المطرانان المغيبان : رمز قضية مسيحيي الشرق
انت مصلوب
او تصمت خجلا وضعفًا وعجزا ويأسا
او تبقى - رغم كل الجراح - تحمل قضية في ضميرك والعقل
ضد التآمر ضد الخبث والتواطؤ
انت ، مثل المطرانين المغيبين يوحنا وبولس من حلب ، مثل المطران فرج رحو المذبوح في نينوى ،
مثل المطران مار ماري المطعون على مذبح كنيسته في اوستراليا ، مثل الوطن المعلق ،
انت ضحية هذا الشرق المعمد بالعنف والكراهية والحقد والالغاء والأحادية والجنون ،
انت ضحية هذا الغرب الذي فقد قيمه والمبادئ .
احد عشر عاما والسر مقفل . لا يعودان بطلين ولا يستشهدان قديسين .
لكننا لن نسكت . لن يمحو احد ذاكرتنا .
لن ندفن قبل ان نموت .
ربما فينا بعد ذرة ذلك الايمان الذي ينقل جبلا من مكان إلى آخر ، والذي كما في رجائنا يدحرج حجر
القبر والموت .
غمرتنا الحروب والاحتلالات والابادات والقهر وصور النعوش والجثث والدمار ، انه عالم بلا قلب !
وقد يسأل جاهل ، ما بالكم مع حرب أوكرانيا ، ومجازر غزة ، وتهجير شعب في كاراباخ ، وفشل دول
وانظمة وتفتتها ، تعودون إلى مطرانين أرثوذكسيين ؟ من يهتم ؟ انسوا ، أكملوا حياتكم واسكتوا .
أصلا انتم كلبنانيين آخر من يحق لكم اي كلام .
لكن في ضميرنا هما حضور في حضرة غيابهما ، ونبراس لمن يحمل بعد مشعل قضيتنا ،
هما ذاكرتنا ليس من آجل إلا ننسى وحسب بل من أجل إلا تعاد المآسي ، ذلك ان التاريخ لا يتكرر إلا
بالنسبة إلى من ينسى .
هما اختصار للمسيحية المشرقية ، انتهت او على وشك ، ماتت ولم تدرك ، مجهولة المصير .
ونحن في لبنان غارقون في خطايانا ، لا نؤسس لدولة ولا لحكم ، لا نحاسب لا من نهب ثرواتنا ولا
من فجر عاصمتنا ، نترك موقع الرئيس المسيحي الوحيد من المغرب حتى إندونيسيا فارغا في شرق
قد يعاد تركيبه ونحن غافلون ومنقسمون .
في جلسة صفاء وفكر قبيل خطفهما ، قال لي المطران يوحنا : " خائف جدا على سوريا الدولة
والشعب ، لكني مؤمن ان لبنان يبقى الواحة والمثال ، وان روح لبنان وحرياته قد ترسم وجه الشرق
هل سنتمكن من اعادة بناء هيكلنا من اجل وطن رسالة وشرق متنوع حر ؟
كلمة الملفونو حبيب أفرام في الذكرى الحادية عشرة
لتغييب المطرانين يوحنا وبولس اوتيل كبريال
الاشرفية بيروت لبنان في ١٧ نيسان ٢٠٢٤