المحرر موضوع: المذابح وانواعها ( الجزء الثاني ) خلاصة المذبح اليهودي  (زيارة 338 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1082
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

  *** المذبح هو الهوية المعنوية لأي عقيدة دينية وبه يعرف إله هذه العقيدة او تلك
خلاصة المذبح اليهودي :
وكما تكلمنا في الجزء الأول عن تاريخية المذبح اليهودي وتطوّره من خلال ( العهد القديم ) . فأول مذبح عرفته الجماعة اليهودية عن طريق ( إبراهيم وابنه اسحق ) ولو تمعنّا في شكل هذا المذبح لعرفنا انه ( مذبح متنقّل ) أي مرافق لشعب الإله الذي صنع عهداً مع إبراهيم ولكون إبراهيم كان يبحث عن ارض ليستقر بها لذلك كان المذبح يسير مع إبراهيم وإلهه ( من اور الكلدانية قاصدين ارض الموعد ) ولكيّ تكتمل اركان العبادة فلا بد من وجود ( القربان ، الضحيّة ) وذكرنا انها انتقلت من ( القرابين البشرية إلى القرابين الحيوانية ) ... لقد بقى هذا المذبح متنقلاً ... حتى بعد المتغيرات العقائدية في مرحلة ( موسى ) أي بعد ان كانت ( الشريعة الإلهية التي نزلت عليه في جبل حوريم .. سفر الخروج ) ... لقد كان اليهود يتعبدون في ( مذابح مغلقة ومع آلهة غريبة " فرعونية - البعل " بعد ان تطبّعوا على ميراث الفراعنة ) ... راجع سفر الخروج ولنتذكّر كيف صنع شيوخهم ( البعل الذهبي وعبدوه بمجرد ان غادرهم موسى لأربعين يوماً مما اضطرّه إلى تحطيم لوحي الشريعة عليهم ليدمر عجلهم ويبيد شيوخه ) وبهذا يكون موسى قد ارسى قواعد الشريعة وثبّت ( المذبح وجعله في :" خيمة " وسماها " خيمة الاجتماع " التي احتوت " تابوت العهد أي لوحيّ الشريعة التي صنعها لتحل محل اللوحين الذين حطمهما على البعل وجماعته " وأعاد بناء عهده مع الرب الإله ) لكنه في ذات الوقت استفاد من تجربة الفراعنة فأبقى على ( منظومة الكهنة وعيّنهم واسند لهم ادوارهم فكان " الكهنوت من نصيب سبط اللاويين هارون وأولاده " يتوارثونها لأجيالهم ) ... لحين عهد ( سليمان بن داود ) الذي بنى اول هيكل ( معبد ، بيت الرب الإله ) وبهذا استقر سبطاً واحداً فقط من الاثني عشر سبط لتقديم اضحياتهم ( ذبائحهم ) فاصبح مذبحهم مستقراً ثابتاً في هيكل ( بناية العبادة " بيت الرب الإله ) وهنا كان لا بد ان يكون الهيكل مقدساً بوجود ( المذبح الثابت المخصص للقربان مع إضافة " تابوت العهد الذي يضفي قداسة العهد في العلاقة مع الرب الإله " ) من هنا تكون خصوصية ( بيت الله الواحد والمذبح الواحد والقربان الواحد أي عدم إجازة القربان خارج الهيكل ) ... حيث كان الهيكل في ( اورشليم ) التي اكتسبت قدسيتها من وجود الهيكل فيها راجع : متى 21 : 12 و13 ... كذلك وهو الأهم الذي فيه يشرح السيد المسيح موقع القداسة من كل منهم محدثاً الكهنة الفاسدين ... (( متى 22 : 16 – 23 الويل لكم أيها القادة العميان ! تقولون : من حلف بالهيكل لا يلتزم بيمينه ، لكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم بيمينه . 