المحرر موضوع: أما حان الوقت للسيد المالكي أن يترجّل؟  (زيارة 955 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نجاح يوسف

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 35
    • مشاهدة الملف الشخصي
أما حان الوقت للسيد المالكي أن يترجّل؟

نجاح يوسف

إن لعبة الكراسي التي عودنا عليها ساستنا الأشاوس وقادة كتلنا السياسية قد أصبحت مملة ومؤذية ومكلفة جدا ..أصبحت مملة للشارع العراقي الذي سئم تكالب السياسيين على الكراسي ومشاكساتهم المستمرة وعرقلتهم لكافة الجهود الوطنية المخلصة التي تبذل من هنا وهناك لإيجاد حل نهائي للأزمة المستفحلة والعاصفة التي تعاني منها البلاد..كما اصبحت هذه اللعبة مؤذية ومكلفة جدا للشعب العراقي اولا ولسمعة ساستنا ثانيا..فالأول يدفع يوميا ضريبة الدم,  مع معاناة إضافية غير مسبوقة , نتيجة فقدان الأمن والأمان , وإنعدام الخدمات والمواد الضرورية وغلاء أسعارها والبطالة الواسعة وانعدام الكهرباء والماء الصافي ..الخ..والثاني أصبح إضحوكة للقاصي والداني مما دفع الآخرين ومن خارج الحدود وبحجة مساعدة الشعب العراقي , على طرح ما يسمى حلولا للمشاكل التي تواجه العراق.. منها على سبيل المثال لا الحصر..تقسيم العراق..إعادة الدكتاتورية للعراق بوجه ثان.. والذي تروج له الإدارة الأمريكية وبعض الرموز من الحزبين الديمقراطي والجمهوري..وكما هو معلوم فإن الإدارة الأمريكية وأجهزتها المخابراتية تطرح مناطيد اختبار تحمل مشاريع وهمية أو مشاريع تهدف من خلالها معرفة مدى تقبل أو رفض الحكومة او الدولة المعنية وشعوب المنطقة لها..

 ومن خلال تتبع ما يدور من سجال بين الديمقراطيين والجمهوريين حول تواجد وأداء القوات الأمريكية في العراق, فإن كلا الحزبين متفق بأن ساستنا الحاليين هم غير مؤهلين لقيادة البلاد..حيث اثبتوا بجدارة متناهية بأنهم ليس أهل لقيادة دفة سفينة العراق وإيصالها إلى ميناء السلام السياسي والإجتماعي.. والسبب الحقيقي الذي يراه الأمريكيون بمنظارهم الليلي , ويراه الشعب العراقي بأم عينه ويتلمسه يوميا, هو ان هؤلاء الساسة قد فقدوا بوصلتهم الوطنية,  وتخندقوا بين جلابيب الطائفية والقومية, بينما هم يستقوون بميليشياتهم المسلحة والممولة من النهب والسلب والفساد وحتى من دول الجوار, وذلك من اجل فرض إرادتهم على الشعب العراقي المسكين , الذي غامر بحياته وشارك بالانتخابات والتصويت على الدستور.. ولكنه لم يكن ليحلم بأن كليهما سيصبحا في خبر كان نتيجة التمزق الذي حصل في نسيج البلاد السياسي , وإلقاء بنود الدستورعلى الرفوف العالية , واستبدالها بفتاوى وقوانين يفرضها الإرهابيون والميليشيات وفي ظل حكومة ضعيفة ممزقة , بحيث أصبح المواطن المسكين لا يثق حتى بالإجهزة الامنية  الحكومية في طرح مشاكله الأمنية خوفا من اختراق هذه القوات من قبل الإرهابيين والميليشيات.. وكل هذا نجد ساستنا وهم في المنطقة الخضراء المحمية بقوات الإحتلال وحراساتهم الألفية, يخرجون علينا , بوجه باسم , ليعلنوا في كل مرة بأن اتفاقا وشيكا بين الكتل السياسية سيتم وستحل الأزمة.. وفي كل مرة يكذبون..

إن الحكومات التي تحترم نفسها , وعندما تواجه مشكلة كبيرة وتكون غير قادرة على حلها, لا تغامر بسمعتها وبسمعة أعضائها, فالحل الوحيد المطروح امامها هو تقديم استقالتها لرئيس الجمهورية وتتشكل حكومة جديدة قادرة ومؤهلة على حل الأزمة..أما عندنا فقد علمتنا الدكتاتوريات المتعاقبة قبل وبعد (التحرير) بأن كرسي الحكم والهيمنة والجاه, و.و.و.و.. لا يمكن التخلي عنها بهذه الأساليب (المائعة) الديمقراطية.. لذا يستنفر عندنا الحاكم بأمره ميليشياته ويستقوي بمناصريه وحلفائه , واليذهب الشعب إلى الجحيم!! وتبقى الأزمة ويتضاعف عدد ضحايا العنف الطائفي , ويستمردجل الوزراء والبرلمانيون , لكي يستمر الوضع كما هو والنهب والسلب كما هو, والحاكم هو هو !!

لنكن واقعيين أيتها السيدات وأيها السادة, إن هذه الحكومة وهؤلاء الساسة قادة الكتل (السنية والشيعية)وعدد كبير من البرلمانيين والبرلمانيات لا يمكن الوثوق بهم , ولا بوعودهم بسبب إرتباط عدد غير قليل منهم بمشاريع دول الجوار أولا وافتقارهم إلى بوصلة وطنية ومشاعر وأحاسيس إنسانية تعني بالإنسان العراقي المحروم من كل شيئ ثانيا ..وماذا لو كانوا منتخبين؟ أقسم بكل المقدسات, لو كان لدينا قضاء مستقل فعلا, لكان معظمهم  قد اودع السجن منذ زمن بعيد, بسبب الفساد واستخدام النفوذ والتبشير بالارهاب ودعمه , أو ارتكاب الجرائم حتى..

نعم لقد آن لهذه الحكومة وهذا البرلمان أن يرحلا, وأصبحت المطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة مطلب ملح ..لقد سئم الشعب سماع الوعود الكاذبة ولا يمكن تحمل إفراغ البلاد من أبناء شعبنا الذين يفرون هربا من (مكارم) الإحتلال والحكومة وبرلمانها العتيد ..فالبلاد ينهش بما تبقى من لحمتها المحتل ودول الجوار..وها هي تركيا وايران تقصف مدن وقصبات كردستان, وساستنا يزورون الدولتان ويوقعون معها عهود ومواثيق تضمن مصالحهم وتعرض بلدنا لنيران مدافعهم.. 

 أيها السيد المالكي.. لقد آن الأوان ... ترجّل وارحل !! 

25 آب 2007