المحرر موضوع: ملاحظات حول " ألإبادة ألأرمنية و موقف ألعرب منها "  (زيارة 1925 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل henri bedros kifa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 653
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
  ملاحظات   حول  " ألإبادة  ألأرمنية  و موقف  ألعرب  منها "

   أعاد  ألأخ  ashor  نشر  موضوع  حول  ألشعب  ألأرمني  كتبه
الكاتب المسرحي وليد إخلاصي ، و  هو  شهادة  حب  و شكران  من
ألأديب  وليد  إخلاصي  للشعب  ألأرمني  في  سوريا .

موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.kenshrin.com/xmb/viewtopic.php?t=8377&sid=29a3e9fb355054b16be160f4a9d6b93d

   إنني  أشكر  ألأخ   ashor   على  نشره  لهذا  ألمقال  حيث  كتب
" واعجبني حيث انه يتكلم عن حقائق دامغة  " . وهنا  أحب  أن  أسئل
ألأخ   ashor  ،  هل  لاحظ   أن  ألأديب  إخلاصي  قد  أرتكب  بعض
ألهفوات  ألتاريخية  و ألتعابير  غير  ألدقيقة  ؟  و إن  بعض  تحاليله
ألسياسية   مبنية  على  معلومات  خاطئة  عن  وجود  ألأرمن  في  بلاد
سوريا  ؟ لا  شك  أن  موقف  ألأديب  إخلاصي  هو  إيجابي  و إنساني
في  " شهادته "  للشعب  ألأرمني  و لكن  عندي  بعض  ألملاحظات
حول  مقاله .

أولا - تعابير  تاريخية  و جغرافية  غير  دقيقة

 أ -  ألعنوان   " ألإبادة  ألأرمنية  و موقف  ألعرب  منها " 
  ألكاتب  يتكلم  عن  إستقبال  ألسوريين  و ليس  ألعرب ،  ألسوريون
ألطيبون  هم  ألذين  أنجدوا  ألشعب  ألأرمني  و ليس  ألعرب  ! لذلك
كان  من  ألأفضل  أن  يكون  ألعنوان " ألإبادة  ألأرمنية  و موقف 
ألسوريين  منها " .

ب - كتب  ألأديب  إخلاصي " حسب قراءاتي ، أرمينيا عندما كانت إمبراطورية في العصور الوسطى "  أرمينيا  لم  تكن  إمبراطورية  في
ألعصور ألوسطى ، و لا  أحد  من ألمؤرخين  ألمتخصصين  في تاريخ
ألشعب  ألأرمني  يستخدم  هذا  ألتعبير  " إمبراطورية " . إذا  كان
ألأديب  إخلاصي  يقصد  " ألتوسع "  ، فإن  أرمينيا  لم  تتوسع  في
ألقرون  ألوسطى  و لكن  في  ألعصور  ألقديمة  في  عهد  ألملك تيغران
في  ألقرن  ألأول  ق.م .

ج - ألدولة  ألعثمانية  كانت  تسمى  "  ألسلطنة "  و ليس  ألإمبراطورية
و ألخلافات  بين  ألعرب  و بين  ألأتراك  ألثمانيين  هي  حديثة  جدا
تعود  إلى  ألحرب  ألكونية  ألأولى .

د - كتب  ألأديب  إخلاصي  " وصبّت كراهية السوريين للحركة الصهيونية في موقفهم الصلب من الاستعمار التركي بالرغم من التوافق الديني . "  .  ألسلطنة  ألعثمانية  لم  "  تستعمر "  شرقنا  ألحبيب  و لكن
إحتلته .  هنالك  فرق  كبير  بين  تعبير  " إستعمار "  و " إحتلال " .
ألأغلبية  ألساحقة  من  سكان  ألشرق  كانوا  راضين  بألإحتلال  ألعثماني
و لا  يحق  لنا  "  ألإدعاء "  أن  سكان  ألشرق  كانوا  يناضلون  ضد
ألإحتلال  ألعثماني . ألتاريخ  ليس  مسرحية  أدبية  !

