالم الذي خصص لنقل البضائع.
وتصاعدت أخيرا التحذيرات الإقليمية والدولية بشأن القصف الإسرائيلي على مدينة رفح مع الاستعداد لاجتياحها بريا، وخطورة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين لجأوا إليها باعتبارها آخر ملاذ لهم أقصى جنوب القطاع.
وتشير تقديرات دولية إلى وجود ما بين 1.2 إلى 1.4 مليون فلسطيني في رفح بعد أن أجبر الجيش الإسرائيلي منذ بداية توغّله البري بالقطاع في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مئات آلاف الفلسطينيين شمالا على النزوح إلى الجنوب، مدّعيا أنه "منطقة آمنة" وهو ما ثبت عدم صحته مع سقوط آلاف القتلى والجرحى في الجنوب، بينهم نازحون.