المحرر موضوع: من هم نصارى جزيرة العرب في عهد محمد ؟  (زيارة 116 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح ابراهيم

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 66
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من هم نصارى جزيرة العرب في عهد محمد ؟

يذكر القرآن النصارى كثيرا وينسب إليهم بعض العقائد التي ينكرها القرآن والإسلام .
لم يثبت في السيرة النبوية ان محمدا شاهد سواهم من المسيحيين . واطلق عليهم إسم النصارى وليس المسيحيين. بدأت معرفة محمد بالنصارى عندما قابل الراهب النسطوري بحيرا في بصرى الشام، وكان صغيرا . وقد نفى القرآن تأثر محمد فكريا برهبان النصارى وأحبار اليهود وتعلمه منهم واقتباسه آيات كثيرة من كتبهم المقدسة . وقد جاء النفي في الآية 103 من سورة النحل : " ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذين يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " !
ونحن نقول : ان من كان يلحد الى محمد من أهل الكتاب ليسوا أعاجم، بل هم عرب اقحاح لغتهم عربية فصيحة ويؤلفون الشعر الفصيح، مثل القس ورقة بن نوفل الذي انشد شعرا في ليلة عقده القرآن على خديجة ابنة أخيه حين زوجها له عندما كان يتيما فقيرا معدما وراعي الماعز و الإبل، وأنشد ورقة شعرا فصيحا بمناسبة تزويجه ابنه اخيه لمحمد. هذا القس النصراني وغيره هم من علّم محمد الدين وكان له بمثابة جبريل، فكيف يلحدون إليه بلسان اعجمي وهم اقحاح العرب وسادته ؟
علما ان القرآن مليء بالكلمات الأعجمية الغير عربية، فهل ينزل الله وحيه بعدة لغات منها السريانية والحبشية والفارسية والعبرية واليونانية والآرامية ويقول أنه بلسان عربي مبين ؟ وهذه نماذج من تلك الكلمات القرآنية الأعجمية : ك الطاغوت والتابوت والماعون والقرآن، وآبّا، موسى، جهنم، صبر، حق ، زنجبيل، سبت ، توراة، سجيل، سرادق، سكينة، سورة، صراط، فردوس، مشكاة، حور، آدم، إبراهيم، وغيرها، إنجيل، فهل هذه الكلمات عربية الموجودة في نصوص القرآن العربي المبين ؟
ان النصارى المذكورين في القرآن هم فرقة يهودية تنصرت على العقيدة الأبيونية النسطورية المهرطقة. ان تسمية المسيحيين أطلقت على اتباع يسوع المسيح لأول مرة في أنطاكيا – تركيا حاليا. كما جاء في أعمال الرسل 11:26 . وبقيت تسمية الناصريين شائعة في القرن الثاني في فلسطين وبلاد الشام، إلا أنها كانت تلاشت نهائيا في القرن السابع الميلادي والناصريين لا تعني النصارى، إذن مسيحيو اليوم هم ليسوا نصارى جزيرة العرب المقصودين في القرآن، إلا بما كان مشتركا بينهما من عقائد .
اتهم القرآن النصارى في زمن محمد انهم يؤمنون ان الله اتخذ ولدا له من صاحبه من البشر بقوله
 وقالوا اتخذ الرحمن له ولدا " سورة مريم 88 ... المسيحية ترفض هذا الإدعاء، الله لم يتخذ   له ولدا،  أي أنه جعل إنسانا مخلوقا في زمن ما ولدا له ومن مصاف الآلهة . ولكن كلمة (اتخذ) هي بدعة غنوصية معروفة بالتبني و قد قالت فرقة الغنوصية المهرطقة ، ان الله جعل المسيح ابنه عند اصطباغه (تعميده) في نهر الأردن ، والحقيقة ان المسيحيين غير معنيين بهذا التفكير الشاذ والخاطئ، لأن العلاقة بين الله الآب وكلمته المتجسد هي علاقة أزلية قبل اتخاذه صورة بشرية ، وليس أثناء تعميد يسوع المسيح بنهرالأردن .
القرآن ينزه الله عن أن يكون له ولداً . وكلمة ولد لها معنى جسدي مادي، كما جاء بسورة الأنعام آية 101 . " أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة " ؟ للرد على هذا الإتهام نقول : هذه العبارة ليست من كلام الله ، بل هو كلام محمد لأنه يتكلم عن الله بلسان الله وبضمير الغائب : (يكون له ) .( ولم تكن له ) ! الله عندما يتكلم لا يقول يكون له، بل يتكلم بصيغة المتكلم أنا وليس الغائب هو  .
هذا ليس مفهوم بنوة المسيح لله عند المسيحيين الذين ينزهون الله الروح ان يكون له صلة جسدية بصاحبة وهي مريم العذراء . لأن المسيح هو كلمة الله حل واتحد مع روح الله في أحشاء مريم وصار الكلمة جسدا بشريا متحدا بروح الله بلا إنفصال والله قادر على كل شئ . والمسيح هو من اسمع كلمة الله للبشر ولهذا سمّاه القرآن والإنجيل (كلمة الله) . المسيح بمفهوم المسيحية هو ابن الله بالانتساب الروحي وليس ولد الله بالتناسل الجسدي. وكما نقول ابن العراق وابن الرافدين وابن النيل وفي القرآن وردت كلمة ابن السبيل، فلا العراق له زوجة ولا الرافدان انجبا ابنا من صاحبة بالمفهوم الجسدي المادي، بل هو تعبير مجازي فقط . والمسيح ابن الله بالروح مولود غير مخلوق بتجسد كلمته الأزلية. من له عقل يفكر ليفهم المعنى، ومن له اذنان للسمع فليسمع الكلام و يدرك معناه .
نصارى جزيرة العرب ليسوا هم مسيحيو اليوم، وهم طائفة مهرطقة انقرضت ولم يبقى منهم احداً اليوم . المسيحيون يؤمنون ان المسيح بالجسد هو ابن الله وكلمته المتجسد . وقد كان يسوع المسيح يكرر دائما انه ابن الله ويقول عن الله الآب أبي أرسلني، أنا والآب واحد، من رآني رأى الآب . وهذا يعني انه هو الله متجسدا بهيئة بشرية ليظهر مجد الله وقدراته ومعجزاته للبشر . لأنه كلمة الله وروحه القدوس . وكثيرة هي أعمال المسيح التي تثبت انه هو الله . فقد شفى المرضى واحيا الموتى وكان يعلم الغيب وما يفكر به الناس في عقولهم وما يدخرون في بيوتهم . وكان يتحكم بالطبيعة و الرياح و يهدئ أمواج البحر الهائجة بكلمة واحدة منه . وكان يقول للاعمى أبصر فيبصر في الحال ولم يطلب إذنا من الله لشفاء المرضى أو لأحياء ميت انتن جسده و تحلل منذ اربعة ايام، بل هو المتحكم بالروح الذي قال عنه القرآن أنه من أمر الله لأنه هو الله . فهل هناك إنسان على الأرض يمكنه ان يحيي الموتى بقوته الذاتية من غير تدخل الله ؟ المسيح فعلها لأكثر من مرة لأنه هو الله وكلمته على الأرض. وقد أكثر المسيح الخبز والسمك واشبع أكثر من خمسة آلاف إنسان جائع من خمس ارغفة خبز وسمكتين . بكلمة منه فقط .
صباح ابراهيم