المحرر موضوع: ج 2) السنة الآشورية الأكيتو إنعكاس لصورة الكون على الأرض.  (زيارة 383 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل دانيال سليفو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 117
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
(الثقافات العظيمة المؤسسِة للحضارات تنثر بذورها، وتتدحرج ثمارها عبر الزمن، وتُخّلد في الحاضر بأزهى الصور وأرقاها).

محاولة لعصرنة فهم الأكيتو ..مفاهيم ودروس وعبر اجتهادية آشورية .
لوضع الخطوط الرئيسية في مقارنة الحاضر مع ممارسات الماضي نجد:

1- ممارسة الديمقراطية وتواضع الحاكم: في أزهى المظاهر الراقية التي تنسجم مع الديمقراطية بحسب المفهوم المعاصر، نجد انه عندما يصل (الملك) لحضور المهرجان ، يغادر الكاهن الأكبر وينزع عنه تاج المُلك والصولجان والحلقة والعصا وهي من دلائل الشرعية. ثم يجمعهم ويضعهم على قاعدة أمام الآله بيل وكوكبة  المشتري.
ويصفع خد الملك.ويجره من إذنه خلفه ويحضره أمام بيل.ويجبره على الركوع على الأرض.
ويرد الملك: أنا لم أخطئ يا رب كل الأراضي! أنا لم أهمل ألوهيتك! أنا لم أدمر بابل! ولم آمر بحلها! واحترمت معبد الايشاگيل! ولم أنس طقوسها! ولم أضرب خد من تحت حمايتي! . . ولم أقلل من شأنهم! وحميت أسوار بابل! ولم أهدم تحصيناتها الخارجية..
وبعد هذه الطقوس، اذا ذرفت دموع الملك التائب ، فان الالهة راضية عنه. وإذا لم تتدفق الدموع، يكون بيل غاضبًا. بالتالي تقع الدولة تحت تهديد اعتداءات العدو والتنبؤ بسقوط الملك. وبالنهاية يتم تثبيت الشرعية الملكية ومباركتها من قبل الكهنة وأمام أعين الشعب. وبعد أن يلقي (رئيس الكهنة) كلمته، يحفظ الملك كرامته.  ليستعيد  الصولجان والتاج ويعود الى العرش.
ويشترك في حملات الحصاد مع عامة الشعب. لتنتهي الاحتفالات باستكمال وتكريس  النظام في القصر والمعابد الرئيسية مثل بوابة عشتار والأكيتو والايشگالا والإيزيدا.
وهناك أمر أخر، وهو لا يزال مدار الدراسات والبحوث من قبل علماء الأديان المقارنة والمؤرخين الدينيين، الذين يميلون إلى مقارنة طقوس عيد أكيتو والنصوص الاسطورية الأخرى المتعلقة بتموز وبمردوخ وابن الواحد ( آشور)، حيث تنزل إلى العالم السفلي وتتعرض لمعاملة سيئة من قبل القوى الشريرة هناك قبل أن يعود إلى الحياة مرة أخرى، وتتحول من ضحية مغضوب عليها وحاملةً الذنوب الى مُخلّص يظهر لمحاربة الفوضى وقوى الطلام . قام الباحث لويجي كاجني بجمع روايات عن جميع النظريات التي قدمها العلماء فيما يتعلق بتفسير هذه الوثيقة المثيرة للاهتمام للغاية، والتي أطلق عليها اسم "الموت" و"قيامة تموز ومردوخ المفترض". فهل هذا هو وصف طقس يمكن مقارنته بموت المسيح وقيامته، ولو من بعيد؟ ام انها كانت بإرادة الخالق لاظهار الدلائل الأولى الممهدة للعقل البشري للإيمان والاقرار بمجئ المسيح المُخلّص!؟.

