المحرر موضوع: ملاحظات حول المشهد الثقافي العراقي  (زيارة 273 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل محمد الكحـط

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 958
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ملاحظات حول المشهد الثقافي العراقي
محمد الكحط –بغداد-

شهدت وتشهد الساحة الثقافية في العراق فعاليات منوعة مختلفة وعديدة، حتى تعذر على المرء متابعة معظمها لكثرتها ولتضارب مواعيدها وتباعد المسافات وخصوصا في العاصمة بغداد حيث الاختناقات المرورية وزحمة الطريق للوصول لمكان فعالية ما تحتاج لساعات قبل بدء النشاط المعين، ناهيك عن الحيرة التي تعتري البعض الذي يهمه أكثر من نشاط في نفس الوقت وفي أماكن متباعدة.
 أقيمت خلال الفترة الماضية عدة معارض للكتاب في بغداد وبعض المحافظات، وكان هنالك مهرجان المسرح العربي بعد تنقله بين مدن عربية مختلفة، وحط في بغداد لأول مرة في دورته الـ 14  التي انطلقت يوم 10 حتى 18 كانون الثاني 2024، ومهرجان المربد في البصرة الفيحاء بدورته 35 للفترة من 7 إلى 10 شباط، والذي شهد حضورا واسعا ومشاركة عراقية وعربية ومن مختلف دول العالم، ومن ثم مهرجان بغداد السينمائي للفترة من 10-14 / شباط 2024، ناهيك عن فعاليات منوعة ومعارض للفن التشكيلي والمحاضرات والندوات التي تقيمها الاتحادات والجمعيات والنوادي والمقاهي الثقافية في العديد من الأماكن والمحافظات من زاخو كردستان حتى الفاو البصرة، إنها ظاهرة تستدعي الفرح والبهجة والأمل بمستقبل ثقافي واعد ينير الحياة بما هو جميل من أجل بناء الإنسان الواعي المدرك، وعلينا ان نشير بالبنان والتثمين لمن وراء ذلك أو يقف داعما ومتابعا لكل تلك النشاطات المهمة والنوعية، ولكن لابد من الإشارة إلى بعض النقاط المهمة لتكون الفائدة أعم وأكثر إثراءً وفائدة ومردود أعلى مما حصل.
-   أولا: علينا تثمين وشكر كل من ساهم ودعم ويدعم كل نشاط ثقافي هادف الغرض منه الرقي بالإنسان العراقي جماليا ووعيا وثقافة.
-   ثانيا: نحتاج إلى مؤسسة تتابع وتخطط لكل النشاطات الثقافية وتنوعها وتوزيعها على مدار السنة وأن لا يكتظ موسم بنشاطات ثقافية على حساب مواسم أخرى من السنة، وتضع خطة وبرنامجا متكاملا تأخذ بعين الاعتبار الاهتمام بالمحافظات أيضاً، ومن هنا تأتي الحاجة إلى التذكير بالأصوات التي دعت إلى تأسيس (المجلس الأعلى للثقافة في العراق)، ومن أعضاء يمثلون مختلف الطيف الثقافي من فن ومسرح وموسيقى وغناء وباليه وشعر وأدب ونقد وسينما وفن تشكيلي وتراثي وغيره من المجالات الثقافية الأخرى.
-   ثالثاُ: من أجل ان لا تكون تلك الفعاليات نخبوية ومحصورة فقط بين من هم أصحاب الاختصاص، وان تكون في متناول أبناء الشعب ليكون تأثيرها أوسع وأعم، يتم نقلها مباشرة من خلال المحطات التلفزيونية الفضائية وتسجيلها لعرضها أكثر من مرة.
-   رابعا: من الملاحظات التي تم تسجيلها في معظم الفعاليات والمهرجانات الرسمية، هي ضعف التخطيط والتنظيم، مما سبب الإرباك في بعض الفعاليات، فقد أشتكى العديد من الضيوف من ذلك، مما يتطلب اختيار أشخاص لديهم الخبرة في الإدارة والتنظيم وتكون هنالك مركزية في ضبط الأمور وان لا تخضع للرغبات والأمزجة الآنية للبعض، مما يسبب التلكؤ والفوضى والإرباك أحيانا.
-   خامساً: ان لا تكون الفعاليات عبارة عن احتفالية وبهرجه ولغايات خاصة، ولإظهار اهتمامنا بذلك دون ان يكون هنالك مضمون ايجابي حقيقي يكون هو الهدف الأساسي الذي نصبو اليه في كل فعالية ثقافية، وهذه مسألة مهمة وجوهرية على الجميع من مسؤولين وقائمين على أخذها بنظر الاعتبار.
-   سادسا: ان مؤشرات نجاح أي مهرجان أو فعالية ليس بعدد المدعوين، بل بالتنظيم والمضمون وطبيعة الأشخاص المدعوين لإحياء تلك الفعالية، لأن العدد الكبير يحتاج جهودا وأموالا وربما يخلق ذلك بعض الإشكاليات والحساسيات، ومن لا يتم دعوته لمهرجان هذه السنة فربما يمكن دعوته للسنوات المقبلة، وليس من الصحيح تكرار وجوه على حساب وجوه أخرى.
-   سابعا: نعم من الصحيح دعوة رموز معروفة واستضافتها، ولكن من الصحيح جدا الاعتناء بالآخرين من المبدعين غير المعروفين أو من الشباب والجيل الجديد الذين لهم مساهمات ومبادرات، وهذا يحتاج إلى متابعة لكل النشاطات وفريق عمل منوع عليه ان يقوم باستمرار بالبحث عن المبدعين الجدد والتعريف بهم وتقديمهم والتعريف بنتاجاتهم بعيدا عن الاعتبارات الخاصة.
هذه بعض الملاحظات ولعل للبعض ملاحظات أخرى قد تعين وتساعد من يحمل الهم الثقافي للاستفادة منها مستقبلا، وكلنا طموح بمستقبل واعد للثقافة العراقية، وهذه مهمة جميع المثقفين وفي كل المواقع.