المحرر موضوع: نوروز عيد الحرية والسلام  (زيارة 528 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صلاح بدرالدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 945
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نوروز عيد الحرية والسلام
                                                                     
صلاح بدرالدين

  هناك عدد من شعوب الشرق يحتفل كل واحد منهم بنوروز حسب طريقته ، وفهمه ، وتاريخه ، فمن يحتفي به كمناسبة تاريخية ، او كتعبير عن قدوم الربيع ، والمصرييون يسمونه – شم النسيم – ويرمز للبعض كمنسبة دينية ، والكرد في كل مكان يجمعون على ان نوروز او اليوم الجديد هو عيدهم القومي ، انتصر فيه كاوا الحداد على الحاكم المستبد الظالم قبل الميلاد ، بعد قيادته ثورة شعبية منتصرة ، ويصادف أيضا قدوم فصل الربيع بكردستان ، ويرتبط – نوروز – ومنذ عقود بالنضال الوطني الكردستاني من اجل الحرية ، وحق تقرير المصير ، وتحقيق السلام .
شمس عيدنا القومي " نوروز " تشرق على شعبنا ،  وسائر شعوب المنطقة ، في مثل هذا اليوم منذ ماقبل الميلاد ، لتجدد فينا الاصرار على البقاء سعداءا أحرارا ، وقد مرت على نوروزنا الأفراح والأتراح ، الانتصارات والانتكاسات والخيانات ، والأحلاف المعادية ، واتفاقيات التقسيم الظالمة ، وحروب الإبادة ، ومخططات التهجير والحرمان من ابسط الحقوق المدنية الإنسانية ، والطعن باالظهر من القريب والبعيد ،  وبقي الشعب  متمسكا بارض الآباء والأجداد ، بالرغم من انه في كثير من المراحل مكسور الجناح ، يعاني الخذلان ، وخيبة الامل من القريب المتصدر للأحزاب والجماعات ، والبعيد من المتاجرين بحقوق الشعوب الباحثين عن المصالح الخاصة ،  فنوروز برمزيته التاريخية ، وتعبيره القومي ، هو الوحيد الذي يجمعنا رغما عنا شئنا ام ابينا ،  والذي تعود ملكيته للشعب فقط ولايحتاج الاحتفاء به وتكريمه الى اذن أنظمة الاستبداد ، او اشراف مسؤولي الأحزاب الكردية المهزومة والفاشلة.
  فيا بنات وأبناء شعبنا العظيم في الوطن ، والمهاجر ،  والشتات ، في المنزل ،  أو في أحضان الطبيعة ، فلتتخلل طقوس نوروزكم مناقشات حول أحداث عفرين الجريحة ، ومكائد نظام الاستبداد ، والمحتلين بكل اطيافهم ، واجناسهم ، والميليشيات العابرة للقوميات ، والدول ، والقارات ، العسكرية المرتزقة  منها ، والارهابية ، والدينية ، والمذهبية ، والعنصرية ،  ومسؤولية جماعات – ب ك ك – في اثارة الفتن الكردية الكردية ، والعنصرية ، وتحمل مسؤولية اهراق دماء آلاف القتلى واضعافهم من الجرحى ، وموجات الهجرة من الوطن الى الخارج بسب القمع وانتهاكات الحقوق الديموقراطية ، وكذلك مسؤولية احتلال عفرين ، والمناطق الأخرى المرشحة للاحتلال ، ومشاركة أحزاب – الانكسي في تحمل مسؤولية كل ذلك ولو بشكل غير مباشر، ومدى صلاحية الأحزاب الكردية بالأساس في طرفي الاستقطاب ، في العمل القومي والوطني وطرح التساؤل التاريخي : مالعمل ؟ ومالحل ، وأين يكمن سبيل الإنقاذ ،  وكيف يمكن حل الازمة المتفاقمة ، والوصول الى عقد المؤتمر الكردي السوري من اجل إعادة بناء وتوحيد الحركة الكردية ، وتحقيق المصالحة على قاعدة التسامح ، بعد المراجعة النقدية الصريحة والشفافة ، وبهذه المناسبة نعيد التأكيد على المسلمات التالية :
   ١ – قضية الإنقاذ فوق كل الاعتبارات ، انقاذ الشعب والوطن ، باستكمال اهداف الثورة السورية المغدورة بالوسائل السلمية ، والاستفادة من تجربة الأعوام السابقة ، بعد توفير أسباب عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع ، واجراء المراجعة النقدية العميقة ، والعمل موحدين من اجل اجراء التغيير الديموقراطي  واسقاط الاستبداد ، وإيجاد النظام السياسي الديموقراطي العلماني ، على قاعدة الشراكة المتساوية بين المكونات الوطنية القومية ، والاجتماعية ، وحل كافة القضايا العالقة وفي المقدمة القضية الكردية حسب إرادة الكرد ، وحقهم في تقرير مصيرهم السياسي ، والإداري ضمن سوريا التعددية التشاركية الموحدة .
