المحرر موضوع: ثناءالله غفاري زعيم داعش خراسان الطامح إلى العالمية  (زيارة 108 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31500
    • مشاهدة الملف الشخصي
ثناءالله غفاري زعيم داعش خراسان الطامح إلى العالمية
تراجع هجمات تنظيم داعش خراسان داخل أفغانستان ربما يكون تجليا لتغير في إستراتيجية غفاري، فضلا عن جهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها طالبان.
العرب

تحرك نحو التوسع الإقليمي
كابول - تظهر التحركات الأخيرة لتنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، تغيرا في مخططات التنظيم وتنامي طموحاته لتوسيع نشاطه عالميا، فقد أشرف ثناءالله غفاري (29 عاما)، زعيم داعش خراسان، على عملية تحول جعلت من هذا الفرع الأفغاني أحد أكثر فروع الشبكة العالمية للتنظيم المتشدد إثارة للرعب وقدرة على تنفيذ عمليات بعيدة عن قواعده في المناطق الحدودية بأفغانستان.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن إطلاق نار جماعي وقع الجمعة الماضي في قاعة للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو . وقال خبراء أمنيون إن اكتشاف جوازات سفر طاجيكية مع المسلحين الذين اعتقلتهم السلطات الروسية يشير إلى وجود صلة محتملة بجماعة غفاري التي تستقطب أفرادا بكثافة من الدولة الفقيرة في آسيا الوسطى.

وكانت تقارير أولية أفادت بمقتل غفاري في أفغانستان في يونيو الماضي لكنه هرب جريحا عبر الحدود إلى باكستان ويعتقد أنه يعيش في إقليم بلوخستان الحدودي الذي يغيب فيه تطبيق القانون.

وعُين غفاري أميرا لداعش خراسان في عام 2020، وعزز سمعة التنظيم في تبنيه لنهج متشدد وتنفيذه لهجمات كبيرة. وقالت مصادر من طالبان إنه أفغاني طاجيكي كان جنديا في الجيش الأفغاني وانضم لاحقا إلى تنظيم داعش خراسان الذي تشكل في أواخر عام 2014.

وجذب هذا الفرع من التنظيم الاهتمام العالمي بتفجير انتحاري في عام 2021 في مطار كابول الدولي أثناء الانسحاب العسكري الأميركي.

إسفنديار مير: داعش خراسان يسعى إلى التفوق على الجهاديين المنافسين

لكن العملية الأكثر جسارة حتى الآن وقعت في يناير بتفجير انتحاري مزدوج في إيران أدى إلى مقتل نحو 100 شخص أثناء تأبين قائد الحرس الثوري قاسم سليماني بالقرب من قبره في أكثر الهجمات دموية على الأراضي الإيرانية منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

ولم يكن يُعرف سوى القليل عن غفاري قبل الهجوم على مطار كابول، مما دفع واشنطن إلى إعلان مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يأتي برأسه.

ويتفق مسؤولون في أفغانستان وباكستان والعراق والولايات المتحدة، وأعضاء من حركة طالبان الأفغانية والباكستانية على أن داعش استغل عدم قدرة طالبان على القضاء على قواعده الآمنة في شمال وشرق أفغانستان للتوسع إقليميا.

وقالت مصادر إنه في عهد غفاري، استخدم التنظيم هجمات كبيرة كأداة لاستقطاب الطاجيك والأوزبك في أنحاء آسيا الوسطى وليس الأغلبية البشتونية في أفغانستان التي تشكل العمود الفقري لطالبان.

واستمد تنظيم الدولة الإسلامية اسم خراسان من كلمة قديمة أطلقت على منطقة شملت أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان بالإضافة إلى مناطق من طاجيكستان وأوزبكستان. وتتعهد دعايتها التي تترجمها إلى اللغات الإقليمية بالإضافة إلى الإنجليزية بإقامة خلافة تمتد على ربوع هذه المنطقة.

وقال إسفنديار مير، الخبير الكبير في شؤون أمن منطقة جنوب آسيا في معهد الولايات المتحدة للسلام في واشنطن “يسعى تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان إلى التفوق في الأداء على الجهاديين المنافسين عبر تنفيذ هجمات أكثر جرأة لتتميز رايته، وكي يقتنص وينتزع من المنافسين موارد من المؤيدين المحتملين”.

وعلى خلاف الهجمات الانتحارية الكبيرة السابقة التي نفذها التنظيم، سعى المسلحون يوم الجمعة إلى الفرار واعتقلتهم السلطات الروسية، مما أثار بعض الشكوك في روسيا حول مدى كونهم جهاديين حقا.

تقارير أولية أفادت بمقتل غفاري في أفغانستان في يونيو الماضي لكنه هرب جريحا عبر الحدود إلى باكستان

وقال كولين كلارك، من مركز سوفان البحثي المتخصص في قضايا الأمن العالمي ومقره نيويورك إن هناك عددا من الأمثلة على هروب مسلحين إسلاميين بدلا من تنفيذ عمليات انتحارية، مثل مسلحي داعش الذين فروا بعد الهجوم على قاعة باتاكلان للحفلات الموسيقية في باريس في نوفمبر 2015.

وقال فرانك ماكنزي، الرئيس السابق للقيادة المركزية الأميركية التي تغطي آسيا الوسطى والشرق الأوسط، وأيضا جزءا من جنوب آسيا، إن هجوم موسكو يتسق مع الهدف البعيد لداعش خراسان المتمثل في زيادة عملياته الخارجية التي تتضمن استهداف الولايات المتحدة.

