المحرر موضوع: المطرانان المغيبان : رمز قضية مسيحيي الشرق  (زيارة 51 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حبيب افرام

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 34
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
المطرانان المغيبان  : رمز قضية مسيحيي الشرق

انت مصلوب

او تصمت خجلا وضعفًا وعجزا ويأسا

او تبقى - رغم كل الجراح - تحمل قضية في ضميرك والعقل

ضد التآمر ضد الخبث والتواطؤ

انت ، مثل المطرانين المغيبين يوحنا وبولس من حلب ، مثل المطران فرج رحو المذبوح في نينوى ،

مثل المطران مار ماري المطعون على مذبح كنيسته في اوستراليا ، مثل الوطن المعلق ،

انت ضحية هذا الشرق المعمد بالعنف والكراهية والحقد والالغاء والأحادية والجنون ،

انت ضحية هذا الغرب الذي فقد قيمه والمبادئ .

احد عشر عاما والسر مقفل . لا يعودان بطلين ولا يستشهدان قديسين .

لكننا لن نسكت . لن يمحو احد ذاكرتنا .

لن ندفن قبل ان نموت .

ربما فينا بعد ذرة ذلك الايمان الذي ينقل جبلا من مكان إلى آخر ، والذي كما في رجائنا يدحرج حجر

القبر والموت .

غمرتنا الحروب والاحتلالات والابادات والقهر وصور النعوش والجثث والدمار ، انه عالم  بلا قلب  !

وقد يسأل جاهل ، ما بالكم مع حرب أوكرانيا ، ومجازر غزة ، وتهجير شعب في كاراباخ ، وفشل دول

وانظمة وتفتتها ، تعودون إلى مطرانين أرثوذكسيين ؟ من يهتم ؟ انسوا ، أكملوا حياتكم واسكتوا .

أصلا انتم كلبنانيين آخر من يحق لكم اي كلام .

لكن في ضميرنا هما حضور في حضرة غيابهما ، ونبراس لمن يحمل بعد مشعل قضيتنا ،

هما ذاكرتنا ليس من آجل إلا ننسى وحسب بل من أجل إلا تعاد المآسي ، ذلك ان التاريخ لا يتكرر إلا

بالنسبة إلى من ينسى .

هما اختصار للمسيحية المشرقية ، انتهت او على وشك ، ماتت ولم تدرك ، مجهولة المصير .

ونحن في لبنان غارقون في خطايانا ، لا نؤسس لدولة ولا لحكم ، لا نحاسب لا من نهب ثرواتنا ولا

من فجر عاصمتنا ، نترك موقع الرئيس المسيحي الوحيد من المغرب حتى إندونيسيا فارغا في شرق

قد يعاد تركيبه ونحن غافلون ومنقسمون .

في جلسة صفاء وفكر قبيل خطفهما ، قال لي المطران يوحنا : " خائف جدا على سوريا الدولة

والشعب ، لكني مؤمن ان لبنان يبقى الواحة والمثال ، وان روح لبنان وحرياته قد ترسم وجه الشرق

هل سنتمكن من اعادة بناء هيكلنا من اجل وطن رسالة وشرق متنوع حر ؟









                                                       كلمة الملفونو حبيب أفرام في الذكرى الحادية عشرة
                                                           لتغييب المطرانين يوحنا وبولس اوتيل كبريال
                                                              الاشرفية بيروت لبنان في ١٧ نيسان ٢٠٢٤