المحرر موضوع: ألحمّى ما تجي إلا من الرجلين/ إلى:ص.ن.ص. ألسريان قومٌ ولغة وتاريخ وحضارة ووطن  (زيارة 2185 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نذير حبش

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 61
    • مشاهدة الملف الشخصي
ألحمّى ما تجي إلاّ من الرجلين
إلى ص.ن.ص
ألسريان قومٌ ولغةٌ وتاريخ وحضارة ووطن

نذير حبش

أرى أن الأمثال هي فلسفة الشعوب. بمعنى أنها الفلسفة التي توصل المعنى الحِكمي لجميع طبقات الشعب ، بغض النظر عن مستواهم الفكري ، وليس النخب فقط ، بواسطة الخبرة المعاشة والحكمة الموروثة ، المتناقلة من جيل إلى جيل. دعونا نعطي للمثل الذي إستهلينا به كلامنا ـ حسب ما أعتقد في الأقل ـ أن الأذية لا تأتي إلاّ من الأهل والأقارب.

ومثلنا هذا ينطبق على ما قام به الإخوة الآشوريون والكلدان بحقنا : نحن السريان. وأخيراً شهد شاهد من أهلها ـ وما دمنا قد إنطلقنا من الأمثال فسوف نوظفها ما إستطعنا إلى ذلك سبيلاً ـ جاء شاهد من أهلها ليقول وهو يرد على كاتب أبدى إستغرابه من تغييب إسم السريان ، كقومية في الدستور ، فيرد هذا الشاهد (( في مقابلة أُجريت في واشنطن [ لا تنسوا في واشنطن] بتاريخ 10-9-05 بين نخبٍ متميّزة وفاعلة [ نخب فاعلة وإحنا ما نعرف جارتهم] في الساحة الوطنية الكلدوآشوريون السريان [ السريان يكتبونها فقط في مقالاتهم، إصبروا قليلاً ] ، وبين فخامة رئيس الجمهورية الدكتور جلال الطالباني [ لا يوجد بعد دولة حتى يكون هنالك رئيس وله فخامة ، حتى تبدي باللواكة] والتي كان من المقرر لها أن تستمر 10 دقائق إلا أنها إستغرقت 55 دقيقة [ والله يابا مسوي فضل ، يا شعوركم بالدونية إنتو المسيحيين ، هل نسيتم أنتو اللي أسستو العراق ؟!!] في حديث أخوي [ أخوي؟ وجداتك اللواتي إختصبوهم الأكراد ؟ ياللا لا بأس دعنا نرى الوجه المشرق من التاريخ ] ومثمر ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه )). [ لم نفهم شنو الرباط في العبارة الأخيرة].

ويسرد لنا الكاتب أسماء أولئك السادة والسيدات المتميزين والمؤثرين في الساحة الوطنية: سليمان سيسي ورجل الأعمال مايك جورج ، وسام يونو ، و د. عوديشو ، و د. وآدم زيا ، و د. ران مايكل ، و د. أكنس مرزا [ زين ولله أهلنا الآشوريين لديهم عدة دالات مقابل كذا مليون تائه] ومن سان دييغو [ لا أدري هل كانت سانت دييغو منشأ الأول لإخوتنا الآشوريين ؟!] حضر الأستاذ المهندس سعيد سيبو والأستاذ فاروق كوركيس الذي قدم مذكّرة بإسم الجميع [ أي جميع؟ ألشلّة أم جميع الشعب ] تتضمن مطالب شعبنا العاجلة [ أكيد شعبك في واشنطن وسدني وليس المقصود شعب الموصل وبغديده وبرطلة وألقوش وكرمليس وبعشيقة وبحزاني إلخ ] ومنها التأكيد على أن الدولة ، أية دولة لا دين لها ، فالدين لله [ هنا محق تماماً ، ألربع في ديترويت ينفذون هذا المبدأ بحذافيره، ماءلهم علاقة بالدين نهائياً تركوه لله تماماً ] والوطن للجميع [ تقصد لجميع الأجانب والسرياني إبن البلد ليس له مكان في بلده ؟!] ، وكذلك طالبنا بفصل الدين عن الدولة وجعله شأناً بين الإنسان والله ليس إلاً ، أما المطلب الثاني [ وهذا هو سبب إختيارنا لعنوان مقالنا ] أما المطلب الثاني فكان تثبيت إسمنا الحقيقي في الدستور كما هو واقع فعلاً تحت تسمية الكلدو آشوري والسريانية اللغة الرسمية )). إنتهى كلام السيد . طالبوا أن تكون أللغة السريانية هي لغتهم الرسمية !!!!!

بعد جهد جهيد فسّر هذا الفطحل الماء بالماء !! وماذا قال لكم ذلك الأستاذ ؟ أنكم غيّبتم إسمنا نحن السريان كقومية. كل ما فعلتموه إنكم أخذتم من الخلية شهدها وقلتم : لا وجود للخلية ولا لصانع العسل !! لكنك معذور ، دون أن أراهن ، أعرف أنكَ لا تفقه ما تكتبه. إذا كانت لغتك سريانية أو صينية أو هندية، نحن السريان كقوم وتاريخ ولغة وحضارة ووطن ، على أرض الواقع ، أين موقعنا من المعادلة ، أنت ( كلدوآشوري) ولغتكَ سريانية !؟! وأين نحن ؟ نحن اللذين كنتم تلقبوننا بعرب الخليج ، نحن اللذين إحتفظنا بأرضنا وأرض أجداننا ، ولن نغادرها لنتيه في أزقة ديترويت.

كلدو واضحة ، لسنا من سكان المريخ وآشور لا تحتاج إلى شروح ، ثم تقرّون أنكم تتكلمون لغتنا السريانية ، نعيدها عليك إذا كانت صعبة الفهم والإدراك: لكن نحن السريان أين أصبحنا !؟! أَجَزاء من يهب لك روح الحضارة ، أللغة والتاريخ والإنجازات والأرض هو تغييبه ؟!!!

ثم يعدد الكاتب مآثر أعمامنا الآشوريين إذ يقول (( أَلم يقل الرئيس الراحل رونالد ريغان مرة ، لولا العجلة التي إخترعها الأشوريين (يقصد الآشوريون ، لا بأس من أخطاء إملائية)  لما تمكّنا من السير على القمر )). [ ألإخوة المصريين يقولون صحيح اللي إختشو ماتو ] . ألآشوريون ، وهم أهلنا وشعبنا وكي لا يفهم كلامنا بشكل خاطئ ، لم يعرفهم تاريخ بلاد الرافدين حتى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد ، وأن الحضارة السريانية الآرامية سبقت كل تسميات الأمة بآلاف السنين، في أرض اليمن وما جاورها وبلاد الشام. عرفوا العجلة وعنهم عبرت البحر إلى مصر. ألسريان ( syriac) أي (s i j r i a c)  ـ ( تُقرأ س أو ش لا فرق ، كسرة ، عين ساكن ، راء ،كسرة ، همزة ، وقاف : شٍعْرِئق) ـ تسمية شاملة وسابقة لأية تسمية أخرى من تسميات أمتنا ، وتعني الشرق والشرقيون. وقد أطلقها علينا من سكنوا غرب البحر الأحمر أي المصريون . وهي مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالنجم شِعرا اليماني (sirius) ، ألذي لا إنفصام بين إسمه وإسم جهة الشرق، والذي نجده يلعب دوراً مهماً في إحدى ديانات مصر القديمة.(عن دراسة للكاتب نفسه بعنوان: دراسة في كيفية قراءة اللغة السريانية/العربية المهاجرة بشكلها السرياني الرافديني الأول ، تُهيء للطبع ) . وعدم معرفتنا اليوم بكامل الحقائق لا ينفي وجودها، أي أن عدم معرفتنا بأن قمة إفرست مثلاً أعلى قمة لا ينفي أنها الأعلى. وهذا سببه النقص بالدراسات في هذا المجال.

ومع كل هذا فنحن شعب وأمة واحدة وما لنا هو لكم ، لكن ألا يحق لنا أن نتسائل ، حينما وصل الأمريكان إلى القمر أين كان شعبنا الآشوري ؟ لا بل لو تسائلت حينها ، أي وقت وصول الأمريكي إلى القمر ، ماذا كان قد بقي من الشعب الآشوري ؟ حولتم العجلة السريانية إلى أداة للعبة الروليت ، يطوف شعبنا الآشوري على صالات القمار الليلة ويعيد أمجاد شلمنصر وإنتصارات سرجون وملاحم تغلت فلاصر الثالث وعسر هدن وآشور بانيبال (سردنا بالوس)، في أقبية الماخورات العفنة ودهاليز الحانات المظلمة في ديترويت وسدني.

