المحرر موضوع: شرية القرآن  (زيارة 56 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح ابراهيم

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 66
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شرية القرآن
« في: 00:39 17/03/2024 »
بشرية القرآن

 مثل جميع المسلمين، كنت أُؤمن إيماناً راسخاً لا شك فيه أن القرآن هو كلام الله، أوحى يه لمحمد عبر المَلَك جبريل، وأمره أن يُبلغه للناس.
 لكني حين وضعت هذه المُسَلّمة جانباً وطرحت عن القرآن هالة التقديس، وبدأت أقرأه بحياد ودون هذا الإفتراض الأساسي المُسبق أنه كلام الله، حينها ظهرت عيوبه، وبدت لي بسهولة العديد من الأدلة التي تؤكد أنه كتاب بشري من تأليف محمد.
 و سأعطيكم بعض الأمثلة:
 أولاً: القرآن كلام، والكلام من صفات البشر، وضمن قدراتهم، فما المانع أنه يكون كلام محمد وليس كلام الله؟ لماذا إختار الله أن يكون مُعجزة نبيه التي مُهمتها هي إثبات نبوته وإثبات وجود الله هي مجرد كلام يكون محل شك وجدال ونقد. ولو كان الله يُريد حقاً إثبات وجوده لأرسل مع محمد مُعجزة خارج نطاق القدرة البشرية لتكون دليلاً قاطعاً ليس فيها شك وريبة أو لُغز أو غموض؟
 ثانياُ: العديد والعديد من الآيات مكتوبة بضمير الغائب بصيغة (هو الذي ...)، بينما المفروض أن تتحدث كل جملة في القرآن بلسان الله ذاته لأنها كلامه كما يقولون مثل (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) ، ( أنا خالق السماوات وألأرض). (أنا إلهكم واليّ مرجعكم) . ألا يقول لنا معظم كلام القرآن أن المتكلم هو محمد أو كاتب القرآن وليس الله حين يقول : (هو السميع العليم) ،(هو الذي خلقكم من طين ثم قضى اجلا واجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون) ؟
 ثالثاً: إن جزءاً كبيراً من القرآن لا يُفيد أحدأً في شيء، ولا علاقة له بهداية الناس وإرشادهم نحو الصلاح، لأنه خُصص لمعالجة مشاكل وقضايا محمد حصرياً.
 فحين أراد الإستحواّذ على خُمس الغنائم، نزلت آية يقسّم فيها الله الأسلاب والمسروقات، ويُعطي الحصة الأكبر لنبيّه؛ وبعد أن اعترض بعض أتباعه على سوء عدالة التوزيع، أتت آية تخيفهم وتهددهم بعقاب الله الشديد، وتقول لهم : " مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ." (سورة الحشر 7).
 وعندما أراد أن يُزوّج مولاه - و ابنه بالتبني - زيد إبن حارثة من زينب بنت جحش، نزلت آية تُرغمها على القبول. ثُم لما رأها محمد مُتخففة من ثيابها، شهية الجسم، نزلت آية أخرى تطلقها من زيد وتُعطيها لمحمد. والغريب أن الآيتين مُتتاليتان في سورة واحدة هي سورة الأحزاب:  ( وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا. وَإِذۡ تَقُولُ لِلَّذِيٓ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَأَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِ أَمۡسِكۡ عَلَيۡكَ زَوۡجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخۡفِي فِي نَفۡسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبۡدِيهِ وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيۡدٞ مِّنۡهَا وَطَرٗا زَوَّجۡنَٰكَهَا ..." ( الأحزاب 36 و 37)
 وعندما أمسكته زوجته حفصة مع خادمته ماريا القبطية على فراشها وفي يومها وفي بيتها، حلف وأقسم أن لا يُجامع ماريا أبداً، وتوسل لحفصة كي لا تفضحه أمام نسائه الأُخريات، وأنزل الله آية يُعاتبه فيها عن تحريم ما أحله الله له ويسمح له بنكاح ملك يمينه متى شاء رغما عن أنف زوجاته : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (سورة التحريم 1)
 وحين إنزعج محمد مِن إطالة ضيوفه القعود في بيته والتحدث إلى أزواجه، نزلت آية تمنعهم من ذلك، وتأمرهم بالانصراف فور الإنتهاء من الطعام.