2- العلاقة المنتظمة بين الدين بالسياسة:  يمكن وبدقة ملاحظة التماسك والارتباط العضوي بل الاندماج بين المؤسسة الدينية والسلطة الحاكمة وبين ما يمكننا اعتباره بمؤسسة الدولة. ولنا ان نستفيد من هذه الحقيقة ونزيل الجمود والحواجز الوهمية بين كنائسنا والكهنة عن ما هو متفاعل قومياً وتنظيمياً، والسير نحو ما هو مفيد ومثمر وذلك بتنظيم العلاقة فيما بينها، وعدم أحتكار العمل القومي وعزله تماماً عن المؤسسة الدينية التي نجحت الى حد بعيد في إدارة مجتمعاتنا في الداخل والمهجر، وبالتالي ينبغي على دعاة العمل القومي والوطني السياسي نبذ كل ما هو يسئ الى الكهنة والمؤمنين من الاسراف في إلاساءه المبالغ بها وبدون معنى أحياناً أي مجرد رمي الأحجار والتنفيس عن الذات النرجسية والسادية. ومن الأفضل ان لا نقع ضحايا تحت تأثيرالكره والحُب والمواقف المُسبقة، ونعتمد على الفهم والادراك بالحصول على المعلومة الكاملة لاتخاذ القرار والتصرف الصائب.
وذلك إعتماداً على حقيقتين لا يمكن التغافل عنهما بحسب الماضي القريب:
الأولى ان الكثير ممن زاولوا العمل القومي كانوا أعضاءاً نشطين في اللجان الشبابية للكنائس قبل ان يتحولوا الى ممارسة العمل القومي الاجتماعي المؤسساتي او الحزبي. والثانية هي ان الاغلب من كهنة الكنائس، هم من المؤمنين بهويتنا القومية وحقوقنا المسلوبة، وهم أيضاً من المهتمين بالحفاظ على معتقدنا الديني واللغة والوجود، ويمتلكون اسلوبهم في التعبير والأبلاغ، وليس من المفترض ان تتطابق تماماً مع السياسيين القوميين، ومن غير المنصف ان نتدخل في شؤونهم ونحدد لهم طبيعة عملهم وبالتفاصيل، ما دامت لا تتعدى الخطوط الحمراء التي تضّر المصالح القومية والإجتماعية.وينبغي ان لا يؤدي الاختلاف الى خلاف من خلال التواصل الدائم، والتنسيق.
وأخيراً وللعلم فأن التراث الإيماني لكنيستنا المشرقية لا يتناقض أبداً مع التراث الحضاري لحضارة العراق النهرينية منذ سومر مروراً بأكد وبابل وصولاً الى آشور. بمعنى ان هويتنا القومية تنسجم وتتلاقح مع الهوية الدينية، اذ اوجد الله بوادر وتباشير وأدلة أمام العقل والوجدان القديم تمهيداً وتحضيراً وإٍستعداداً للآتي من دعوات دينية وعقائد وممارسات أيمانية، وينبغي أيجاد لغة مشتركة لتنظيم العلاقة وليس الإلغاء والابعاد. وما أعظم ان يتفاعل وينسجم الجسد القومي مع الروح الايمانية إيجابياً وبلغة مشتركة فصيحة، مستلهمين من سيّر عظماء ما بعد المسيحية مثل برديصان وططيانوس والملفان افرام وغيرهم، وسيرة كنيستنا المشرقية وقصص الشهداء والكفاح من أجل البقاء والوجود، فهل يمكن التصدي لهذه المهمة؟

- نحو عملية الفهم الذاتي لتراثنا الكوني عموماً والاكيتو على وجه الخصوص.

ألف)- مهمات وأدوار الأبراج الفلكية في المعتقد والتنبؤات:-
  لقد قسم الفلاسفة والمنجمون القدماء كل ما في الأرض إلى أربعة أقسام، أطلقوا عليها العناصر أو الجواهر، وأسموها النار والأرض والهواء والماء؛ كما قاموا بتقسيم الأجرام السماوية إلى تلك العناصر أو الجواهر، وخاصة الأبراج، والكواكب، والشمس، والقمر. وكانت علامات البروج تسمى المثلثات أو الثلاثيات. والأبراج النارية هي برج الحمل، والأسد، والقوس. والأبراج الترابية هي برج الثور والعذراء والجدي. الأبراج الهوائية هي الجوزاء والميزان والدلو، والأبراج المائية هي السرطان والعقرب والحوت.
وهكذا تتناوب العناصر الأربعة والابراج، وتأثيرها عبر العام لثلاث مرات دورياً خلال الأشهر الأثناعشر. مما أدى الى أيمان الكهنة بأهمية الدعاء الى القوى الكامنة في هذه العناصر الساكنة في أبراج السماء، وشهور السنة لتبارك وتحرس المدن المهمة مثل نينوي وأشور وكالخو وأربأيلو، ويتم محاكاة صورة أبراج السماء في الأرض من خلال مهرجان الأكيتو بايامه الاثنى عشر، و التأكيد على التطهير برش الماء، و إستخدام النار باستخدام المباخر والمشاعل، والقفز من فوق النار من أجل تطهير الروح من الذنوب، وممارسة التضحية بالثيران والخرفان الممثلة لعنصر أو البرج الترابي ، ويدل دماء الأضاحي المسفوك على الحياة وأُعتبر عنصراً خامساً.