   ٢ – مسالة إعادة بناء الحركة الكردية السورية ذات الأولوية في نضال شعبنا السياسي ، والتي لن تتم بالانشقاقات ، وردود الفعل الانتقامية ، وتكاثر المجموعات المناطقية ، والاستقطابات الفئوية .
   ٣ – الحوار من اجل المصالحة الكردية الكردية فوق الاعتبارات الحزبية الضيقة ، وهو ما يضع مسؤولو الأحزاب العوائق امامه ، ويتهربون من مواجهة هذا الاستحقاق بذرائع مختلف مصطنعة ، ويستهدفون الوطنيين المستقلين الداعين الى الحوار ، محاولين الإساءة اليهم عبر – البروبكندا – بدلا من الاستجابة لدعوتهم النزيهة  الى الحوار والتكاتف ، وحل الازمة .
   ٤ – ترسيخ استقلالية الحركة الكردية ، وإعادة الاعتبار للشخصية الكردية السورية من المهام الأساسية ، وبدون ذلك لن تكون هناك حركة كردية سورية مناضلة تحقق اهداف وطموحات شعبنا .
   ٥ – تحقيق المصالحة بين الثقافي والسياسي على قاعدة الالتزام بقضايا الشعب ، والوطن ، وان كان هناك قلة تؤدي واجباتها الوطنية ، فانني ادعو جميع المثقفين الى المساهمة الفكرية النقدية الشجاعة لجوانب الازمة المتفاقمة ، باستقلالية تامة ، بمعزل عن الولاءات المصلحية لهذا الحزب او ذاك ، وهذا الطرف او ذاك ، والاختباء تحت اجنحة أحزاب المحاور المتصارعة حول المنافع ، والنفوذ .
   ٦ – تعزيز الدور الوطني ، والتفاعل مع الحراك الثوري العام بسوريا وخصوصا حراك السويداء من  الواجبات الأساسية لحركتنا الكردية  .
  ٧ – إعادة بناء العلاقات القومية الكردستانية وخاصة مع الاشقاء في إقليم كردستان العراق . وحزب الزعيم الراحل البارزاني ، على الأسس السليمة ، وعلى قاعدة الاحترام المتبادل للخصوصيات ، وعدم التدخل بشؤون البعض الاخر ، والتنسيق ، والعمل المشترك .
  ٨ – نوروز يرمز الى الحرية ، والسلام ، والشراكة والتعايش بين الشعوب ، والاحتفاء به يجب ان يستحوذ على تلك الصفات النبيلة ، فالاحتفاء به في الوطن المجزء يتخذ معاني مواجهة الاستبداد ، ومن اجل الحرية والكرامة ، اما في بلاد الشتات فسيكون الاحتفاء به من اجل اظهار الوجه الحقيقي المسالم لشعبنا ، الداعي الى الوئام ، واحترام قوانين امكنة الإقامة ، والحفاظ على الامن والسكينة ، وعدم الاضرار بمسار الحياة في تلك الأماكن ،  والحذر من أي سوء فهم من جانب شعوب الدول المضيفة ، فالهدف هو كسب دعم وتضامن الاخرين مع قضايا شعبنا .
   ٩ – فلتكن مناسبة عيدنا القومي عيد الحرية والسلام – نوروز – نبراسا لنا جميعا لارساء المحبة ، واحترام البعض الاخر ، والمكاشفة ، الى جانب تعميق وسائل النقد البناء الصريح حول قضايانا المصيرية المتعلقة  بقضايا شعبنا ووطننا ، وأزمة حركتنا السياسية  بعيدا عن الشخصنة ، والمجاملات .
١٠ - وكل التقدير للمراة السورية عامة والكردية على وجه الخصوص على صمودهن ، وأداء دورهن التربوي ، والاجتماعي ، والسياسي ، والابداعي ، والتحية للشابات والشباب ضمان مستقبلنا ، وللمؤسسات الإعلامية الفردية ، والجماعية  الملتزمة بمصالح الشعب والوطن ، ولحراك السويداء السلمي الثوري ،  ولجميع الجنود المجهولين البناة المضحين من اجلنا .
  وكل نوروز وانتم بسلام