 وبعد أن أبدى أحد أصحابه نيته الزواج من عائشة بعد موته، نزلت آية تُحرم على المسلمين نكاح زوجاته من بعد موته.
 وكلما تنازع محمد مع أحد، نزلت آيات تصب الشتائم واللعنات على الذي أغضب الرسول.
 وحين إنزعج من أصوات أصحابه من حوله، نزلت آية تمنعهم أن يرفعوا أصواتهم فوق صوته.
 وحين أكثروا عليه الأسئلة التي تُحرجه، نزلت آية تنهاهم عن السؤال عن أشياء إن تُبدى لهم تسؤهم !
 وغير ذلك من الآيات الكثيرة التي لا فائدة منها للناس لأنها خاصة بالرسول .
 ويكفي أن نطرح على أنفسنا بعض الأسئلة لنكتشف الحقيقة:
 -  مَنْ المستفيد من كل هذه الآيات؟
 -  لماذا يُضمِّن الله في آخر كتاب أنزله للبشر أمور شخصية لا تهُم سوى شخصٍ واحد؟
 -  هل نُصدق أن تلك النصوص كانت ضمن اللوح المحفوظ منذ الأزل؟
 -  هل نقول عن القرآن أنه كتاب تبليغ من الله أنزله على رسوله لهداية البشر وإصلاح حال العباد، وأنه صالح لكل مكان وزمان؟! وبه من آيات تعالج أمورا حدثت لظرف ما .
 رابعاً: القرآن يُغري المجاهدين بالغنائم ونكاح النساء السبايا في الدنيا ، ونكاح الحور العين الجميلات الأبكار في الجنة في الآخرة... لماذا المُغريات في الإسلام هي للرجال دائماً بالجنس في الدنيا والآخرة ؟ وهل هداية الناس للعبادة ونشر الدين تكون بالإغواء بالجنس؟ وهل نكاح النساء مثنى وثلاث ورباع هو من مُستلزمات الإيمان والجهاد في سبيل الله؟
 خامساً : احتواء القرآن على الناسخ والمنسوخ وحده كفيل بفضح بشريته، لأن هذه الفكرة تتعارض مع معرفة الله المُطلقة وعلم الغيب. فإذا كان الله اعتمد الآيات الناسخة للتصحيح فلماذا أنزل المنسوخة اولا ولماذا لم يأت التصحيح من البداية ؟!
 وإذا كان كل حرف من القرآن هو جُزء من صُحف أبدية موجودة منذ الأزل، فهل يتضمن اللوح المحفوظ الآيات الناسخة والمنسوخة معاً؟
 كما أن الفكرة تتعارض مع مفهوم الكمال الإلهي المُطلَق. فالمفروض أنه لا توجد درجات ومستويات في الكمال الإلهي. فالكمال لا يصدر عنه إلا الكمال، وبه يُعرَف. لكن وفق مفهوم الناسخ والمنسوخ، فالله يصدر عنه درجات قابلة للنقاش والجدال في مقدار كمالها، ويُمكن تبديل كلامه على الدوام بما يكملها درجة أو يلغيها .
 والغريب في الأمر أن النسخ لا يستغرق أحياناً سوى سويعات قليلة من زمن صدور الآية المنسوخة كما هو الحال في الآية الثانية عشر من سورة المجادلة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (المجادلة 12) التي تُحض المؤمنين به على دفع صدقة مُقابل المثول بين يدي الرسول. فلم تبقى إلا ساعة واحدة ونُسِخت، فهل يُعتبر هذا تردداً من الإله، أم أن محمد أطلق هذه الآية لكنه لم يجد استجابة من أصحابه فعالجها بآية أُخرى؟
 ألا يدل وجود النسخ في القرآن على بشريته؟ وأن محمد - ككل البشر- كان يتراجع عن قراراته تحت الضغط أو بعد التفكير، ثم ينسخها، فيلغي القول الأول ويستبدله بآخر.
 سادساً: احتواء القرآن على المتشابه إلى جانب المُحكم يُشكك فيه، ويُسبب الجدل والحيرة. فهل من المنطقي أن يكون الدليل الوحيد على وجود الله هو نفسه محل ابتلاء وفتنة؟
 سابعاً: أغلب آيات القرآن مُرتيطة بسبب لنزولها. وهذا من أهم الأمور التي تؤكد أن محمد هو الذي ألف تلك الآيات.
