المحرر موضوع: الميليشيات الطائفية عبء أثقل كاهل أميركا  (زيارة 195 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
الميليشيات الطائفية عبء أثقل كاهل أميركا
الولايات المتحدة تدفع ثمن اخطائها العسكرية والسياسية في العراق.
MEO

عالم يحكمه الحشد الشعبي في العراق
يقترب المشروع الأميركي-الإيراني في العراق من نهايته، وعباءة المرجع الطائفي، فقدت تأثيرها "القدسي" على العقول، فقد اسقط الشعب العراقي في انتفاضة تشرين شرعية وجودها، ولم تعد قادرة على إخفاء مساوئ التحالف الثنائي الذي بنى جورج بوش وعلي خامنئي قواعده التدميرية.

انكشف هذا التحالف الثنائي البغيض، حتى بات بلا غطاء مرجعي، والطرف الأميركي يتنصل عنه ببطء، فقد انتهى دوره، طالما أضحى الطرف الإيراني بخططه التوسعية، عبئا ثقيلا على الأمن العالمي وأمن الشرق الأوسط تحديدا.

أما كان نظام "الولي الفقيه" يدرك أنه مجرد أداة مرحلية تخريبية، أجاد المحافظون الجدد بقيادة جورج بوش، توظيفها حسب أهوائهم، وهم يخوضون حربا تبشيرية، لم يخفوا الإعلان عنها، استدرجوا إليها المرجع الإسلامي الشيعي الأعلى، واستقطبوه في تخدير طائفة دينية، وإيهامها بصلاح ما اختاره لها من مسار جديد.

حرب جورج بوش لملمت أوزار فشلها، وأدركت أميركا عمق أخطاءها الجنونية، ووعد الرئيس جو بايدن بعدم تكرار مساوئها حين اعترف علنا بفشلها، لكن "ولاية الفقيه" لم تفق بعد، وتمادت في جنون الفتنة والترهيب والقتل، عائدة إلى تاريخ انهيار الإمبراطورية الفارسية في عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب "رض".

حان الوقت للأميركيين الذين يتقاسمون مع إيران إدارة الشأن العراقي لحد هذه اللحظة، وضع حد لأنهار الدم الجارية في العراق بدل جريان نهري دجلة والفرات بعد جفافهما، ووضع إدارة البيت الأبيض أمام الرأي العام العالمي في موضع الرافض لإرهاب ميليشيات القتل الحاكمة في بغداد.

خطوة تتلكأ إدارة البيت الأبيض في اتخاذها، تخرجها مبدئيا من دائرة الأخطاء الإستراتيجية، التي تحاصرها الآن، هي إلغاء جميع الاتفاقيات السرية التي أبرمتها مع النظام الإيراني، لضمان نجاح غزوة جورج بوش العسكرية عام 2003، وترسيخ احتلاله للعراق.

أحداث الأيام الراهنة تعد الأسوأ على الصعيد الأمني حيث تصاعدت جرائم الإرهاب وتنامى قمع وفساد السلطات الحاكمة والأحزاب الميليشاوية المؤتمنة في ديمقراطية زرعها جورج بوش على مصالح الدولة وشعبها، وأصبحت غطاء لجرائم القتل اليومي للمواطنين، في حملات إعدام فوضوية يتحول فيها المعدومون على يد فرق الموت الآتية من خلف البوابة الشرقية، إلى جثث مجهولة تنتشر في شوارع العراق.
لا وجود لحكومة مدنية حقيقية في المنطقة الخضراء فالوجود المتنفذ مضمون للميليشيات الخارجة عن القانون، تتمظهر في شكل أحزاب سياسية ترعرعت في حاضنات إيرانية، دورها يكمن في بث الخراب والفوضى وتعطيل عجلة التنمية، وإذلال الشعب العراقي. ويكمن الفشل الأميركي في السيطرة على الميليشيات وفرق الموت المتنفذة التي يديرها الحرس الثوري الإيراني، يكمن في انفلات من كان في نطاق سيطرة البنتاغون في مراحل النمو الأولى، واعتاد على تنفيذ الجريمة أيا كان شكلها، فالمجرم المنحرف لن يتحول إلى قديس في لباس "فقيه" سياسي قاتل.

مسؤولون أميركيون لا يكشفون سرا خطيرا وهم يشيرون إلى أن مشكلة القواعد الأميركية المتواجدة في العراق تكمن في كونها ممنوعة من قبل قادتها بشكل كبير من مواجهة الميليشيات التي يتغلغل قادتها داخل المؤسسات الحكومية والعسكرية والدينية.

أميركا ما زالت غارقة في وحل أخطاءها العسكرية/السياسية الموروثة، حتى كشفت عن ضعفها في الشرق الأوسط، هذا الضعف الذي لا يبرر انعدام تحمل مسؤولياتها، في إعادة الحليف المنتهية صلاحيته إلى قواعده، وإعادة الأمن النسبي لمنطقة الشرق الأوسط، وإيقاف آلة الموت التي تحركها "ولاية الفقيه" دون توقف.