باء)- الأكيتو والعناصر الأساسية:-
يمثل مهرجان (ريش شيتو) أكيتو بحسب التقويم البابلي – الآشوري، الاحتفال بمشاركة العناصر ( الماء والنار والتراب والهواء)  للأشهر الثلاث وأبراجها ( الحوت والحمل والثور و الجوزاء) والتي تتحكم بمصائر البشر في الأشهر:
* آذار:  وهو الشهر الأخير من العام المنصرم ويمثل برج الحوت المائي الذي يحاول منع قدوم العام الجديد لتستمر الفوضى والقحط والظلام.! بحسب الأسطورة.
* نيسان:  وهو الشهر الأول من العام الجديد، ويمثله برج الحمل الناري، ومجئ المنقذ الإلهي والبشري التموزي ومردوخ وآشور السماوي، ويمثله على الأرض ابن الاله وهو الملك، والذي بممارسات الاكيتو ودعوات الكهنة وجموع الشعب، يتم أنقاذ الحمل المُخلِص من جوف حوت العام الماضي. ليتم ترتيب الكون ومصائر البشر في العام الجديد.
* مايس: وهو الشهر الثاني من العام الآشوري الجديد، ويمثل الثور الترابي أي الأرض، حيث يستقر عليه تموز ويهدأ بعد خلاصه من خطر حوت العام المنصرم والفوضى، لتستقر الأمور وتبدأ الحياة الجديدة.
* حزيران:  وهو شهر الجوزاء الهوائي، حيث بتأثيره تعود الأنسام ( نشما ) ويتم الحصاد الجماعي .

( يُتبع).......
لقراءة الجزء الأول إنقر:
https://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,1056378.0.html


غير متصل قشو ابراهيم نيروا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4732
    • مشاهدة الملف الشخصي

غير متصل قشو ابراهيم نيروا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4732
    • مشاهدة الملف الشخصي

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شلاما
يجب الاكتفاء بذكر اكيتو دون العمر الافتراضي الزمني لان ذلك خطا
الدكتور خزعل الماجدي  في كتابه عيد اكيتو من الجذور السومرية الى الافاق العالمية
صفحة ٨ ( اكيتو الاشوري عيد قديم في اشور لا نعرف بدايته )
. أكيتو الآشوري
عيد قديم في آشور لاتعرف بدايته ، لكن وجود آثار مايعرف ب ( بيت أكيتو
) في:
1
.آشور يسمى (بيت السهوب) أو (قصر السهوب) .
2
.في أ
ربيل ( بيت الصلاة ) كان مقاماً في منطقة تدعى ( ملّكيا ) .
وكان هناك بيت أكيتو عشتار وبيت أكيتو آنو في العصر السلوقي ، هذا يحيلنا
الى أن بيت أكيتو متعدد حسب اسماء الآلهة المحتفى بها أو أنه بيت للصلاة .
ي على التوالي: شيدت المعابد في مدينة آشور على فرع نهر دجلة القديم وه
معبد آشور، زقورة إنليل، القصر القديم والمقبرة الملكية، معبد آنو أدد
المزدوج، القصر الجديد، بيت الاحتفالات السنوية (بيت أكيتو) ويقع خارج
السور.
ولبيت الاحتفالات (بيت اكيتو) دور مهم إذ تنتقل إليه جميع الآلهة بواسطة
الزوارق الخاصة بها في رأس ا
لسنة العراقية القديمة للاحتفال بالعيد ثم تعود
ثانية ولذلك كان لا بد من أن تكون المعابد وبيت الاحتفالات جميعها مطلة
على النهر.
بيت أكيتو معبد خاص باحتفالات رأس السنة في آشور ولم يعثر عليه في بابل لحد الآن
بيت أكيتو ليس معبداً بالمفهوم المتعارف عليه:
1
.لا
2 نجد فيه ما يحتويه المعبد من دكة للقرابين أو محراب يوضع فيه تمثال الإله لذلك
.وظيفة دينية محددة وخاصة بالاحتفال الذي يقام في رأس السنة
وأوضح مثال على هذا البيت هو الأنموذج الذي تم اكتشافه من قبل البعثة الألمانية في آشور والذي بناه الملك الآشوري سنحاريب في
القرن السابع ق.م،
900 ويقع على بعد
م من معبد آشور خارج أسوار المدينة،
. وكان موقعه في بابل خار
كان معبداً حيوياً خاصاً بالاحتفال بعيد السنة ال سنة الجديدة، وكان أصغر من المعبد ولكن ليس أقل ميزة عنه
ج أسوار المدينة
على بعد حوالي
200
م إلى الشمال من بوابة عشتا
ر.
وعلى الرغم من أنه لم يتم العثور على بناية بيت أكيتو خلال التنقيبات الأثرية التي أجريت في بابل ولكن وصف هذا البناء يعتمد على ح
جم البناء
وبقاياه، وأيضاً من الحدس، ومن المصادر الآشورية المتأخرة المعروفة جيداً من الكتابات الخاصة بالملك الآشوري سنحاريب والت
ي كانت مخصصة
لبيت أكيتو في أشور.
ربما عرف الآشوريين هذا العيد في وقت نجهله لكن وجوج النفوذ السومري والأكدي المبكر في آشور حوالي
2500
ق.م يمكن ان يكون بداية له وربما
1208 -1244 جاء عن طريق البابليين مع نفوذ حمورابي أو بعد أن غزا الملك توكلتي ننورتا الأول (
ق.
م.) بابل وأخذ تمثال مردوخ كغنيمة، وقد احتفل
به الآشوريون وتوقف البابليون بالاحتفال به مائة عام .