المحرر موضوع: احتفالات عيد الفصح ورمضان تجسد روح التعايش السلمي في البحرين  (زيارة 80 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31540
    • مشاهدة الملف الشخصي
احتفالات عيد الفصح ورمضان تجسد روح التعايش السلمي في البحرين
راعي الكنيسة الإنجيلية لـ"العرب": هناك قيم ومعانٍ مشتركة تجمع بين الصوم في المسيحية والإسلام.
سوسن فريدون

قداس عيد الفصح في الكنيسة الإنجيلية
تزامن الصوم الكبير لدى المسيحيين هذا العام مع صوم المسلمين لشهر رمضان، وهو ما تفاعلت معه الكنيسة الإنجيلية في مملكة البحرين، حيث نظمت مائدة إفطار سنوية. ثم جاءت احتفالات عيد الفصح لتكون مناسبة يؤكد فيها راعي الكنيسة القيم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين وتعايشهم السلمي على أرض البحرين.

احتفل المسيحيون في البحرين الأحد بعيد الفصح وسط اندماجهم الفريد في شهر رمضان المبارك، حيث يتمتعون بحرية ممارسة شعائرهم الدينية، وهو ما يُبرز مملكة البحرين كنموذج للتعايش السلمي بين مختلف الأديان، لاسيما مع المبادرات التي اتخذتها للتأكيد على أهمية التسامح والاحترام المتبادل بين أتباع الديانات المختلفة كوسيلة لتحقيق السلام.

وأوضح راعي الكنيسة الإنجيلية في البحرين القس هاني عزيز في حديث مع “العرب” أن “كلمة فصح مشتقة من العبرية، وتعني العبور، وهو عيدٌ يحيي فيه اليهود ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية، لكن عيد الفصح في المسيحية يرمز إلى صلب ودفن السيد المسيح ومن ثم قيامته”.

وقال إن عيد الفصح يعد عيدا هاما لدى الطوائف المسيحية، “فهو يرمز إلى التضحية والبذل وموت السيد المسيح من أجل خطايانا، والتي دفع ثمنها بدمه عندما صُلب”.

القس هاني عزيز: الكنيسة الإنجيلية سباقة في التواصل مع أطياف المجتمع البحريني في جميع المناسبات
القس هاني عزيز: الكنيسة الإنجيلية سباقة في التواصل مع أطياف المجتمع البحريني في جميع المناسبات
وحول شعائر وطقوس عيد الفصح ذكر أن “الكنيسة الإنجيلية الوطنية أقامت في باحتها الخارجية قداسا في الخامسة والنصف فجر يوم الأحد، أي يوم العيد، بمشاركة جميع قساوسة الكنيسة وبحضور نحو ألف شخص. وتضمن القداس ترانيم وقراءات من الكتاب المقدس حول هذا اليوم، وكلمة للقساوسة عن هذا العيد ودلالاته. وفي نهار العيد يتبادل المسيحيون الزيارات العائلية”.

وإثر سؤاله عن تزامن زمن الصوم الكبير لدى المسيحيين مع شهر رمضان لدى المسلمين هذا العام، أشار إلى أن “هناك قيما ومعانٍي مشتركة تجمع بين الصوم في الديانتين، منها ارتقاء الإنسان أخلاقيا وروحيا فوق الماديات، وتهذيب النفس من خلال الامتناع عن الأهواء والرغبات، وليس عن المأكل والمشرب فقط. كما أن الصوم وسيلة للتقرب إلى الله، وتنقية القلب، والابتعاد عن المعاصي، وفعل الخير والإحسان”.

وتروج الكنيسة الإنجيلية الوطنية في البحرين لروح التضامن مع المسلمين خلال شهر رمضان، من خلال مبادرات وأعمال خيرية مثل إقامة مائدة إفطار رمضانية سنوية للعمال الوافدين إلى البحرين، وتوزيع وجبات إفطار على المارة حول محيط الكنيسة وعلى ركاب المركبات قبيل موعد الإفطار. كما تقوم بتوزيع السلال الرمضانية على الأسر المتعففة في مبادرة تتجلى فيها روح التكافل المجتمعي.