وقال “ما زالوا مصممين على مهاجمتنا ومهاجمة وطننا… أعتقد أن احتمالات ذلك ربما تكون أعلى الآن مما كانت عليه قبل عامين”.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت في إعلان مكافأتها إن غفاري، المعروف باسمه الحركي شهاب المهاجر، قائد عسكري محنك دبر لهجمات انتحارية لتنظيم داعش خراسان في كابول.

وقالت أيضا إن عصمت الله خالوزاي الذي كان يدير شبكة من التحويلات المالية غير الرسمية، تُعرف باسم حوالة، من تركيا، هو “الميسر المالي الدولي” للتنظيم.

التنظيم كثف جهوده لتجنيد مقاتلين أجانب وأعضاء خاب أملهم في طالبان، مع التركيز بشدة على الطاجيك

وجاء في تقرير صدر في يوليو 2023 مقدم إلى مجلس الأمن الدولي عن التهديد الدولي الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية أن عدد أفراد التنظيم في ولاية خراسان يتراوح بين أربعة آلاف وستة آلاف على الأرض في أفغانستان من بينهم المقاتلون وأفراد من أسرهم.

ويقول خبراء أمنيون إن توسع التنظيم يعود إلى انهيار تنظيم الدولة الإسلامية في الحرب في العراق عام 2017.

وقال مسؤول أمني عراقي كبير إن الكثير من المقاتلين الأجانب فروا من العراق إلى أفغانستان وباكستان للانضمام إلى داعش خراسان، حاملين معهم خبرات في حرب العصابات طورت قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات في إيران وتركيا وأفغانستان.

وأضاف أن الأمن العراقي يعتقد أن التنظيم يعمل على إنشاء شبكة إقليمية من الخلايا المقاتلة الجهادية التي قد تساعد في تنفيذ هجمات دولية، بناء على معلومات من العشرات من المجندين الكبار في تنظيم الدولة الإسلامية اعتقلوا في العامين الماضيين.

ويتبع المسؤول العراقي وحدة أمنية تراقب أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والدول المجاورة. ومضى يقول إن اثنين من كبار قادة تنظيم الدولة الإسلامية العراقيين الذين اعتقلتهم تركيا في ديسمبر  وسلمتهم لبغداد قالوا للمخابرات العراقية إنهما كانا يتواصلان مع غفاري للحصول على دعم مالي ولوجستي عبر تبادل رسائل مع عضوين طاجيكيين من تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان في تركيا.

الأمن العراقي يعتقد أن التنظيم يعمل على إنشاء شبكة إقليمية من الخلايا المقاتلة الجهادية التي قد تساعد في تنفيذ هجمات دولية

وقال مسؤول مخابرات في طالبان إن 90 في المئة من قيادات تنظيم داعش خراسان هم الآن من غير البشتون. والطاجيك والأوزبك هما المجموعتان العرقيتان الكبيرتان الأخريان اللتان تسكنان شمال أفغانستان.

وقال مولاي حبيب الرحمن، وهو زعيم كبير سابق لتنظيم داعش خراسان استسلم لطالبان، لوسيلة إعلام أفغانية تدعى “المرصاد” في نوفمبر، إن التنظيم نجح أيضا في تجنيد مواطنين طاجيك.

وأشار تقرير للأمم المتحدة صدر في يناير  حول التنظيم إلى أن التنظيم كثف جهوده لتجنيد مقاتلين أجانب وأعضاء خاب أملهم في طالبان، مع التركيز بشدة على الطاجيك. وجاء في التقرير إن المواطن الطاجيكي، خوكوماتوف شامل دوديودويفيتش، الملقب بأبومسكين، أصبح مسؤولا نشطا عن الدعاية والتجنيد.

ويبلغ عدد سكان طاجيكستان، وهي دولة ناطقة بالفارسية وأغلبية سكانها من المسلمين السنة، عشرة ملايين نسمة. وبعد حرب أهلية طاحنة في التسعينيات، ما زالت واحدة من أفقر الجمهوريات السوفيتية السابقة. ويعتمد اقتصادها كثيرا على التحويلات المالية لأكثر من مليون عامل مهاجر في روسيا.

وقال مسؤولون طاجيك إن كثيرين من الطاجيك المقيمين في روسيا يشتكون من سوء المعاملة مما يجعلهم أهدافا أسهل للمتطرفين لاستقطابهم أثناء وجودهم بعيدا عن وطنهم.

ونفذت السلطات في الكثير من الدول الأوروبية سلسلة من الاعتقالات لأشخاص يعتقد أنهم من داعش خراسان في يوليو وديسمبر من العام الماضي، لاتهامهم بالتدبير لهجمات إرهابية.

وقالت كريستين أبي زيد، مديرة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، أمام لجنة بمجلس النواب الأميركي في نوفمبر، إن داعش خراسان استخدم حتى الآن “مجندين غير محنكين” في محاولات تنفيذ هجمات في أوروبا.

وقال تقرير الأمم المتحدة الصادر في يناير إن تراجع هجمات تنظيم داعش خراسان داخل أفغانستان ربما يكون تجليا لتغير في إستراتيجية غفاري، فضلا عن جهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها طالبان.