17 فايما اعظم ، أيها الجهال العميان ؟ الذهب ام الهيكل الذي قدّس الذهب ؟ 18 وتقولون من حلف بالمذبح لا يلتزم بيمينه لكن من حلف بالقربان الذي على المذبح يلتزم بيمينه " فتاوى الكهنة الفاسدين " 19 فأيما اعظم ’ أيها العميان ؟ القربان ام المذبح الذي يقدس القربان ؟ 20 اما ترون ان الذي يحلف بالمذبح يحلف به وبكل ما عليه ، والذي يحلف بالهيكل يحلف به وبالله الساكن فيه ، 22 والذي يحلف بالسماء يحلف بعرش الله وبالجالس عليه ؟ )) وهنا يكون السيد المسيح قد وضع الأسس والقواعد الصحيحة للديانة اليهودية .. وهنا لا بد ان نعرف لماذا أهمية الهيكل ؟ لأنه يحوي ( تابوت العهد ) الذي كان يحوي على ( نسخ لوحيّ الشريعة اضيف إليه عصا موسى ) بعد ان حطمهما موسى على عبدة البعل بعد ان كان يتلقى الشريعة من الرب الإله ... فصنع لهما بديلاً ووضعهما في تابوت ( صندوق ) وكان ذاك التابوت يسير مع الشعب والرب الإله يسير معهم قائداً لمسيرتهم وصولاً لأرض ميعادهم ... اما عن بقية اسباط اليهود الأحد عشر فقد انظمّوا إلى ابن داود الأكبر ( ابشالوم ) التزموا بالمذبح المتنقّل وكانت عاصمتهم السامرة ودعوا بالسامريين وبهذا أصبحت هناك مملكتين وعقيدتين ( مملكة يهوذا ومملكة السامرة ) على الرغم من انهما ينحدران من ذات النسب والانتماء لكنهما مستقلتين بالحكم وبالعبادة ( مذبح ثابت " مغلق " في هيكل ومذبح متنقل " مفتوح " في العراء ) والفرق بينهما هو فرق بين عقيدتين ...
راجع الكتاب المقدس " العهد الجديد " ( اورشليم والسامرة ) وجولات البشارة للسيد المسيح .
  تسلسل القداسة التي وضعها الرب يسوع المسيح :
1 ) الهيكل : لأنه بيت الرب الإله وفيه سمة العهد معه ( لوحيّ الشريعة ) .
2 ) المذبح : لأنه علامة استمرارية العهد مع الرب الإله .
 3 ) القربان : دليل التقرّب من الرب الإله .
 4 ) الكاهن الذي يقدم القربان : الذي لا يسمح ان تمسه النجاسة وإلاّ بطل القربان وتنجس المذبح وهذه كلّها تنعكس على الهيكل .
  تسلسل النجاسة :
1 ) المكان : الذي يفترض ان يكون مقدساً .
2 ) الذبيحة : التي يفترض ان تكون كاملة الخلقة ( ليس فيها عيب جسدي )
3 ) الكاهن او من يقدم الذبيحة : ليس فيه نجاسة .. وهنا النجاسة ليس بالجسد فحسب انما بالفكر أي مختلف مع قواعد الإيمان الديني ، مختلف مع عقيدة إله المذبح " فيه شرك " .
 يقول النبي إشعيا عن الرب الإله مخاطباً الكهنة الفاسدين (( ذبائحكم ازكمت انفي ... اي فسدت ))
 ولا بد ان نذكّر ان الفساد ما إذا كان في واحدة من قواعد الإيمان وشروط العهد بين ( الله والإنسان ) سيؤدي إلى الخراب الكبير ..
 متى 24 : 1 و 2 : يسوع ينبئ بخراب الهيكل : (( وخرج يسوع من الهيكل . وبينما هو يبتعد عنه ، دنا إليه تلاميذه يوجهون نظرهُ إلى ابنية الهيكل . 2 فقال لهم : " أترون هذا كلّه ؟ الحق أقول لكم : لن يترك هنا حجر على حجر ، بل يهدم كلّه " )) وهذا بسبب الفساد والنجاسة التي تمارس في بيت الرب الإله .
الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم
 الباحث في الشأن السياسي والديني والمختص بالمسيحية
 اخوكم الخادم حسام سامي 12 / 3 / 2024


غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5234
    • مشاهدة الملف الشخصي
تسلم أخي حـسام
نـتـمنى أن ينـبري إكليريكي الـذي يقـول : ( نحـن نـفـهم أكـثر من العـلماني ) ... أقـول حـبـذا لو يتـجـرّأ أحـدهم ــ من أصحاب الـدكـتـوراه ــ أن يظهـر ويعـلـق ، أو يـزوّدنا برأيه في هـذا المقال .

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1082
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الأخ الفاضل مايكل سيبي المحترم
 سلام ومحبة ...
 بداية شكراً لمتابعتكم منشوراتنا ... غيرتنا على سيدنا يسوع المسيح ومبادئه وعلى مؤسستنا يدفعنا لنواصل بحثنا من اجل مجد اسمه القدوس وهذا جزء من بشارتنا لمعرفته وعلاقته بالرب الإله ( ابينا الذي في السماوات ) ..
 اتعرف عزيزي ابو مارتن كيف نشبّه البعض من اخوتنا الأكلوروسيين وخاصةً من الذين وصفهم قداسة البابا فرنسيس بتوصيته ( لا تكونوا موظفين ؟ ونكملها ..  بل رجالات الله تدعون )
 الكاهن حاله حال اي تلميذ يدرس في جامعة معيّنه ليحصل على ( شهادة ) تتيح له ممارسة مهنته بالأختصاص الذي درس فيه .. فعلى سبيل المثال ... يتخرج من كلية الطب فيردد قسم الأخلاص لمهنته .. ثم آلياً ينتمي لنقابة الأطباء ليضمن حقوقه ويُأمن الدفاع عنه في حالة زلاته ... وبالتالي يترقى في عمله إلى ان يفتتح عيادته الخاصة ليستقبل مرضاه ... فإن كان أميناً لقسمه ... يواكب اي تطوّر في مهنته للإرتقاء بأدائه في التعامل مع مرضاه ووصف العلاجات المناسبة لهم ... وان لم يكن أي ( ان تصرّف على اساس انه موظف ) فسيبقى على ذات مستوى ما لقنته به كليّته من ( المرض والدواء ) فهناك من الأطباء عندما يراجعهم مرضاهم يصفون له ( الانتي بايوتيك و الباراسيتول ) وهذه وصفتهم لعشرات السنين المهم ان المريض يدفع ثمن ( الكشفيّة ) فيتحوّل الطبيب من ( رجل الإنسانية إلى موظف همه استحصال ثمن استشارته ) وهنا يكمن الخطر ... المهندس والمعلم والفلاح والعامل ... واخيراً الكاهن ... هؤلاء جميعهم ينتمون إلى مهن ... فمنهم من يكون مخلصاً لمهنته ( بالقسم الذي اقسم به ) ومنهم من اتخذ هذه الكليّة او تلك للحصول على مهنة يرتزق منها ... هؤلاء ( اغسل ايدك منهم ) لا هم سيفلحون بالإستمرار بمهنتهم ولا هم سيطورون علاقتهم مع من اقسموا له بالولاء ... وكما علّمنا سيدنا يسوع المسيح (( عميان يقودون عميان والجميع إلى الخفرة ساقطون )) وهذه الحكمة لا تنطبق فقط على ( مهنة الكهنوت انما على جميع المهن وجميع الأختصاصات ) لأنها كلّها تحمل طابع القداسة وكلٌ من موقعه اما ان يكون باراً طاهراً نقياً مؤمناً بما اقسم عليه فيرتقي بنفسه اولاً ثم يرتقي بالآخرين معه ... او يكون مرائياً انتهازياً كذاباً وهذا هو من سيسقط في الحفرة آخذاً معه كثيرين ...
 تحياتي  الرب يبارك حياتك واهل بيتك وخدمتك
 اخوكم الخادم حسام سامي   13 / 3 / 2024

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5234
    • مشاهدة الملف الشخصي
إسمح لي أخي حسام عـمّا سـمعـته عـن كاهـن عـراقي !!
