المحرر موضوع: العراق يمهد لانخراط فاعل في الحرب التركية ضد حزب العمال الكردستاني  (زيارة 194 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
العراق يمهد لانخراط فاعل في الحرب التركية ضد حزب العمال الكردستاني
أنقرة تقترب من إقناع بغداد وأربيل بمنظورها القائم على مزج الملف الأمني بملفي المياه والتعاون الاقتصادي.
العرب

مشاركة العراق لتركيا حربها سيعني تحمل العبء الأخلاقي معها
تصنيف مجلس الأمن القومي العراقي حزب العمال الكردستاني تنظيما محظورا في العراق يتناقض وجوده على الأراضي العراقية مع دستور البلاد، يعتبر خطوة باتجاه نجاح أنقرة في إقناع كل من بغداد وأربيل بالانخراط المباشر في الحرب التركية ضد الحزب، وهو أمر في حال حدوثه سيكون ثمرة لاستخدام الحكومة التركية لملفي المياه والتعاون الاقتصادي كورقتي ضغط على حكومتي العراق وإقليم كردستان.

بغداد - أثمر التركيز التركي الشديد على الساحة العراقية وموجة الزيارات غير المسبوقة في كثافتها وتواترها من قبل المسؤولين الأتراك إلى العراق واستقبال المسؤولين العراقيين في أنقرة، عن نتائج إيجابية لتركيا تخدم هدفها الأول المتمثّل في سعيها لحسم الحرب الطويلة ضدّ حزب العمّال الكردستاني، بالإضافة إلى ضمان موطئ قدم اقتصادي واستثماري في العراق.

واقتربت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خلال أحدث زيارة قام بها كلّ من وزير الخارجية هكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر ورئيس الاستخبارات إبراهيم قالن إلى بغداد من فرض منظورها على الجانب العراقي، والقائم على المزج بين الملف الأمني والملف الاقتصادي، وملف المياه.

وقطعت الحكومة العراقية خطوة نوعية باتّجاه تطوير التعاون والتنسيق الأمني مع تركيا بشأن ملف حزب العمّال الكردستاني وذلك بتصنيف الحزب من قبل مجلس الأمن القومي العراقي تنظيما محظورا في العراق.

مراد قريلان: ندعو بغداد للدفاع عن سيادة العراق وعدم الانجرار لألاعيب تركيا
ونظرت أنقرة بأهمية شديدة لموقف المجلس كونه يفتح الباب لانخراط فعلي من قبل العراق في حرب تركيا ضد الحزب داخل الأراضي العراقية، وذلك بعد أن فشلت جهود عسكرية تركية متواصلة منذ نحو أربعة عقود في اجتثاث مقاتليه من مناطق شمال العراق التي شكّلت بتضاريسها الوعرة معاقل حصينة لهم.

وكانت مصادر متعدّدة قد اعتبرت المشاورات الكثيفة التي أجراها كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين الأتراك مع نظرائهم العراقيين على مدار الأشهر الماضية، بالإضافة إلى التهديدات الكثيرة التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحزب العمال وإشاراته لقرب حسم المعركة ضدّه، علامة على قرب شنّ القوات التركية لحملة عسكرية هي الأوسع نطاقا على معاقل حزب العمال الكردستاني داخل العراق. ولم تخالف قيادات الحزب من جهتها هذا التوقّع حيث نظرت إلى ما تمخّضت عنه زيارة المسؤولين الأتراك، الثلاث الأخيرة إلى بغداد باعتباره إيذانا بقرب شنّ الحملة المذكورة.

وقال مراد قريلان عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني إنّ الزيارة “مؤشر على وجود مخطط لتوسيع الهجمات الاحتلالية التركية”. كما انتقد قريلان في حديث لموقع روج نيوز التابع للحزب موقف الحكومة العراقية حيال التدخلات التركية في العراق قائلا إنّها “تعمل على شرعنة الاحتلال عبر إنشاء نقاط تمركز مشتركة”، وداعيا “بغداد لعدم الانجرار لألاعيب تركيا والدفاع عن سيادة العراق”.

وانبنى التكتيك السياسي التركي لإقناع المسؤولين في الحكومة العراقية وكذلك بعض القيادات السياسية في إقليم كردستان العراق بالمشاركة في مواجهة حزب العمّال على ربط الملفات ببعضها بعضا.

وعملت حكومة أردوغان على الاستثمار إلى أبعد حدّ في أزمة المياه التي أصبح العراق يواجهها بحدّة جرّاء حجز تركيا لكميات متزايدة في مياه نهري دجلة والفرات في السدود الضخمة التي أقامتها عليهما.

كما عملت على الاستثمار في طموحاته التنموية، وجعلت من إنهاء وجود مقاتلي الحزب في المناطق العراقية شرطا ضروريا لإنجاز مشروع طريق التنمية المشترك معه والذي يربط مياه الخليج العربي بالبحر المتوسطّ، خصوصا وأن بعض مراحل الطريق تمرّ بمناطق يتواجد فيها هؤلاء المقاتلون.

وجاءت زيارة الوفد التركي المكون من وزيري الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات إلى بغداد تمهيدا لزيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق بعد شهر رمضان.

