المحرر موضوع: مساميـر مهجـرية (2) - مشـكلـة السيد خضير عبـاس  (زيارة 987 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كمال يلدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مساميـر مهجـرية (2)
مشـكلـة السيد خضير عبـاس
   
كمال يــلدو  ..

نشـر موقع ايلاف الالكتروني  خبرا يوم 19/9 / 2005  مفاده ان السيد خضير عباس ، الامين العام لمجلس الوزراء العراقي  اصدر قرارا يتوعد فيه غير المحجبات (نعم غير المجبات) اما بأرتداء الحجاب  او نقلهن الى وظائف اخرى , وبالفعل فقد تم نقل البعض فيما تحجبت اخريات ، هذا حسب ما ورد في الخبر .

الغريب في الامر ، ان هذه الاخبار  تبدو احيانا من باب الاشاعات ( اذ لا توكيد عليها ولا نفي )  اكثر مما تبدو  كقرارات وزارية  ، والغاية منها معروفة . اي التراجع عنها  اذا جوبهت بالرفض  او امرارها اذا لم تجابه بالرفض . وهذا حال العراقيين منذ ايام الطاغية المقبور . كانت تبداء الامور  بأشـاعة في الشارع  ثم تأخذ مسـارا آخرا حتى تصبح حالة واقعة ، والامثلة  كثيرة ، تبداء بأبو طبر  ، ومحاولات اغتيال صدام ،  والمحاولات الانقلابية الفاشلة ، وشــبيهي صدام  وغيرها  ... اما آخرها فكانت حادثة جســر الأئمة  المؤلمة والتي نتجت هي الاخرى عن تســرب اشاعة بين الزوار مفادها ان انتحاريين موجودين بين الجموع !

اعود الى صلب موضوعي ، اشــاعات

تهديد المسـيحيات بالتحجب ، اشــاعات

تهديد الصابئة بالتحجب ، طبعا اشاعات

تهديد المسيحيين والصابئة بترك ديانتهم واعتناق الاسـلام ، كلها اشــاعات

اختطافهم ، وحرق محلاتهم ثم قتلهم ، كلها اشــاعات

ان اشـد ما يؤلم في المشهد العراقي اليوم هو رواج سوق الكذب والنفاق (( عيني عينك )). فالزعامات الدينية تصرخ ليل نهار " لا اكراه في الدين "  " لا اكراه في الدين "  و " اخاك في الدنيا اثنان ، اما في الدين او في الخلق "  ...اين الواقع من الحقائق التي تجري في العراق .

تذكروا ، لا اكراه في الدين ، فقد اضطرت عشرات العوائل المسيحية لترك منازلها ومتاجرها ووظائفها في البصرة  ، وعوائل مندائية هي الاخرى اخلت مناطقه في الجنوب  ، ويتكرر المشهد المأسـاوي في بغداد وفي الموصل ومناطق اخرى  كثيرة .

لقد ضـيـّق النظام البائد على ابناء شــعبنا  وصار سـقف العراق يتســـّع  " للعوجـة  وما جاورها "  ، وكنا نأمل ان يتســع سـقف العراق الجديد  بعد الاطاحة بالصنم لكل العراقيين ، لكن ما الذي يجري امام انظار ومسامع المسؤليين العراقيين ؟

حســبي ان بعض القيادات الدينية العراقية سـوف لن تحرج  مســتقبلا حين تقول  " ان العراق بلد مســلم ، وكل سكانه من المسلمين " . ولا حاجة للقول  ان فيه مسيحيين وصابئة مندائيين وشبك ويزيدية ويهود ، فلماذا كل هذا التنوع وكل  دوخة الرأس اذن .

ان الحل الواقعي يكمن في التصدي وفضح مثل هذه الدعاوى  ، ومن يقف خلفها ومقاومتها  وتحميل الدولة  والاحزاب الدينية المعنية مسؤولية الانحدار الذي يقودون العراق اليه اليوم  . اما ابناء جاليتنا في المهاجر ومثقفيها  فيتحملون هم ايضا مسؤلية كبرى في رفع صوتهم  والدفاع عن حقوق كل النساء العراقيات  ، وعن كل مكونات الشعب العراقي وخاصة الصغيرة منها  وان تطالب الجهات الرسمية بوضع حد لمثل هذه الممارسات التي تخالف الدستور  ، وتخالف حرية المواطن  ايا كان جنسه او دينه او قوميته .[/b][/size][/font]