المحرر موضوع: "كن أمينا إلى الموت فسوف أعطيك إكليل الحياة"  (زيارة 2127 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Wadii Batti Hanna

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

احتراما لقواعد النشر اود ان اشير الى ان النص ادناه ليس من تأليفي الشخصي بل ان احد الاصدقاء الاعزاء قد ارسله لي راجيا ان يرى النور على موقع عنكاوة العزيز  واحببت ان افي بوعدي له

د - وديع


 "كن أمينا إلى الموت فسوف أعطيك إكليل الحياة"



     ولد  الأستاذ يوسف القس عبدالاحد في قرية بحزاني بتاريخ 23/11/1918 وتربى في أحضان والده المرحوم القس عبد الاحد ووالدته المرحومة سوسن توما وكان ينام ويصحى على أنغام المزامير والصلوات التي كان يرددها دوما عمه المرحوم الخوري سليمان القس يوسف وكان يراقبه وهو يدون الكتاب المقدس والصلوات باللغة السريانية إلى أن وافاه الأجل (رحمه الله) عام  1931  ومازالت  كنيسة مار كوركيس في بحزاني تحتفظ بكتابات  المرحوم الأب الخوري سليمان بخط يده وباللغة السريانية حتى يومنا هذا.
     إن عائلة ال القس في بحزاني هي عائلة تكريتية الأصل نزحت مع من نزح من مسيحيي تكريت وعرف جدها الأول المقدسي عيسى عام 1650 ميلادية كما جاء في كتاب المطوب الذكر المرحوم البطريرك مار اغناطيوس افرام الأول برصوم الموجه إلى جدنا المرحوم القس عبد الاحد القس يوسف بتاريخ 29 كانون الأول 1939 وقد أنجبت هذه العائلة عددا من الكهنة الذين خدموا بيوت الله بكل أمانه واستقامة والذين تجاوز عددهم العشرون  حيث خدموا منذ البداية في كنيسة بعشيقة القديمة وقسم منهم دفنوا هناك ثم انتقل القسم الأخر للخدمة في كنيسة بحزاني حتى يومنا هذا.
    كان الأستاذ يوسف مولعا بالدراسة وقراءة الكتب ولم يترك كتابا يراه (تاريخي أو ديني) إلا لاعبته أنامله ليقرأ ويدقق مافيه عن الحقائق القديمة ويضع بعض الهوامش عند الضرورة في حواشي الكتب، استنسخ بيده عشرات الكتب وخاصة النادرة منها، حصل على شهادة الدراسة الثانوية في دار المعلمين العالية في بغداد عام 1941 ،عين معلما في الاقضية والنواحي التابعة لمحافظة اربيل، ثم نقل إلى مدرسة بحزاني حيث عمل كمديرا للمدرسة لعدة سنوات وأخيرا نقل إلى مدرسة التطبيقات في الموصل وعمل فيها كمعلم لمادة الرياضيات حتى أحيل على التقاعد بعد أن خدم الوطن طيلة 27 عاما.
    نشر أول مقالة له وعمره 15 عاما، ثم نشرت له بعض المقالات في مجلة المشرق التي كان يترأس تحريرها المثلث الرحمة مارغريغوريوس بولس بهنام مطران الموصل، كما نشرت له مقالات أخرى في مجلة السلام الصادرة في البصرة والتي كان يترأس تحريرها المرحوم الخوري سليمان داؤد، ثم بدا بتأليف الكتب فنشر له كتاب بعنوان (جولة مع مخطوطات سريانية مبعثرة) عام 1994 وأخيرا له عدة كتب ومقالات لم تنشر بعد.
    تعتبر مكتبته ارثه الحقيقي وهي الوزنات الخمس حيث تحوي العديد من الكتب القديمة والنفيسة واغلبها مهداة اليه من قبل مؤلفيها لعلمهم بمدى تقديره لقيمتها النفيسة وشغفه بالقراءة حتى إن احد المطارنة أهداه كتابان وقال له لن أقدم لك  سيكارة وقهوة بل ما هو اثمن وهي هذه الكتب.   
    كانت علاقته طيبة مع جميع البطاركة والمطارنة الأجلاء الذين عاصرهم ويحتفظ بعدة رسائل منهم وإليهم.
   لم ينسى الأستاذ يوسف تربية أولاده ، فقد رزقة الله بأربع أبناء وأربعة بنات رباهم على محبة الله والإيمان به، وقد أنشئهم تنشئة مسيحية صحيحة وغذاهم بلبان التعاليم السريانية الأرثوذكسية الصحيحة ووفر لهم ثقافة حسنة.
لقد طالع جميع الكتب المقدسة وتوصل إلى أن الكل تنطلق من الإيمان بالله ومحبته، فقد كان أصدقائه من الأخوة المسلمين ومن العوائل الموصلية العريقة يحبونه ويحبهم ويكن لهم كل الاحترام والتقدير.
