المحرر موضوع: إقامة يسوع للعازر هي رمز لقيامة الأجساد  (زيارة 87 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net

إقامة يسوع للعازر هي رمز لقيامة الأجساد

بقلم / وردا إسحاق قلّو
   قال الرب يسوع لتلاميذه ( قد مات لعازر ، ويسرني من أجلكم كي تؤمنوا ، إني لم أكن هناك ... ) " يو 11: 14-15"
   عندما إقترب الفصح وفي عيد التجديد وتطهير الهيكل اليهودي . أحدق رؤساء اليهود بيسوع عندما كان يتمشى في الهيكل تحت رواق سليمان ، أحرجوه بإلحاحهم ليكشف لهم عن حقيقته ، هل هو المسيح ؟ ( يو 24:10 ) . أختار يسوع الإنسحاب من بينهم  والعودة إلى عبرالأردن لإنتظار ساعته ، وهناك وصلت إليه رسالة من الأختين أبلغوه فيها بمرض أخيهم لعازر .
   مريم أخت لعازر هي التي دهنت يسوع بالطيب في بيت الفريسي . كانت مع أختها مرتا ولعازر في صداقة مع يسوع ، وكان يسوع يحب هذه العائلة ويتردد إلى بيتهم في قرية بيت عنيا . وصلت الرسالة إلى يسوع لكنه لم يحضرليشفى صديقه ، بل عبَّرَ عن مرض صديقه ، قائلاً ( ليس هذا المرض مرض الموت ) فلن تكون الكلمة الأخيرة للموت ، إنما لأكثر من ذلك . ذلك المرض سيكون سبب في إندحار الموت لأجل مجد الله ، ولإظهار قِدرتهِ الساطعة ، لأن الله سيمجد الإبن ( يو 31:13 ) فعلاً إحياء لعازر سيكون من أسطع أعمال يسوع ، سيتعجبون رؤساء الكهنة وقادة اليهود من هذا العمل ، ويهابون يسوع جداً .
  لماذا مكث يسوع في مكانة يومين ، ليصل في اليوم الرابع بعد وفاة لعازر ؟
الجواب لأنه أراد أن ينال منه الموت ويقبر لينتن . ومن ثم يأتي لأحيائه ، بل لخلقه وإعادته كما كان . وليدحض ما كان يؤمنون به اليهود في ذلك الزمن بأن الروح تحوم حول الجسد لمدة ثلاثة أيام ، وقد تعود إليه في أي لحظة ، لهذا قرر الحضور في اليوم الرابع . فعندما أعلن لتلاميذه للعودة إلى اليهودية ، دب الذعر في التلاميذ لأن اليهود قد هددوه بالرجم على أثر خطبتهِ في عيد المظال ( يو 59:8 ) وكذلك في عيد تطهير الهيكل ( يو 31:10 ) . فكرة عودتهم إلى اليهودية مخيفة جداً للتلاميذ ، ففي إعتقادهم كان يسوع يسير نحو الموت ، لذلك إحتجوا قائلين ( رابي ، أتعود إلى هناك ، وقد أراد اليهود رجمك منذ قريب ؟ ) فقال يسوع ( أن الإنسان يمشي بلا خوف في النهار فلا يعثر ... أما في الليل يعثر لأنه ليس فيه النور ) كان يقصد بهذا الكلام بأن ساعته لم تأتِ بعد . فمتى جاء الليل سيصبح في خطر كما حصل له فعلاً في البستان عندما إلقي القبض عليه .
  إنتقل يسوع من كلام اللغز إلى قول الحقيقة بوضوح ، فقال ( أن صديقنا لعازر قد مات ) ويسرني رحمةً لكم ، كي تؤمنوا إني لم أكن هناك . وهكذا كشف يسوع عن الهدف من تأخرهِ ، أي لموت لعازر ضرورة مهمة لكي يستنير إيمان تلاميذه والأختين . أحياء لعازر سيشدد إيمان التلاميذ فيما بعد في إيمان يسوع القائم من الموت . لكن التلاميذ ما زالوا مرعبين ، فقال توما ( فلمنض نحن أيضاً ونمت معه ! ) بدأت الرحلة نحو الهدف . فلما وصل يسوع ووقف على مدخل بيت عنيا ، لم يدخل إلى بيت الأختين ليعزيهما ، بل إنتظر لتأتي مرتا ومريم إلى لقائه ، وهنا يجري الحوار ليظهر موقف كل من الأختين ودرجة إيمانهم . كانت مرتا أول المستقبلين له ، وهي التي وجهت إليه عتاباً خفيفاً  لعدم حضوره في الوقت المناسب ، فقالت ( لو كنت ههنا لما مات أخي ! ) وأكبت على قدميه تبكي لأنها منسحقة ، ومتوسلة ، فلم يتمالك يسوع نفسه أمام مشهد هذا الألم فإرتعشت نفسه ، كما سيحصل له أثناء العشاء الأخير ( يو 21:13 ) كما أرتعشت نفس يسوع ثانيةً فطلب أن يرشدوه إلى القبر .
قال لها : أن أخاك سيقوم ! فأجابت ، أعلم بأنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير . فقال لها : ( أنا هو القيامة والحياة ، من آمن بي وإن مات فسيحيا .. ) " يو 25:11 " فأي موت يقصد يسوع ، الجسدي أم الروحي ؟ الإثنان على الأرجح ، والمقصود هنا موت الجسد أولاً ، فيسوع سيقيم جسد لعازر ، وهكذا أعلن نفسهُ مبدأ القيامة المقبلة للأجساد ، ولكن فوق ذلك يقصد الموت الروحي أيضاً . وإلا فلا يفهم معنى الآية ( من آمن بي يحيا وأن مات ) فمنذ الآن أصبح يسوع مبدأ الحياة التي لا تزول بعد موت الجسد ، بل ينتقل الإنسان بفضل الإيمان من الموت إلى الحياة  " راجع يو 24:5 " . ولفظة ( أنا هو ) في عبارة ( أنا هو القيامة ) فيسوع هو الإله الذي يأمر الموت ، ويعطي الحياة ، أنه القيامة والحياة ، والدخول في علاقة معه ، هو الدخول مع الحياة الجديدة . فقيامة لعازر هي رمز لقيامة البشر الأخيرة . فكما صاح قائلاً بأعلى صوته ( هلم لعازر فإخرج ! ) " يو 43:11 " في يوم القيامة ( تأتي ساعة فيها يسمع صوته جميع الذين في القبور فيخرجوأ منها ) " يو 28:5 ) . قال أحد الأباء لو لم يذكر الرب يسوع إسم لعازر عندما صاح إليهِ لقام كل الموتى ، وهكذا سيصيح في اليوم الأخير . فقيامة لعازر هي رمز لقيامة البشر في اليوم الأخير تلبية لصوت المسيح وهي رمز للحياة الأبدية التي يملكها منذ الآن أولئك الذين يؤمنون به ... يجب أن نضيف أيضاً أنها رمز نبوي لقيامة المسيح ذاته لأن سيد الموت لا يقهر بالموت . فالموت يغلب بمن هو الحياة ، كما قال ( أنا الطريق والحق والحياة ) " يو 6:14 " .
توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1"