وأجرى المسؤولون الأتراك اجتماعا في بغداد ضم من الجانب العراقي وزيري الخارجية والدفاع ووكيل وزارة الأمن الوطني ورئيس هيئة الحشد الشعبي ونائب مدير وكالة المخابرات ووزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان.

وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في منشور على موقع إكس “في لقاء مثمر ببغداد تناولنا مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية، والزيارة المرتقبة للرئيس أردوغان”. وأضاف “أكدنا على ضرورة تعزيز التعاون في المجالات الأمنية والتجارية والطاقة والمياه والتعليم، وفي كل ما فيه مصلحة لبلدينا”.

وعلى صعيد عملي أسفرت نقاشات الطرفين عن إنشاء لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب والتجارة والزراعة والطاقة والمياه والصحة والنقل. كما تقرر خلال الاجتماع تكثيف العمل على مذكرة تفاهم من أجل إيجاد الإطار الهيكلي في مختلف أوجه العلاقات بين البلدين، وبالتالي إنشاء آليات اتصال منتظمة.

وبدا من النتائج العملية لزيارة الوفد التركي إلى العراق أن التقدّم الحقيقي الوحيد يتعلّق بالموضوع الأمني. ولفتت مصادر عراقية مواكبة للزيارة أنّ الحديث المتعلّق بملفي المياه والتعاون الاقتصادي جاء عامّا ومفتقرا للآليات العملية، متوقّعة أن الهدف الأصلي لمجيء وزيري الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات الأتراك إلى بغداد قد يكون أمنيا محضا.

وذكّرت بما يتسرّب من أخبار بشأن اعتزام تركيا شنّ أوسع هجوم من نوعه في تاريخ حربها على حزب العمال الكردستاني في العراق خلال الربيع الحالي.

ويرى محلّلون سياسيون وخبراء أمنيون أنّ أنقرة باتت تستند في حربها ضدّ الحزب المسلّح المعارض لنظامها على حالة من الوفاق بشأن وجوب إنهاء أنشطة الحزب على أراضي العراق مع أطراف داخلية عراقية، لتسهيل مسار التعاون الاقتصادي المتنامي بين بغداد وأنقرة، ولتمهيد الطريق أمام تجاوز الخلافات بشأن ملف المياه الشائك.

ويقول هؤلاء إن علامات ظهرت على ذلك في الخطاب الرسمي للحكومة العراقية وكذلك لجهات فاعلة في حكومة إقليم كردستان العراق، وتحديدا قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني الأكثر امتعاضا من وجود عناصر حزب العمّال في مناطق الإقليم.

لكن السؤال الذي يظل مطروحا، بحسب هؤلاء، يتعلّق بالمدى الذي يمكن أن يصل إليه التعاون بين أنقرة وبغداد وأربيل في ملف حزب العمال الكردستاني، وإمكانية أن يصل حدّ تورّط القوات العراقية والكردية في مواجهة مباشرة مع مقاتلي الحزب.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يعتزم زيارة بغداد قريبا إنّ بلاده أوشكت على استكمال تأمين حدودها مع العراق. وأكّد على الاستمرار في “مكافحة الإرهاب بكل تصميم بغضّ النظر عن العقبات التي تعترض العملية سواء داخل تركيا أو خارجها”، مضيفا قوله “أوشكنا على إتمام الطوق الذي سيؤمّن حدودنا مع العراق، وخلال الصيف القادم سنكون قد قمنا بحل هذه المسألة بشكل دائم”. كما أعلن أنّ لدى بلاده “تحضيرات ستجلب كوابيس جديدة لأولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم تركيع تركيا عبر إقامة كيان إرهابي على حدودها”.

وقال قريلان إنّ تركيا حصلت على موافقة بغداد وأربيل “لشن هجماتها الاحتلالية” بعد بذلها مساعٍ متواصلة لإيجاد “شركاء لها في حربها ضد حركة التحرر الكردية”، وذكر أن الحكومة التركية طالبت منذ سنة 2012 الحكومة العراقية وحكومة كردستان العراق بمحاربة حزب العمال الكردستاني وهددت بأنّها ستتصرف بشكل أحادي في حال رفضهما التعاون معها في الحرب على الحزب.

وأضاف “رأينا كيف سارت موافقة بغداد وأربيل حيث استقدم الجيش التركي جنوده من منطقة بعشيقة إلى منطقة كارة وهذا يدل على حصول أنقرة على الموافقة التامة”. واعتبر أن تركيا اقتنعت بأنها لا تستطيع مواجهة حزب العمال الكردستاني بمفردها ولذلك لجأت إلى طلب المساعدة.

وذكر عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني بأن تركيا “تحاول أن تسخّر الجميع لتنفيذ مخططاتها وتطالب من حولها بالدعم العسكري وتطلب من العراق إنشاء غرفة عمليات مشتركة ومن الحزب الديمقراطي الكردستاني أن ينضم إلى المعارك بشكل مباشر”.

وأشار قريلان إلى وجود زخم في التحركات التركية والحوار مع حكومتي بغداد وأربيل، قائلا إنّ تركيا توجّهت أيضا إلى الولايات المتّحدة بحثا عن شركاء في حربها على حزب العمال، ومتوقّعا أن “يزداد خلال هذا الشهر توجه اللجان والهيئات التركية إلى بغداد وأربيل لبحث شن عمليات عسكرية بمساندة القوات العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني”