المحرر موضوع: الرسالة الخامسة من فوق الانقاض  (زيارة 874 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح الزبيدي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 26
  • الجنس: ذكر
  • صباح الزبيدي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الرسالة الخامسة من فوق الانقاض

صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي

 

قال يول ت س اليوت :" لقد تلوثنا بقذارة لانعرف كيف نغسلها قذارة متحدة بالهواء ".

صديقي الوفي ..

بهذه الكلمات الرائعة ابدا رسالتي الخامسة .. لقد ذكرت لي امور كثيرة يمر بها شعبنا العراقي المظلوم وعن حرمانه من ابسط الحقوق الانسانية .. وايضا ذكرت لي حول مسائل الحب والرحمة والعلاقات بين الكائنات الحية وعلاقة الانسان مع اخيه الانسان والواقع الحالي الذي تمرون به وخاصة من ناحية توفير ابسط مستلزمات الحياة اليومية المعاصرة ومن بينها الكهرباء.

من المعلوم ياصديقي أن للهيمنة الأمريكية والطبيعة العدوانية والشرسة لها ليست مجرد طور جديد فى علاقة الأمريكيين بالشعوب الأخرى فالتعطش المحموم للسلب والنهب والرغبة بالتوسع والسيطرة على مصادر الثروة الجديدة وتشييد اكبر الامبراطوريات في التاريخ هي صفات وراثية مكتسبة من اسلافهم .

ولابد من العودة الى شتاء عام 1990 لنتأكد مما قاله جيمس بيكر عندما ابلغ الاسير الحالي طارق عزيز " ان الولايات المتحدة ستعمل على إرجاع العراق إلى العصر الحجري ".. وهكذا تحقق هذا الرهان المخيف وكما قلت لي برسالتك اننا ماضون بسرعة نحو العصر الحجري.

فالظلام هو عدم وجود النور. . ومماثل لذلك أن الشر هو عدم وجود الخير. . لان الظلام لا تمييز فيه بين الطيب والخبيث ولا بين الحسن والقبيح.. وهكذا استطاعت قوى الاحتلال بكل اصنافها واقصد هنا قوات الاحتلال الامريكية وحلفائها وقوى الشر والظلام الارهابية التي وفدت الى العراق من بلدان عربية وإسلامية عديدة الى اغراق العراق بظلام اسود .

وهكذا اصبح الشر هو المنطلق الرئيسي لكل الآثام الاجتماعية والشخصية التي ترتكب فوق تراب العراق الطاهرة. فالعلة الأساسية للأمراض الأخلاقية في المجتمع العراقي في الوقت الحاضر هو الشر.. والشر ياصديقي جاء إالينا مع دعاة الديمقراطية وبناء العراق الجديد ومع القوى الدينية المتطرفة والتي تتبنى نهجاً تكفيرياً وعنفيا يتعارض مع المبادئ والقيم الدينية والأعراف الإنسانية .

 

لقد كان العراق محكوما من قبل قوى وثنية اتخذت من عبادة الشخصية وتقديس الفرد طريقا في بناء المجتمع العراقي حيث كان لها طقوسها وأدواتها وأسلوبها وكَهَنتها ولكنها في النهاية اصبحت عقبة أمام تطوير النظام ومسيرة الحرية والديمقراطية وكانت علامة من علائم النقص في الرشد الإجتماعي وادت الى الانحراف عن طريق الخير والسعي نحو السعادة الكاملة.

وبعد سقوط حكم الصنم دخل العراق مرحلة جديدة هي مرحلة الشر وجذوره التي غرستها القوى الوثنية الجديدة فهؤلاء الكهنة الذين احاطوا انفسهم بهالة القداسة والمعصومية ولانعرف هل هم رجال دين ام سياسة والذين يحشدون بهائمهم يوميا لتمارس علنا طقوس عبادة الشخصية .

لقد ذكر الله تعالى :  (إن النفس لأمارة بالسوء ) يوسف : 53،  ونتيجة لذلك تبقى مشكلة الشر من اهم المشاكل التي تواجه مجتمعنا العراقي في العهد الوثني الجديد .

لإن مشكلة الشر هي أساس المشكلة الأخلاقية. . فالشر هو نقيض الخير في كل الأبعاد التي يمكن تصورها وهو أعظم درجة من درجات الفساد الأخلاقي التي يمكن تصورها عند العقل البشري..

فوجود الإنسان في هذه الحياة يرتكز تماما على العقل وان العقل هو المحرك الاساس لانطلاق تصرفاته .. وان الانسان عندما ميز النور عرف الظلام و لما استطاع ادراك الصباح استطاع ان يعارضه بالليل وبالمساء.

فالتطور هو في الأساس سر بقاء وثبات وديمومة الأفراد والمجتمعات والقيم ذات التحسين العقلي المؤصلة لذلك التطور والتقدم فيما يتعلق بتيسير وتسيير حياة المكونات المجتمعية اليومية, ويساهم ذلك في تخفيف وطأة عبء وثقل الحياة العصرية المعقدة.

فقد يستطيع الإنسان تنمية عناصر الخير والجمال والحب عبر استثمار حصة التقوى الموجودة في نفسه.

فإذا أحب الإنسان الفجور وعمل به أصبح فاجراً فاسداً، وإذا أحب الخير وعمل به أصبح تقياً خيرا.

ان طريق الخلاص، من أجل تحقيق إنسانية الإنسان هو الصبر، والتواضع، واللطف، والشفقة والرحمة وغيرها من الصفات الحميدة.

ولنعمل معا ياصديقي وكل الشرفاء في داخل الوطن وخارجه من اجل اجتثاث جذور الشر من تراب عراقنا المقدس وستكون كتاباتنا كالعاصفة التي في النهاية ستقلع أوتاد خيام الغزاة وعصابات القتل والفتن الطائفية وقوى الارهاب والظلم والظلام.. وسنبقى حاملين والى الابد مصابيح الفرح الاتي لكنس الظلام والقهر والظلم عن دروب وطننا الجريح ..

اخوكم

صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي

بلغراد – صربيا

24/06/2007

sabah@sezampro.yu

 

* عزيزي القارئ الكريم يرجى التفضل بالاطلاع على الرابط التالي :

http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net/default.asp?item=263864

 

****************************
صباح الزبيدي