 محمد لم يكن يأتي الناس بالقرآن هكذا دون سبب، بل كان يوحى له كلما حدث حادث استوجب وحياً، أي إستوجب قراراً أو حلاً لمحمد. والدليل هي أسباب النزول. فعندما يقع حدث معين لمحمد أو أحد المحيطين به، أو يسأله شخص ما عن أمر معين، فإنه يُعلق على هذا الحدث، أو يرد على السؤال. أي أن القرآن هو مجرد ردات أفعال، وصدى حوادث وظروف وظواهر إنفعل بها محمد وعبر عنها في صورة آيات قرآنية. ويظهر هذا واضحاً في الآيات التي تُعلق على الغزوات والحروب، وتلك التي تعالج مشاكل مع أصحابه أو زوجاته أو المُنافقين أو اليهود. أي أن الأحداث والطوارئ هي التي خلقت القرآن، فكيف تكون آياته محفوظة منذ الأزل قبل وقوع تلك الأحداث والظروف والطوارئ؟
 ثامناً: يقول القرآن " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " (النساء 82)، وها نحن قد تدبرنا ووجدنا فيه اختلافات كثيرة. فلو كان من عند الله لما وجدنا فيه أخطاء في قواعد اللغة العربية، وفي العلم، وفي المنطق، وفي الحساب، وفي البلاغة وانسيابية الكلام، وحشو جمل لا علاقة لها بما قبلها وما بعدها، وتشتيت المعاني، واقتباسات من كُتبٍ أخرى، ومن قصائد شعرية، ومن أساطير الأولين، وخرافات الدجالين، وشعائر وطقوس كانت موجودة عند العرب وفي ديانات سابقة. وليس من المنطق أن يكون كلام الله متأثراً بلغة الناس والشعوب الأخرى، ويأتي بالسبع القراءات المختلفة في الحروف والكلمات. وليس من المنطق أنه نزل بلسان عربي مُبين، وفيه مئات الكلمات الأعجمية ، ثم تُكتب مئات كتب التفسير لبيان معانيه وفك غموض كلماته. فإذا كان المسلم العادي لا يفهم القرآن، فلماذا هو مسلم؟ وكيف أسلم وآمن بكتاب لا يفهمه ؟ وكيف يُدافع عن كتاب هو لا يفهم معانيه ومقاصده، ويحتاج الطبري والقرطبي ليشرح له؟ وهل كان محفوظاً منذ الأزل بأخطائه التي كشفناها أم كان هناك بلا أخطاء؟
 تاسعاً: يضم القرآن العديد من التناقضات، منها تناقض آيات الجبر وآيات القدر. فبينما توجد العديد من الآيات يُفهم منها أن الإنسان مُسَيَّراً في كل إختياراته، خاضعاً لأمر الله في إرادته، توجد آيات أخرى تقول العكس، أن الإنسان حُر في إختياراته، حُر أن يُؤمن أو يكفر. والتناقضات بين آيات إكراه الناس على الإسلام وضدها. ويُفسر هذا التناقض وتغير الخطاب القرآني بين الفترة المكية والمدنية، هو إنتقال محمد بين الوضعية الضعيفة التي تعتمد على نشر الدعوة بالموعظة والسلم، إلى وضعية القائد العسكري القوي المُسيطر الذي يمكنه إرغام الناس على اتباعه بالقوة و الغزوات وقطع الرقاب بالسيف. ويستعمل شيوخ الإسلام آيات الموعظة وآيات العُنف حسب الظروف ونوعية المُتلقي للخطاب. فحينما يكون الخطاب موجهاً للغرب لا يسمع المُتلقي سوى آيات التسامح والسلام والدعوة والموعظة وحرية العقيدة. أما حينما يكون الجمهور مكون من مسلمين فقط تتغير النبرة ويُصبح الخطاب عنيفاً، عدائياً، كراهياً، مؤكداً على أن الإسلام هو دين الحق، ووجب على الكل إعتناقه، وعلى المسلم الجهاد لنشره وإرغام الغير على إتباعه
صباح ابراهيم