المحرر موضوع: مقتل الرجل الثالث في حماس ضربة لسردية الصمود في غزة  (زيارة 105 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
مقتل الرجل الثالث في حماس ضربة لسردية الصمود في غزة
تصفية مروان عيسي تُغذّي تَحمّس إسرائيل للقضاء على السنوار باجتياح رفح.
العرب

عملية نوعية تعزز موقف نتنياهو
القاهرة – تمثل تصفية مروان عيسى، الرجل الثالث في حماس، إنْ تأكدت، ضربة قوية لسردية قدرة حماس على الصمود في غزة إلى ما لا نهاية وفي الوقت نفسه تغذي تحمّسا إسرائيليّا للاستمرار في مساعي القضاء على زعيم حماس في غزة يحيى السنوار من خلال التمسك بقرار اجتياح رفح، حيث يعتقد الإسرائيليون أنه موجود هناك.

ولئن لم تؤكد حماس ولا إسرائيل مقتل عيسى، فإن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قال إن “الرجل الثالث في حماس قُتل خلال عملية إسرائيلية الأسبوع الماضي”، وذلك في معرض تقديمه إحاطة حول فحوى مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال سوليفان إن إسرائيل “قضت على عدد كبير من كتائب حماس وقتلت الآلاف من مقاتلي الحركة، من بينهم قادة كبار”. وأضاف “من المرجح أن بقية القادة الكبار يختبئون في عمق شبكة أنفاق حماس، والعدالة ستأتيهم أيضا”.

ويعتقد مراقبون أن مقتل عيسى يمنح نتنياهو دفعا معنويا كبيرا يحفّزه على الاستمرار في تبني الخيار العسكري لتفكيك حماس، وأنه قد يجد في هذا المكسب النوعي داعما قويا لخيار اجتياح رفح.

عيسى على قائمة أبرز المطلوبين لدى إسرائيل وأصيب في محاولة اغتيال عام 2006 خلال لقاء مع محمد الضيف

ورفض نتنياهو دعوة من الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التراجع عن الهجوم البري المزمع على مدينة رفح. ورفح هي الملاذ الأخير لأكثر من مليون نازح والذي تعتقد إسرائيل أن مقاتلي حماس يتحصنون فيه.

وقال نتنياهو في إفادة أمام المشرعين الثلاثاء إنه كشف “بكل وضوح” للرئيس الأميركي “أننا عازمون على استكمال عملية القضاء على هذه الكتائب (حماس) في رفح، ولا يوجد سبيل للقيام بذلك إلا بالعمل الميداني”.

وكان القيادي المراوغ بحركة حماس قد نجا من محاولات اغتيال سابقة ليقضي سنوات في التخطيط لعمليات توغل في إسرائيل، منها هجوم السابع من أكتوبر الماضي الذي أطلق شرارة الحرب الدائرة في غزة.

وقال مصدر في حماس لرويترز “الأخ عيسى عبارة عن كابوس يمشي على الأرض بالنسبة إلى العدو”، مشيدا بمهاراته شبه العسكرية. وعيسى، الذي يُطلق عليه الفلسطينيون لقب “رجل الظل” لقدرته على التخفي عن أعين العدو، ارتقى إلى المرتبة الثالثة داخل الحركة الإسلامية المسلحة.

وشكل مع قياديين آخرين في حماس مجلسا عسكريا سريا من ثلاثة أعضاء على رأس الحركة. وخططوا لهجوم السابع من أكتوبر ويُعتقد أنهم يديرون العمليات العسكرية من الأنفاق والشوارع الخلفية في غزة منذ ذلك الحين.

وسيكون مقتل عيسى بمثابة ضربة قوية لحماس التي تواجه حملة جوية وبرية إسرائيلية لا هوادة فيها للقضاء عليها وسحق معقلها في قطاع غزة، حيث تقول السلطات الصحية إن الحملة الإسرائيلية قتلت ما يقارب 32 ألفا حتى الآن.