تخـرّج من الجامعة في العـراق ... ولم يحـصل عـلى وظـيـفة
فإضطـر مع زمـيله (( والـده هـو الـذي حـكى لي )) أن يعـملا سـوية في الـبناء بصفة عاملان بسيطان
وبعـد بضعة أشـهـر شعـر بالتعـب فـقال لـزميله : إن هـذا العـمل لا يناسـبـني ، الأفـضل لي أن أعـمل بصفة كاهـن
فـذهـب في دَورة لا أدري مـدتها (( في معـهـد الكـهـنة )) وفي النهاية صار كاهـنا ، واليوم يعـمل كأيّ كاهـن في العـراق
فالآن نسأل : هـل أن الروح الـقـدس هـو الـذي إخـتـاره كاهـناً ؟ أم هـو بنـفـسه إخــتار الراحة والرفاهـية والـنـظافة والناس تـقـبّـل يَـدَيه وووووو .؟؟؟؟؟؟؟

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1082
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

 
اخي العزيز مايكل المحترم 
بعد هجرتي إلى أوربا اتيت محملاً بغيرة مسيحية وبحماسة لا استطيع ان اصفها لكونها كانت احدى اسباب اضطهادي وتعرضي لثلاث محاولات اغتيال ومحاولة خطف ابنتي الصغيرة من سيارة دير النصر لراهبات الكلدان في الحي العربي في الموصل حيث كانت ( مبتدئة ) اي في المراحل الإعداد لتكون راهبة وقد كانت لا تزال تدرس في المرحلة المتوسّطة في المدرسة الحكومية .. وهذه هي التي قصمت ظهري واجبرتني على الهجرة ... لقد كانت لي تجربة عمل مع كهنة لم يصدف ان عرفت مثلهم في العراق ... ففي العراق كانوا ( تحت السلطة ) اما هنا في الخارج فقد اصبحوا ( خارج السلطة بل وفوقها ) بحجة احتياج المؤسسات لهم وصعوبة توفير البدائل عنهم فانفلت عقال بعضهم من ( قليلي الإيمان اي الذين يتعاملون على اساس انهم موظفون وليسوا رجالات الله ) ... نعم لقد تعرفت على نماذج ما انزل الله بها من سلطان ... منهم من كان يقول لي ( هل جئت لتحاربني برزقي ) وهو يتكلّم عن جبايته لمبالغ خدمة الأسرار مع استلامه الراتب الشهري أي ( يحلل العمل بالأسود ) . والبعض يحكي قصته على انه كان يصادق أصحاب السوء من الذين تخرّجوا معه من معهد الفندقة والسياحة .. وعندما عرف خاله سحبه من اذنه ليذهب به لكلية اللاهوت ليصبح كاهناً وهو يقول له : هذا مو احسن لك ان يحترمك الناس ويقبلون يديك وتستلم راتب محترم من " الدياحة بالشوارع " مع أصدقاء السوء .. نماذج لم اكن احلم بأن التقيها يوماً ... نعم لقد اطفأ البعض منهم شئ من ( الحماسة الإيمانية ) فتعلمت الكثير الذي لم اعرفه وخاصةً فيما يخص ( القداسة ) وحصانتها المؤسساتية ... فاصبح عندي تمييز عالي بين من هم ( رجالات الله ) ومن هم ( الموظفون ) .
 ستأتيكم مواضيعنا التي تخص البعض من هؤلاء لتعرفوا كم المعاناة التي يعيشها المسيحي المؤمن في بلاد المهجر من المفترض ان يكونوا معلمين للكلمة مخلصين أوفياء لقسمهم المؤسساتي بعد اكمال هذه السلسلة المهمة والتي هم السبب بكتابة هذا البحث المهم ..
 تحياتي الرب يبارك حياتك واهل بيتك وخدمتك
 اخوكم الخادم حسام سامي  14 / 3 / 2024