   كما أحب أبناء قريته الصغيرة من الأخوة اليزيديين من أميرهم إلى اصغر فرد فيهم  وكان يسمي بعشيقه وبحزاني بالحديقة التي تحتوي كل أنواع الزهور.
    أجريت له علميتان جراحيتان كان الرب يكللها بالنجاح، وفي أيامه الأخيرة، إذ ضعف بصره وتردت حالته الصحية فقد الأمل الذي كان يعيش لأجله فاستسلم إلى إرادة الله وكان شانه في ذلك شان المسيحيين الحقيقيين مستوعبا ما قاله بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية( إن ألام الحاضر لا تقاس بالمجد الذي يتجلى فينا في العالم الثاني) حتى انطفأت شمعته في مساء يوم الأحد المصادف 24/7/2005 عن عمر يناهز السابعة والثمانين ليترك العالم الفاني ويرحل إلى الخدور السماوية ليرقد بسلام مع من سبقه من المؤمنين والمؤمنات هكذا شاءت إرادة الله (تغمده الله برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته بصحبة الأبرار والصالحين).
     وفي يوم 25/7/2005 اجتمعت بلدة بحزاني في كنيسة بحزاني بشيبها وشبابها، برجالها ونسائها وبالاكليروس السرياني في أبرشيتي مار متى  والموصل وبالمحبين من الموصل والمدن المجاورة وبكل أطياف الناس في هذه المنطقة لتشييع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير بحضور نيافة الحبر الجليل سيدنا المطران مار ديوسقوروس لوقا شعيا , وقد ابنه الأب الراهب ادى في صلاة اليوم الثاني بكلمة طيبة تنم عن عمق محبته وتقديره للعائلة، كما ابنه نيافة الحبر الجليل مار سيوريوس اسحق ساكا في صلاة اليوم الثالث بكلمة تعبر تعبيرا صادقا عن محبته الأبوية للعائلة حيث وصفه بها بالرجل الأمين، رجلا فاضلا، مؤمنا حقيقيا صادقا، ابا مثاليا ومربيا صالحا وناجحا ، ابن الكنيسة البار بكل ما في الكلمة من معنى، خدم الكنيسة بقلمه ، بلسانه، بأفكاره السديدة ، وبخبرته الواسعة كان أرثوذكسيا صميما وكان سريانيا خالصا، كان دمث الاخلاق لطيف المعشر يتصف بصفات غاية في الفضيلة والنبل كان يسارع الى رفع كبوى واقالة عثرة، محافظا على التقاليد الكنسية الأبوية الشريفة ، متعلقا بالكرسي ألرسولي الانطاكي ومتمسكا بقوانين الكنيسة، هذا كان سلاحه وبرحيله فقدت الكنيسة وجها سريانيا ارثوذكسيا صميما (( رحمه الله)). كما اقيمت صلاة لراحة نفس المرحوم بمناسبة الاحد الاول بعد وفاته في السويد بحضورالاب القس يوسف سعيد والاب القس اقليميس الشماني حضرها جميع الاهل والاقارب والاصدقاء والمحبين المقيمين هناك، وقد ابنه الاب القس يوسف بكلمة قيمة تعبر تعبيرا حقيقيا عن محبته الصادقة ووفاء ندر وجوده.


شكر وتقدير
    نحن وباسم عائلة ال القس وبمناسبة صلاة اليوم الأربعين  نتقدم بجزيل شكرنا وتقديرنا إلى نيافة الحبر الجليل مار ديوسقوريوس لوقا شعيا ونيافة الحبر الجليل مار سويريوس اسحق ساكا وجميع الآباء الكهنة من الرهبان والقسس لحضورهم هذه التعزية، كما نشكر جميع الذين حضروا من بغداد والموصل وبرطلة وميركي وبعشيقة وبحزاني وكل الذين شاركونا في التعزية من مسلمين ويزيديين ومسيحيين، كما نتقدم بالشكر الجزيل لجميع الذين حضروا في السويد لمشاركة ولده الدكتور سليمان واولاد شقيقه المرحوم الخوري بنيامين، ليعطي الرب الإله الجميع الخيرات والبركات ويبعد عنهم كل مكروه ويرحم موتاهم وموتانا جميعاً.   
                                      اميـــــن

"" صلوا لأجله ولأجلهم ""




                                                           إعداد 
                                                                        أولاد المرحوم يوسف القس عبد الاحد