المحرر موضوع: مواضيع مكروه بالرغم من انها اساسيه في الحياة والمجتمع  (زيارة 23 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد عيسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 340
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مواضيع مكروه
بالرغم من انها اساسيه في الحياة والمجتمع

 
الدكتور
خالد اندريا عيسى

 
 
ترهقني وتتعبني وحتى تؤلمني جدا الكتابة عن مبادئ التربية والتعليم والأخلاق والذوق العام، ومع هذا تحصد مثل هذه المقالات على أقل عدد من القراء والمتابعين، وغالباً ما تتناسى الأغلبية مضامين رسالتها المهمة، لميل النفس إلى تقبل السهل من الأمور، والمسؤولون لدينا لا يختلفون بالطبع عن غيرهم من البشر في طريقة تعاملهم السلبية وغير الواقعيه مع المواضيع المقلقة، خاصة إن كان علاجها يتطلب «شيئاً» من التفكير والجهد الذهني والذكاء الفطري.
خراب الطرق مقدور عليه، ويمكن إصلاح ما خرب منها، وخراب الاقتصاد يمكن تجنبه بعد فترة، وتعديل موازينه، وخراب الإدارة الحكومية يمكن تطويره بالأجهزة والأنظمة الحديثة، لكن خراب الأخلاق والذوق العام، بما في ذلك التربية والتعليم ، لا يسهل أبداً علاجه متى ما تجذر في النفوس والعقول والنفوس، وأصبح الغش والتدليس والتزوير والتخريب والكذب والخداع هي القاعدة والاساس، وهي التي نحصل عن طريقها على كل ما نريد!
 لذا زادت بيننا أعداد حاملي الشهادات الدراسية العليا بالذات، المزورة وغير المعتمدة، والوهمية، وزادت نسبة من يغشون في الانتخابات، بدعم من قطاع كبير في المجتمع، وبمباركة من الوالدين، وزادت بيننا ظاهرة سعي، الأب غالباً، لاصطحاب ابنه الصغير أو المراهق، للمستوصف لاستخراج شهادة مرضية له، حتى لو كان في كامل صحته، ليعلمه كيف يكون غشاشاً وكاذباً.!فكيف لشعب يجتمع مئات الآلاف منه في دور العباده، لأداء مختلف أنواع الصلوات، وفي خارجه يرتكبون عشرات آلاف المخالفات المسجلة رسمياً بحق مختلف الأطراف؟
كيف يمكن تفسير هذا التناقض بين كل هذا الانغماس في العبادات، الظاهرية منها بالذات، وكل هذا الخشوع في مواسم الاعياد والعبادات بصوره كامله، وما يقابله من اقتراف لكمٍّ رهيب من مخالفات قوانين الدولة وأنظمتها، والغش وارتكاب المعاصي والإساءة للدولة والأملاك العامة وأملاك الغير، بتعمّد واضح غالباً؟ وعندما يعرض في التلفزيون مسلسل يبيّن خراب البيوت، تحيل الجهات المعنية كل أطراف المسلسل من منتجين وممثلين للنيابة، وتزيد على ذلك بحرمان كل من اشترك في ذلك المسلسل «الأجنبي»، وقبل صدور حكم المحكمة بشأنه، من العمل في أي نشاط فني أو ثقافي؟ ثم ليقوم فريق بالتهديد، والتحرك السريع لرفع قضايا في المحاكم على كل من تعمّد الحط من قدر ممثلة في ذلك المسلسل، أو بطلته. وليتصدى لهم فريق آخر متعهداً بالدفاع عن كل من سترفع الممثلة قضية عليهم، بحجة أن ما ورد في ذلك المسلسل لا يمثّل حقيقة المجتمع العربي، النقي التقي الطاهر، علماً بأن لا شيء في ذلك المسلسل تعرّض لطريقة معيشة فرد أو أفراد معينين يعيشون في ذلك البلد، ولا تطرق لأسلوب حياتهم، مع إصرار أطراف أخرى، تدعي مثيل فناني الوطن، بأن «مجتمعنا» ليس به ما يتطلب تسليط الضوء