لو عاد وقتذاك ديودور الصقلي الذي وصف تلك الحاكمة شميرام ، سمورات (سمير أميس) ، تلك الملكة النصف ملكة والنصف إلهة ،  لو عاد  ليكتب عن حفيدتها الآشورية ، ماذا سوف يكتب عنها ؟ سوف يراها تمشي الهوينى في عز الظهيرة  في شوارع وأزقة ميشكان وغيرها من مدن الشتات ، وشعر رحمها شقّ فيزونها ((كأسيافٍ تنادي على عاصي المتعة الله أكبر )) [ مع الإعتذار لناظم الغزالي].

إذن صحّ المثل : أن الحمى ما تجي إلاّ من الرجلين. لكننا نحن السريان قومٌ مكتفين بذاتنا ، ولسنا أولاد آوى ، نحن قوم ولغة وتاريخ وحضارة ووطن ، فمن تكون أنت يا من تريد إلغاء وجودنا !؟! نحن الموصل وبغديده وبرطلة وكرمليس وألقوش وبعشيقة وبحزاني وباطنايا وتلكيف وسهل نينوى والقامشلي والحسكة والجزيرة ، نحن كل الآراميين، فمن تكون بدوننا على أرض الواقع !؟!
وفوق هذا تغيّبنا وتمحي وجودنا !! حاولت أن أبحث وفق منطق الربح والخسارة عن المبررات لإلغاء السريان كقومية لم أجد إلاّ أحد الأمرين :
 أما عقدة الشعور بالنقص والدونية ، أو الخباثة من أجل الخباثة للمفاوضين ـ أقول المفاوضين وليس أبناء أمتنا بكل تسمياتنا المتحدة على أرض الواقع ـ  ألمفاوضين بإسمنا على حقوقنا المشروعة وتثبيتها في الدستور . على مبدأ خالف تعرف لأولئك المرضى ، أو كما في الحكاية العراقية عند لقاء الله بثلاثة أشخاص: ألفقير وقليل الحظ من الوسامة والخبيث، وعرض عليهم أن يلبي لكل واحد منهم أمنية . فتمنى الفقير المال والغير الوسيم الوسامة ، فكان لهما ما أرادا ، وحين وصل إلى الخبيث سأله الله وماهي أمنيتك أنت؟ طلب الخبيث أن يأخذ الله ما أعطاه للإثنين !!
وفق موازين الربح والخسارة ، ما الذي يربحه الكلداني والآشوري من تغييب أخوهما السرياني ؟! لا أجد غير مقولة (قبّح تعرف ) ، فأراد (السيد التائه) بين خمارات ديترويت وصالات قمار سدني ، ألذي يشعر بأنه (مُهْمَلْ) ، فيقبح كي تعرفه الناس، أو تلك العقد التي تسيطر على من كانت تحتار والدته في مرحلة طفولته من أمر عاداته الغريبة العجيبة ، وتضيق بوالده كل الحيل من أن يقوّم سلوك ولده هذا، وبعد إشهار الوالد ليأسه يجد أن لا فائدة ترتجى من ولده فيرسله إلى مركز لذوي الإحتياجات الخاصة ، أو ما بات يعرف بالسنيمير. وبعد غفلة المجتمع عنه تراه يتدرج بالمراتب بقدرة قادر من : مضطرب إلى أب ثم مرحلة الفضيلة وبعدها الغبطة وأخيراً مرحلة القداسة !! [ أموت وأعرف معنى هذه الغبطة : علماء اللغة لم يستطيعوا حتى الآن فك طلاسم مفردتين: الغبطة وأسم صلبوخ !]

مع هذا قبلنا بهم وراحوا يفاوضون بإسمنا لكنهم للأسف مارسوا إضطراباتهم. وكم أتمنى أن يأتي كاتباً مرموقاً يكتب لنا بموضوعية ويقنعنا ، إنْ كان وفق مصلحة حضارية أو وفق منطق الربح والخسارة أو وفق أي منطق كان ، يبرر لنا تغييب إسمنا نحن السريان كقومية بجانب تسماتنا الأخرى المشرفة كلدان وآشور وغيرهما .
نحن في عصر صحوة القوميات والبحث عن الهوية ، تلغى هوية مؤسس بلاد الرافدين ، السريان ، وبالمقابل تجد أن الغجر يطالبون بذكر حقوقهم في الدستور !!

من هنا أهيب بكل سرياني واعٍ أن لا يسكت على هذه الجريمة ، وأن يعمل بشكل وبطرق حضارية ، كلٌ حسب وظيفته على تثبيت إسم السريان كقومية ، وإلاّ لن يكونوا إلاّ (نكرة) ، ويذهب تاريهم وحضارتهم وإنجازاتهم أدراج الرياح.