وقال القس هاني عزيز إن “الكنيسة الإنجيلية الوطنية سباقة في التواصل مع أطياف المجتمع البحريني في جميع المناسبات، وهو ما يعزز مكانتها”.

من جانب آخر أكد راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية، وهي أقدم كنيسة في منطقة الخليج العربي تم تشييدها عام 1906، أن المسيحيين في البحرين يتمتعون بكامل حقوقهم دون تمييز، ويمارسون شعائرهم الدينية بحرية.

وحول تاريخ المسيحية في البحرين ذكر أن “المسيحية موجودة في البحرين من قبل ظهور الإسلام، وهناك شواهد تاريخية تشير إلى ذلك، مثل منطقة الدير، والدير هو مكان العبادة والتأمل للرهبان، وكذلك منطقة قلالي المشتق اسمها من القلاية وهي مسكن الراهب ومكان خلوته”.

وتوجد في البحرين قرابة 20 كنيسة مسجلة تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية، فيما تتوزع الجالية العربية المسيحية بين الكنيسة الإنجيلية الوطنية والكنيسة الكاثوليكية وكنيسة السريان الأرثوذكس، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية.

وتولي البحرين تعزيز التسامح والتعايش بين مختلف الطوائف والأديان أهميةً، وقد اتخذت عدة مبادرات في هذا الشأن، من بينها إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، الذي يجسد رؤية العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة للانفتاح على الآخر واحترام كافة الأديان والمذاهب، باعتبار ذلك أساسا لتحقيق السلام العالمي.

ويعمل المركز مع شركاء مرموقين، من بينهم جامعات عالمية عريقة. وفي عام 2018 تم تدشين “كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي” في جامعة سابينزا في العاصمة الإيطالية روما، والتي تعد الأقدم في أوروبا.

الكنيسة الإنجيلية في البحرين تروّج لروح التضامن مع المسلمين من خلال أعمال خيرية مثل إقامة مائدة إفطار رمضانية سنوية

كما توجد على أرض البحرين أكبر كاتدرائية كاثوليكية في منطقة الخليج العربي، تم افتتاحها في ديسمبر 2021. وقد تبرع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بالأرض لبناء كاتدرائية “سيدة العرب” الواقعة في منطقة عوالي جنوب البلاد.

وأكد القس هاني عزيز، المقيم في البحرين منذ نحو عشرين عاما، أن “جميع رجال الدين وأتباع الديانات المختلفة يحظون باحترام وتقدير في البحرين قيادةً وشعباً، وهو ما يتجلى في مضامين خطابات الملك حمد بن عيسى آل خليفة التي تؤكد دائما على قيم التسامح والتعايش”.

ويرأس القس هاني عزيز جمعية البيارق البيضاء في البحرين، وهي تهدف إلى السلام والمحبة ونبذ العنف ومكافحة التطرف والإرهاب. كما تجسد التنوع وتدعم التعايش والتسامح بين أطياف المجتمع.

وفي سياق نشاطات الجمعية قال إن “الكنيسة تقيم سنوياً فعالية وقفة سلام في أحد المواقع التاريخية في البحرين، بحضور ومشاركة أفراد وممثلين من مختلف الطوائف والأديان. كذلك نقيم في مبنى الكنيسة صلاة لأجل السلام متعددة اللغات، يشارك في تقديمها أفراد من مختلف الطوائف والجنسيات”، في إشارة منه إلى أن مثل هذه الفعاليات تجعل الكنيسة جزءاً من نسيج المجتمع البحريني.

غير أنه يأمل في تعزيز التنسيق والتعاون المشترك بين الطوائف المسيحية المختلفة في البحرين، ويقول “هناك تنسيق على المستوى الشخصي بين القساوسة والكهنة، كما تنظم بعض الكنائس فعاليات تستضيف فيها غيرها من الكنائس وتقام فيها صلوات جماعية وترتل الترانيم، لكنها ليست بالمستوى المأمول، إذ نطمح لأن تصبح هذه التجمعات واللقاءات دورية”.