المحرر موضوع: مصر قلقة على دورها كبوابة لغزة  (زيارة 100 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
مصر قلقة على دورها كبوابة لغزة
القاهرة تراهن على أن تشييد الميناء يحتاج إلى المزيد من الوقت.
العرب

تهميش رفح تهميش لدور مصر
القاهرة/ غزة - عبرت تصريحات مسؤولين مصريين كبار عن قلقهم من إمكانية أن يسحب إنشاء الميناء الجديد، الذي بادرت به الولايات المتحدة، من مصر دورها كبوابة لغزة. وتخشى دوائر مصرية أن يؤدي مخطط تدشين ميناء في غزة، لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، إلى تقليص الاعتماد على معبر رفح الذي يعد البوابة الوحيدة التي يمر من خلالها فلسطينيو غزة إلى أي مكان آخر، وهو ما وظفته مصر في زيادة دورها في كل ما يهم القطاع.

وبدأت مصر تشعر بالانزعاج من وجود مخطط تشارك فيه إسرائيل وقوى دولية لتحييد دورها في مستقبل غزة أو الضغط عليها لقبول مخططات تتعارض مع قناعتها، بعد رفضها سيطرة إسرائيل على ممر فيلادلفيا واحتجاجها على اجتياح مدينة رفح، وعقب تلميح إسرائيل بأن جزءا من الأسلحة التي استخدمتها حماس في عملية طوفان الأقصى دخل عن طريق الأراضي المصرية.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي الجمعة إن مصر تسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة خلال أيام وزيادة دخول المساعدات والسماح للنازحين في جنوب القطاع بالانتقال إلى شماله، محذرا من خطورة عرقلة دخول المساعدات إلى غزة واستخدام الغذاء سلاحاً في مواجهة المدنيين الأبرياء في القطاع، وشدد على حاجة سكانه إلى آلاف الأطنان من المساعدات يوميا لتلبية احتياجاتهم.

أحمد فؤاد أنور: تشييد ميناء خاص لدخول المساعدات ليس المقصود منه تقليص دور مصر وإنما منح إسرائيل مساحة أكبر للحركة بلا قيود من القاهرة
وفسر كلام الرئيس المصري على أنه تعبير عن غضب من تجاهل معبر رفح والبحث عن بديل آخر من دون الحديث عن المعابر الستة التي تتحكم فيها إسرائيل مع غزة، فاللجوء إلى البحر قد يثبت اتهام إسرائيل لمصر أمام محكمة العدل الدولية والرئيس الأميركي جو بايدن بأنها تمانع ولا تريد فتح معبر رفح.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس عقد بالقاهرة الخميس إن إسرائيل تتعمد عرقلة إدخال المساعدات إلى غزة، مشددا على ضرورة وقف الأعمال العسكرية.

وأشار الأكاديمي والباحث في الشؤون الإسرائيلية أحمد فؤاد أنور إلى وجود مسؤولين كبار في منظمات إقليمية ودولية مشهود لهم في العمل الإنساني أدانوا عرقلة إسرائيل دخول المساعدات، وأن اللجوء إلى البحر للوصول إلى غزة هو هروب من ممارسة ضغوط قوية على الحكومة الإسرائيلية، وتأييد لها في تجويع الشعب الفلسطيني.

وأضاف لـ”العرب” أن “تشييد ميناء خاص لدخول المساعدات ليس المقصود منه تقليص دور مصر، وإنما منح إسرائيل مساحة أكبر للحركة بلا قيود من القاهرة، لكن لدى مصر أدوات يمكن استخدامها لتفويت الفرصة على تهميشها؛ لأن الجغرافيا السياسية بما تفرضه من محددات تلعب دورها تلقائيا وبشكل يصعب إنكاره”.

وحذر السيسي، في كلمة مسجلة ألقاها بمقر أكاديمية الشرطة في شرق القاهرة الجمعة، من خطورة الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح الحدودية مع مصر، والتي تشير التقديرات إلى نزوح نحو 1.5 مليون شخص إليها.

وهذه هي المرة الثانية التي يحذر فيها الرئيس المصري بشكل علني ومباشر في غضون أيام قليلة من مخاطر اجتياح مدينة رفح، حيث قال خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء هولندا مارك روته إن المخطط الإسرائيلي لاجتياح رفح “يُهدد حياة ما يزيد عن واحد ونصف مليون نازح تتحمل إسرائيل مسؤولية حمايتهم”.

وبدا ما صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة، من أنه وافق على خطط العمليات العسكرية في رفح وأن الجيش يستعد لإجلاء السكان منها، كأنه رد ضمني على القاهرة، ما يعني أن العلاقة بينها وبين تل أبيب قد تشهد تحولات مع زيادة الاعتماد على البحر وتهميش البر في دخول المساعدات.

◙ اللجوء إلى البحر قد يثبّت اتهاما سابقا من إسرائيل والرئيس الأميركي لمصر بأنها تمانع ولا تريد فتح معبر رفح

ووصلت سفينة “أوبن آرمز” القادمة من قبرص وتحمل 200 طن من المواد الغذائية إلى ساحل غزة الجمعة لتخفيف أزمة الجوع بعد تعنت إسرائيل في عملية دخول المساعدات بالطرق البرية من خلال معبر رفح.

وتراهن القاهرة على أن دخول المساعدات من البحر يحتاج إلى المزيد من الوقت لاستكمال تشييد الميناء، وهو ما لا يستطيع فلسطينيو غزة الصبر عليه، كما أن المساعدات التي تُلقى من الجو لم تثبت جدواها الكبيرة بعد سقوط ضحايا بسببها. وذكر أحمد فؤاد أنور لـ”العرب” أن “عدم فاعلية وصول المساعدات عبر الجو وبطء الحركة في البحر سيعيدان الاعتبار إلى معبر رفح أو يجبران إسرائيل على فتح معابرها المغلقة”.

واتفق وزراء حكومات الدول المشاركة في اجتماع وزاري، حول مبادرة الممر البحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة الخميس، على أنه لا بديل عن الطرق البرية عبر مصر والأردن والمعابر الأخرى لإيصال المساعدات على نطاق واسع.

وأكد بيان عن حكومات الدول المشاركة أن مسؤولين كبارا سيتوجهون إلى قبرص لتلقي إحاطات مفصلة بشأن مواصلة تفعيل الممر، وإجراء مشاورات حول إمكانية إنشاء صندوق لدعم الممر البحري وتنسيق المساهمات المقدمة لضمان استدامته.