المحرر موضوع: رومانوفسكي تمعن في استفزاز الطبقة الحاكمة في العراق  (زيارة 230 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31496
    • مشاهدة الملف الشخصي
رومانوفسكي تمعن في استفزاز الطبقة الحاكمة في العراق
المقال استفز الميليشيات الموالية لإيران، التي تعتبر أنه لا يحق للسفيرة التعبير عن رأيها في وسيلة إعلام محلية.
العرب

باقون في العراق
بغداد – أمعنت السفيرة الأميركية لدى بغداد ألينا رومانوفسكي في استفزازها وتحديها للطبقة السياسية والميليشياوية الحاكمة في العراق، بإجراء مقابلة مع رويترز بعد مرور أيام على إثارة ضجة بمقال نشرته في إحدى الصحف المحلية يشرح مسار التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والقوات العراقية.

ومن خلال المقال والمقابلة تبعث السفيرة الأميركية رسالة إلى الطبقة السياسية والميليشياوية الحاكمة في العراق مفادها أن الولايات المتحدة باقية في العراق وأنفقت المليارات على دعم قواته.

وقالت ألينا رومانوفسكي “إن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مازال يشكل تهديدا في العراق”. وأضافت في مقابلة مع رويترز الأحد أن “عمل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة مع العراق لهزْم التنظيم بشكل كامل لم ينته بعد”.

وكان مسؤولون عراقيون كبار، ومنهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد قالوا مرارا إن التنظيم لم يعد يشكل تهديدا في العراق ولم تعد هناك حاجة إلى التحالف، حتى مع استمرار أعضاء التنظيم في تنفيذ هجمات في أماكن أخرى.

عدي حاتم: مقال رومانوفسكي احتلال فكري وثقافي له غايات
وقالت رومانوفسكي من مقر السفارة الأميركية في بغداد “كلانا يقدّر أن تنظيم داعش مازال يمثل تهديدا هنا، وعلى الرغم من تراجعه كثيرا فإننا لم ننجز عملنا بشكل أساسي ونريد التأكد من أن القوات العراقية يمكنها مواصلة هزْم داعش”.

أتت تصريحات السفيرة بعد إعلان فرع تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان مسؤوليته عن الهجوم على قاعة حفلات في روسيا الجمعة الذي قتل فيه 137 شخصا.

وقالت السفيرة في تعليق إضافي بعد المقابلة “كما يذكّرنا هذا الحادث، فإن داعش عدو إرهابي مشترك يجب هزْمه في كل مكان”.

وأضافت “لهذا السبب تشترك الولايات المتحدة والعراق في الالتزام بضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش، عبر سبل منها العمل معا لتشكيل مستقبل شراكة أمنية ثنائية قوية بين الولايات المتحدة والعراق”.

وجاءت تصريحات السفيرة الأميركية في ظل ضجة مازال يحدثها مقالها الذي نشرته مؤخرا في صحيفة “الصباح” العراقية. واستفز المقال الميليشيات الموالية لإيران، التي تعتبر أنه لا يحق للسفيرة التعبير عن رأيها في وسيلة إعلام محلية.

وأدان النائب عن تحالف الفتح عدي حاتم المقال، مطالبا نقابة الصحافيين العراقيين بالتحقق من كل ما ينشر في الإعلام العراقي لكونه يمثل الرأي العام في البلاد.

وزعم أن “مقال السفيرة الأميركية الذي نشر في الصحافة العراقية يعتبر احتلالا فكريا وثقافيا له غايات بتوجيه الرأي العام لمعلومات مضللة تحاول السفيرة بثها عبر منصات إعلام الدولة”.
وأضاف أن “كلام السفيرة عار عن الصحة، وأميركا لم تقدم شيئا للبلد سوى الدمار والخراب”، منوها إلى أنه “في ظل حاجة العراق العسكرية إلى الدول، لم يقف معنا سوى جمهورية إيران الإسلامية”.

وتابع حاتم أن “أميركا لا تمتلك مصداقية مع الحكومة العراقية والشعب”، مشيرا إلى أن “على الحكومة الإسراع في إخراج القوات العسكرية الأميركية من العراق”.

ونشرت السفيرة رومانوفسكي مقالا في صحيفة الصباح العراقية في قبل أكثر من أسبوع أشارت فيه إلى أن الكونغرس خصص أكثر من 3.5 مليارات دولار لبناء قدرات قوات الأمن العراقية وأن الولايات المتحدة المانح والداعم الأكبر للعراق.

رسالة إلى الطبقة السياسية والميليشياوية الحاكمة في العراق مفادها أن الولايات المتحدة باقية في العراق وأنفقت المليارات على دعم قواته

وقال متابعون إن المقال مركز وواضح نشرته رومانوفسكي بعد أن اطلعت عليه أكثر من جهة أميركية ‏معنية في الإدارة الأميركية، خاصة وأنه يأتي في الوقت الذي تجري فيه مشاورات بين القيادتين الأميركية والعراقية بشأن ‏مستقبل الوجود العسكري الأميركي.

وقالت رومانوفسكي في المقال “بينما يراقب العراقيون من مختلف مكونات مجتمعهم المتنوع هذا الانتقال المهم عن كثب، يتساءل الكثيرون عما يعنيه ذلك لعلاقتنا الإستراتيجية الشاملة. حتى أنَّ البعض يتساءل عن سبب أهمية استمرار شراكتنا من الأصل”.

وأضافت “نحن ملتزمون بأمن العراق واستقراره وسيادته، حيث وقفنا جنبًا إلى جنب مع الشركاء العراقيين لتحرير العراق من آفة داعش. مع حلول الذكرى العاشرة لظهور داعش والذكرى الخامسة لهزيمته، يجب أن نكون واضحين بشأن التهديد الذي مازال يشكله هذا التنظيم على العراق، من كل من العراق وسوريا”.

واستدركت قائلة “ولكننا نحتاج إلى أكثر بكثير من مجرد علاقة أمنية. نحن بحاجة إلى علاقات اقتصادية وثقافية وتعليمية وشعبية تبني عراقًا حديثًا مستقرًا وآمنًا وذا سيادة ومزدهرًا ومتصلًا بالعالم”.

وتأتي تحركات السفيرة الأميركية قبل أقل من شهر على زيارة السوداني إلى واشنطن المقررة في منتصف الشهر القادم والتي من المتوقع أن تناقش مسألة انسحاب القوات الأميركية من العراق.