المحرر موضوع: وجهة نظر مغايرة .. للناسخ والمنسوخ  (زيارة 92 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف تيلجي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 474
  • كاتب ومحلل في مجال نقد الموروث الأسلامي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                    وجهة نظر مغايرة .. للناسخ والمنسوخ
الموضوع :
بداية لا بد لنا ، أن نعرف ما هو الناسخ / الحكم المتأخر ، والمنسوخ / الحكم المتقدم . وسوف لن اخوض في التفاصيل قدر الأمكان ، لأن المقال مجرد أضاءة مقتضبة . وكتمهيد أنقل من موقع / أسلام ويب ، التالي( فالناسخ والمنسوخ : مصطلحان أصوليان ، والنسخ : هو رفع الحكم الشرعي المتقدم بخطاب متأخر بحيث لو لم يرد لكان الحكم الأول باقياً ، وأركانه ثلاثة:                     أ - الناسخ وهو الله ورسوله فيما أذن الله به ، وعليه فلا يمكن لأحد كائناً من كان أن يدعي نسخ حكم شرعي إلا ببيان من الكتاب أو السنة . ب - المنسوخ عنه : وهو الحكم المتقدم . ج - المنسوخ إليه : وهو الحكم المتأخر . ) .                    * والآية التالية هي مصدر الحكم القرآني ، بهذا الصدد ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ / 106 سورة البقرة ) . وسأقدم تفسيرا مختصرا للآية أعلاه وفق بن كثير ، وسأجزءها لثلاث مقاطع :                                                                                                                                  1. قوله { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ } ، قال ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ما ننسخ من آية ، ما نبدل من آية . وقال ابن جريج ، عن مجاهد : ما ننسخ من آية ، أي : ما نمح من آية . وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ما ننسخ من آية ، قال : نثبت خطها ونبدل حكمها .                                                                                                                        2 . وقوله { أو ننسها } : فقرئ على وجهين " ننسأها وننسها " . فأما من قرأها " ننسأها " بفتح النون والهمزة بعد السين فمعناه : نؤخرها . قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ما ننسخ من آية أو ننسئها ، يقول : ما نبدل من آية ، أو نتركها لا نبدلها . وقال مجاهد عن أصحاب ابن مسعود : أو ننسئها ، نثبت خطها ونبدل حكمها .                           3 . وقوله { نأت بخير منها أو مثلها } ، أي : في الحكم بالنسبة إلى مصلحة المكلفين ، كما قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : نأت بخير منها ، يقول : خير لكم في المنفعة ، وأرفق بكم . وقال أبو العالية : ما ننسخ من آية ، فلا نعمل بها أو ننسأها ، أي : نرجئها عندنا ، نأت بها أو نظيرها .

القراءة :                                                                                                                                   * - تعليقا على تفسير موقع / أسلام ويب ، في أعلاه ، والذي بين أن " الناسخ وهو الله ورسوله فيما أذن الله به " .. والتساؤل هنا : هل القرآن هو من لدن الله ، أو من عند الله ومحمد معا ، حتى يكون لمحمد حقا أو أمرا بالنسخ ! . من جانب أخر ، هل كلام الله قابل للتبديل ، وهل أحكام الله بالأمكان أن تؤخر أو أن تؤجل ! ، وأخيرا ، كيف لكلام الله ان يبدل بأخر أفضل منه ، وهل كلام الله فيه الجيد وفيه غير ذلك ! . هذه مجرد تساؤلات بنيت أساسا على التفاسير أعلاه .                                                                                                               
* - كيف يكون للقرآن آيات منسوخة وهو كتاب أزلي من الله ﴿ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ / 22 سورة البروج ﴾ . وكيف تكون آياته غير محكمة وقابلة للتغيير والتبديل والتأخير .. والآية تنص على ( الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِير / 1 سورة هود ) . ولما كان القرآن فيه نسخ ، أذن كانت هناك أحكاما غير صائبة أو باطلة ، وهذا خلافا للآية ﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ / 41 ، 42 سورة فصلت ﴾ .                                                                                   
