مساميـر مهجـرية (2)
مشـكلـة السيد خضير عبـاس
كمال يــلدو ..
نشـر موقع ايلاف الالكتروني خبرا يوم 19/9 / 2005 مفاده ان السيد خضير عباس ، الامين العام لمجلس الوزراء العراقي اصدر قرارا يتوعد فيه غير المحجبات (نعم غير المجبات) اما بأرتداء الحجاب او نقلهن الى وظائف اخرى , وبالفعل فقد تم نقل البعض فيما تحجبت اخريات ، هذا حسب ما ورد في الخبر .
الغريب في الامر ، ان هذه الاخبار تبدو احيانا من باب الاشاعات ( اذ لا توكيد عليها ولا نفي ) اكثر مما تبدو كقرارات وزارية ، والغاية منها معروفة . اي التراجع عنها اذا جوبهت بالرفض او امرارها اذا لم تجابه بالرفض . وهذا حال العراقيين منذ ايام الطاغية المقبور . كانت تبداء الامور بأشـاعة في الشارع ثم تأخذ مسـارا آخرا حتى تصبح حالة واقعة ، والامثلة كثيرة ، تبداء بأبو طبر ، ومحاولات اغتيال صدام ، والمحاولات الانقلابية الفاشلة ، وشــبيهي صدام وغيرها ... اما آخرها فكانت حادثة جســر الأئمة المؤلمة والتي نتجت هي الاخرى عن تســرب اشاعة بين الزوار مفادها ان انتحاريين موجودين بين الجموع !
اعود الى صلب موضوعي ، اشــاعات
تهديد المسـيحيات بالتحجب ، اشــاعات
تهديد الصابئة بالتحجب ، طبعا اشاعات
تهديد المسيحيين والصابئة بترك ديانتهم واعتناق الاسـلام ، كلها اشــاعات
اختطافهم ، وحرق محلاتهم ثم قتلهم ، كلها اشــاعات
ان اشـد ما يؤلم في المشهد العراقي اليوم هو رواج سوق الكذب والنفاق (( عيني عينك )). فالزعامات الدينية تصرخ ليل نهار " لا اكراه في الدين " " لا اكراه في الدين " و " اخاك في الدنيا اثنان ، اما في الدين او في الخلق " ...اين الواقع من الحقائق التي تجري في العراق .
تذكروا ، لا اكراه في الدين ، فقد اضطرت عشرات العوائل المسيحية لترك منازلها ومتاجرها ووظائفها في البصرة ، وعوائل مندائية هي الاخرى اخلت مناطقه في الجنوب ، ويتكرر المشهد المأسـاوي في بغداد وفي الموصل ومناطق اخرى كثيرة .
لقد ضـيـّق النظام البائد على ابناء شــعبنا وصار سـقف العراق يتســـّع " للعوجـة وما جاورها " ، وكنا نأمل ان يتســع سـقف العراق الجديد بعد الاطاحة بالصنم لكل العراقيين ، لكن ما الذي يجري امام انظار ومسامع المسؤليين العراقيين ؟
حســبي ان بعض القيادات الدينية العراقية سـوف لن تحرج مســتقبلا حين تقول " ان العراق بلد مســلم ، وكل سكانه من المسلمين " . ولا حاجة للقول ان فيه مسيحيين وصابئة مندائيين وشبك ويزيدية ويهود ، فلماذا كل هذا التنوع وكل دوخة الرأس اذن .
ان الحل الواقعي يكمن في التصدي وفضح مثل هذه الدعاوى ، ومن يقف خلفها ومقاومتها وتحميل الدولة والاحزاب الدينية المعنية مسؤولية الانحدار الذي يقودون العراق اليه اليوم . اما ابناء جاليتنا في المهاجر ومثقفيها فيتحملون هم ايضا مسؤلية كبرى في رفع صوتهم والدفاع عن حقوق كل النساء العراقيات ، وعن كل مكونات الشعب العراقي وخاصة الصغيرة منها وان تطالب الجهات الرسمية بوضع حد لمثل هذه الممارسات التي تخالف الدستور ، وتخالف حرية المواطن ايا كان جنسه او دينه او قوميته .[/b][/size][/font]