المحرر موضوع: رحلة في زمن كنيسة أم المعونة  (زيارة 164 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رحلة في زمن كنيسة أم المعونة.
بقلم/ سلوان ساكو
خطوة محمودة قام به غبطة الكاردينال البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بطريرك الكلدان، وبجهود بارزة من قبل سيادة المطران ميخائيل نجيب ميخائيل مطران أبرشية الموصل وعقرة للكلدان، في إعادة بناء وتطوير كنيسة ومدرسة أم المعونة، في منطقة الدواسة على الضفة اليُمنة من مدينة الموصل. بعد أن عاث فيها تنظيم داعش الأرهابي دماراً قبل سنوات قليلة.
كلمة البطريرك الكلداني مع حفّظ الألقاب في حفل الافتتاح والتدشين كانت قوية ومؤثرة وذات دلالات ومعاني كبيرة، ارتكزت على العتب والتغيرات التي حدثت في نسيج العلاقات الاجتماعية، وازدواجية المعايير في التعامل مع مكون اصيل كان يقطن ويعمل وينتج ويُبدع في هذه المدينة التاريخية، التي خدم فيها غبطته فترة زمنية طويلة حين كان كاهنا في ذات الكنيسة على فترتين مختلفتين، قبل أن يصبح مطرانا على كركوك، وبعدها بطريرك على كرسي الرئاسة الكلدانية في بغداد.
جاء بناء كنيسة أم المعونة مع بداية نهاية الحرب العالمية الثانية بتاريخ 15 اب 1944، حيث وضع غبطة البطريرك مار يوسف عمانؤيل الثاني حجر الأساس، مع نخبة من الشخصيات المسيحية الموصلية الأصيلة. انتهى البناء في وقت قياسي حيث فتحت الكنيسة في 14 نيسان من سنة 1946، بعد أن وضعت الحرب اوزارها، صادف  ذلك اليوم احد السعانين، بعد ذلك بُنيت مدرسة أهلية مختلطة مع صفين لرياض الأطفال. تغيرت بعض الأمور مع تغيير الظروف السياسية المتلاحقة ذلك الوقت، منها تحويل اسم المدرسة من أم المعونة إلى مدرسة أور بعد ذلك عادت إلى اسمها الأول، كما حصلت بعض الإشكالات في بداية السبعينات بسبب التأميم ولكن بقوة وشكيمة الشهيد المطران مار بولص فرج رحو حيث كان كاهن وقتها بائت كل محاولاتهم بالفشل وظلت الكنيسة والمدرسة ضمن املاك الطائفة الكلدانية.
بعد قرابة 80 عام على تشييد الكنيسة جرت مياه كثيرة تحت الجسر وتغير المناخ العام للمدينة التي كانت تحتضن الجميع بغض النظر عن الهوية الدينية، نعم كانت هناك تجاوزات من هنا وهناك، أو تصفيات جسدية في حقبة بما يسمى ثورة الشواف التي ظلت عالقة في ذاكرة الموصلين، ولكن لم تتخذ طابع جذري له اساس في بنية المجتمع، اعُتبرت أزمة مؤقتة ذات صراع سياسي بين قوة ارادت فرض سيطرتها على المدينة، لم تؤثر بشكل عميق على نسيج المدينة المتماسك من قرون. الحرب العراقية الإيرانية كانت سببا في تلاحم هذا النسيج اكثر  حيث أعطت العوائل الموصلية المسيحية الكثير من الشهداء منهم من كان ضباطا في الجيش، أفواج المعزين بذلك المُصاب كانت من مسلمي المدينة.
ظلت منطقة الدواسة منطقة مسيحية بامتياز خاصة في ما يخص محيط الكنيسة، حيث تجمعت العوائل المسيحية حول كنيستهم وامتدت إلى منطقة الطيران والدندان والجوسق، حيث الأغلبية العظمى مسيحية، سواء كانوا كاثوليك أو أرمن. من جهة كنيسة الساعة والمياسة نزولا عند شارع فاروق القديم وما يتبعهم كانت اغلبية العوائل من نازحي قرى الشمال، تجمعهم كاتدرائية الشهيدة مسكنتا ودار المطرانية ودار الراهبات، بالإضافة إلى منطقة الميدان وكنيسة مار يوسف التي ظل فيها عدد لا بأس فيه من المسيحيين القدماء مع ما وفد من شمال العراق أليها. أستمرّ هذا الوضع اكثر من خمسين عاما، تحولات دراماتيكية كثيرة حدثت بعد عام 2003 الجميع بات يعرفها لا داعي لذكرها الان.
الأكيد أن سيادة البطريرك مار لويس ساكو، يحاول قدر المستطاع لملمة جارح الكنيسة الكلدانية والتي تواجه تحديات صعبة ووجودية في آن واحد ليس اولها نزيف الهجرة ولا اخرها  المرسوم الجمهوري بسحب التعين المذكور، وانتقال البطريرك لاحقاً إلى الاقليم الكردي فيما يشبه المنفى، كل هذا وغيره وضعت الطائفة الكلدانية بشكل خاص والمسيحية بشكل عام أمام  سلسلة من الأحداث والإشكالات  يصعب التكهن بنهاياتها. الجميع اليوم  بات يعلم سواء من مهم في الداخل العراقي أو في دول المهجر  أن موضوع سحب  المرسوم 147 اكبر من ريان الكلداني نفسه ورئيس الجمهورية، القضية اعمق ومتورط فيها اشخاص نافذين سواء على الصعيد الديني ( الكاثوليكي) أو على الصعيد السياسي الكردي. في جميع الأحوال البطريرك ساكو ظل صلب وصادق وشفاف حيث لم يُهادن ولم يُجامل على حساب الدين والعقيدة، عملاً بمقولة السيد المسيح (فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا).
يظل شيءً اخيراً ، هل يحدث تغير حقيقي في بنية المجتمع العراقي، والعودة مجدداً لقيم الانسانية والأخوة والتضامن والتعايش الاجتماعي كما كنا سابقا، صعب جداً على الاقل في المنظور القريب، حيث لن يتغيّر شيء في بلد يصرّ على البقاء في أسر الشعارات الطائفية الفارغة وإقصاء الآخر وعدم القدرة على استعاب التنوع، لوحة الفسيفساء التي جمعت جميع اطياف الوطن الواحد تحطمت على صخرة التعصب والجهل والعشائرية المُقيتة، وليس بالإمكان إعادة تشكيلها من جديد.


غير متصل David Hozi

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1100
  • الجنس: ذكر
  • إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الى كاتب المقالة ..يرجى تصحيح الخطا الذي ارتكبته بكلمة الطائفة الكلدانية في مقالتك ..ارجو منك التصحيح لان الكلدان قومية كبيرة وام لكل الكنائس في العراق وتعداد القومية الكلدانية ثمانين بالمئة من المسيحيين في العراق ....وشكرا لك

غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20796
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز  سـلوان سـاكو
تحية ومحبة
اسمح لي ان اشاركك في هذه الفرحة الكبيرة بافتتاح بيت الرب الجديد بعد ان دمروه الاوغاد الشياطين

آية (مز 127: 1): إن لم يبن الرب البيت فباطلا يتعب البناؤون ...











may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