* - قد أختلف الفقهاء وأهل العلم في تحديد عدد الآيات المنسوخة ، ومنهم من قال أنها فقط عدة آيات ، فقد ورد في موقع / ملتقى أهل التفسير ، التالي { كتب د . عبدالله الشنقيطي ، كتاباً في الآيات المنسوخة عنوانه ( الآيات المنسوخة في القرآن الكريم ) ذكر فيه أن ما ثبت عنده نسخه من الآيات 9 آيات فقط ، دخلها نسخ في سبعة موضوعات ، ولم يجد آية اتفق العلماء على نسخها غير آية تقديم الصدقة لأجل النجوى بين يدي النبي وأما غيرها من الآيات ففيها خلاف .. } .       ولكن الأشكال أن مواقع أخرى ذكرت غير ذلك ، فقد ورد في موقع / المكتبة الشاملة ، التالي { تعددت دعاوى النسخ في الكتب التي تعرضت لمسائل النسخ ، ورتبها د .عبدالله الشنقيطي ، مبتدأً بأكثرها : د . مصطفى زيد - عدد الآيات المدعى عليها النسخ 293  آية . ابن الجوزي - عدد الآيات247  آية . السكري - عدد الآيات218  آية . ابن حزم - عدد الآيات 214  آية . ابن سلامة - عدد الآيات213  آية . الأجهوري - عدد الآيات213 آية . ابن بركات - عدد الآيات 210 آية } . 
* - مما سبق ، يتبين لنا ، أن موضوع - عدد الآيات المنسوخة جدا أشكالي ، لعدم وجود أي توافق منطقي بعدد الآيات المنسوخة ، والتي تترواح هامش أو سقف الفروقات بين 7 الى 293 آية .. هذا هو ديدن الفقهاء والشيوخ ، وهذا يقودنا بأن نقول ، أن كل الأعداد السابقة ممكن أن تكون غير صحيحة ، لأنها غير متقاربة ، وأن الأختلاف المنطقي ، ممكن أن يكون بفارق آية واحدة أو أثنتين أو ثلاثة ، ولكن هنا الأختلاف كبير ، وبالتأكيد كل فقيه منهم له حججه ودفوعاته ! .                                                                     
* - أن النسخ / بل أسميه التقاطع - بدأ من هذه النصوص ، التي تؤشر على تغير في دعوة محمد ، فمثلا حرية الأيمان ، بالآية ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا / 29 سورة الكهف ﴾ ، أعقبتها آية لاحقا ، ألغت مفهوم الأختيار ، وكرست ثقافة الموت ، وهي ﴿ فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / 5 سورة التوبة ﴾ .
خاتمة :                                                                                                                                 مما سبق أرى أن كنه الموضوع ، هو لا ناسخ ولا منسوخ ، ولا تبديل أحكام ، ولا تغيير منطوق آيات ، ولا تأخير أو تقديم في الآيات .. ، والعنونة " الناسخ والمنسوخ " - أنما هي ترقيع للموضوع ، فحقيقة الأمر هو رسم أيدولوجية جديدة للدعوة الأسلامية ، من أجل السيطرة على القبائل التي لم تسلم / من المشركين والكفرة من اليهود والنصارى - وفق المنطق القرآني ! ، مع أخضاع الأمصار لمحمد ،  وما يرافق ذلك من سبي ونهب للأموال وفرض الجزية .. من المؤكد أن هذه الأمور وغيرها تحتاج الى تغيير لستراتيجية نهج محمد ، فأتت آية { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون / 29 سورة التوبة } ، والتي تفسيرها وفق موقع / الأسلام سؤال وجواب " ومعنى هذه الآيات : أن هذه براءة من الله ومن رسوله إلى جميع المشركين المعاهدين : أن لهم أربعة أشهر يسيحون في الأرض على اختيارهم ، آمنين من المؤمنين ، وبعد الأربعة الأشهر فلا عهد لهم ، ولا ميثاق .. " . وعززت هذه الآية / وغيرها ، بالحديث التالي " وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ . مُتفقٌ عليه " .                                                                                            أن ديمومة دعوة محمد ، ليست جدال ودي سمح ، كأية " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ / 125 سورة النحل " ، بل هي أشهار للسيف في مواجهة كل من لم يؤمن ويخضع ل " محمد " ، ومن ثم أن يسلم ! .. نقطة رأس السطر .