وقد يؤدي مقتله أيضا إلى تعقيد الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لكن إسرائيل تقول إن المحادثات مستمرة من خلال وسطاء مصريين وقطريين.

وردا على سؤال حول ما تردد عن مقتله، قال المصدر في حماس إنها قد تكون حربا نفسية إسرائيلية. وأضاف أن عيسى ساعد على بناء القدرات العسكرية لحماس بما في ذلك الصواريخ.

وبحسب مصادر في حماس تعلم عيسى مهارات النجاة من محمد الضيف الذي نجا من سبع محاولات اغتيال دبرتها إسرائيل وتسببت في إصابته بتشوهات واضطراره إلى استخدام كرسي متحرك.

وكان عيسى الذي ولد عام 1965 على قائمة أبرز المطلوبين لدى إسرائيل وأصيب في محاولة اغتيال عام 2006 خلال لقاء مع الضيف.

ودمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزله مرتين خلال اجتياح غزة عامي 2014 و2021، ما أدى إلى مقتل شقيقه. وقُتل ابن عيسى، وهو من مؤيدي حماس المعروفين، في غارة جوية إسرائيلية على وسط قطاع غزة في ديسمبر.

مروان عيسى الشخصية الأبرز من بين 1027 فلسطينيا أطلقت إسرائيل سراحهم في عام 2011 مقابل إطلاق سراح شاليط
وصنفت الولايات المتحدة عيسى على أنه “إرهابي عالمي مصنف تصنيفا خاصا” في سبتمبر 2019. ومثل الضيف، لم تكن ملامحه معروفة لدى العامة حتى عام 2011 عندما ظهر في صورة جماعية التقطت خلال عملية تبادل للأسرى والمعتقلين مع إسرائيل كان قد ساعد على تنظيمها.

وتكهنت مصادر فلسطينية بأن كبار قادة حماس الثلاثة يختبئون في أنفاق طويلة ومتشابكة تحت القطاع، لكنهم قد يكونون في أي مكان في غزة، وهي واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.

وشارك عيسى، وربما هو الأقل شهرة بين الثلاثة، في العديد من القرارات الكبرى التي اتخذتها حماس في السنوات القليلة الماضية. وولد الثلاثة في عائلات للاجئين فروا أو طردوا عام 1948 من المناطق التي أصبحت بعد ذلك تابعة لإسرائيل.

وقضى جميعهم سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ قضى عيسى خمس سنوات بداية من عام 1987. وقضى السنوار 22 عاما في السجن بداية من عام 1988 بتهمة اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين بالإضافة إلى قتل أربعة فلسطينيين متعاونين مع إسرائيل.

وكان الشخصية الأبرز من بين 1027 فلسطينيا أطلقت إسرائيل سراحهم في عام 2011 مقابل إطلاق سراح أحد جنودها، جلعاد شاليط، الذي أسرته حماس في غارة عبر الحدود قبل ذلك بخمس سنوات. وكان عيسى أحد قادة حماس الذين تفاوضوا على تلك الصفقة.

وكان جيرهارد كونراد، وسيط وكالة الاستخبارات الألمانية من عام 2009 إلى عام 2011، من بين القلائل الذين التقوا بعيسى أثناء التفاوض على صفقة التبادل المتعلقة بشاليط.

وقال كونراد لقناة الجزيرة “لقد كان دقيقا للغاية ومحللا حريصا. هذا هو انطباعي عنه. كان يحفظ الملفات عن ظهر قلب”. وكانت السلطة الفلسطينية، المنافس الداخلي لحماس، قد اعتقلت عيسى وعددا من المسلحين الآخرين في ما يتصل بهجمات حماس الانتحارية داخل إسرائيل في عام 1997.

وفي الماضي قتلت إسرائيل أكثر من قيادي في حماس، منهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين وزعيمها السابق عبدالعزيز الرنتيسي الذي اغتيل في غارة جوية عام 2004. وجرت ترقية قادة جدد لشغل مناصبهم.