ه - كتب  ألأديب  إخلاصي " الذي تجلى بالذات بالحركة الطورانية التي لم تعادي الأرمن فقط بل عادت حتى الأتراك غير المؤمنين بالطورانية "
أظن  أن  ألسيد  إخلاصي  قد  كتب  سهوا  " ألأتراك "  و هو  يقصد
" ألعثمانيين " . لأن ألطورانية  كانت  حركة  قومية  تركية  " عادت "
ألشعوب  ألموجودة  ضمن  ألسلطنة  ألعثمانية :  عرب  و أرمن و أكراد
و سريان  و يونانيين  و غيرهم . وكان  ألشعب  ألأرمني  يطالب  أن
تكون  لغة  ألتعليم  هي  ألأرمنية  في  مناطقهم  ألتاريخية  ، بينما  عدد
قليل  جدا  من  ألمثقفين  ألسوريين  طالبوا  بأللغة  ألعربية .

و - كتب  ألسيد  إخلاصي " ففي النهاية الحضارات تسبق الأديان . فإذا نبشنا في تاريخ مملكة أرمينيا القديمة أيام الوثنية والمسيحية الأولى كانت هناك علاقات تجارية متميزة بين العرب والأرمن أكثر مما كان بين المسيحي الأوروبي والمسيحي الأرمني  " . ألسيد  إخلاصي  غير دقيق
في  تعابيره  و معلوماته  ألتاريخية . سكان  سوريا  ألقدامى  هم  ألشعب
ألأرامي - ألسرياني  ألذين  كانوا  يشكلون  ألأكثرية  في  ألشرق  إلى
مجيئ  ألفرنجة . فألعلاقات  ألتجارية  بين  أرمينيا  ألقديمة  كانت  مع
ألشعب  ألأرامي  ألذي  أشتهر  بعلاقاته  ألتجارية . 

 ثانيا - تحاليل  سياسية  خاطئة

أ - كتب  ألسيد  إخلاصي  " اللجوء الأرمني الى سوريا بالذات كان له مبرر جغرافي وتاريخي " . إن  ألسيد  إخلاصي  يريد  أن  يدافع  عن
ألقضية  ألأرمنية  و لكن  إستخدامه  لتعبير  " " اللجوء الأرمني الى سوريا " يسيئ  إلى  تاريخ  ألأرمن  !  لم  يقرر  ألشعب  ألأرمني  إلى
أللجوء  و ألهرب  إلى  سوريا .  ألحكومة  ألعثمانية  ألمجرمة  هي  ألتي
خططت  " إبادة "  ألشعب  ألأرمني  بأكمله  في  ألمناطق  ألصحراوية
في  سوريا  بعيدا  عن  ألقنصليات  ألأجنبية  و رقابتهم !  أغلبية  ألشعب
ألأرمني  في  سوريا  هم  أحفاد  للذين  "  نجوا  "  من  عمليات  ألإبادة
و ليس "  لاجئين  إلى  سوريا " .   تحاليل  و تبريرات  ألسيد إخلاصي
"اللجوء الأرمني الى سوريا بالذات كان له مبرر جغرافي وتاريخي "
مبنية  على  معلومات  خاطئة  ، لأن  ألخطة  ألعثمانية  هي  ألتي  إختارت
سوريا  و ليس  ألشعب  ألأرمني !

ب - كتب  ألسيد  إخلاصي "  والطبيعة الجغرافية خلقت نوعاً من السلوك الأخلاقي ولذلك كان الاحتواء كبيراً من السوريين للأرمن ."  أغلبية
ألشعب  ألأرمني  تعيش  في  مناطق  جبلية  بعيدة  " جغرافيا "  عن بلاد
سوريا . لقد  ساعد  ألشعب  ألسوري  ألأرمن  ألمنكوبين  لأن  ألشعب
ألسوري  كان  و لا  يزال  شعبا  طيبا  بكل  بساطة .

ج -  هنالك  نقطة  مهمة  أوافق  ألسيد  إخلاصي  عليها  إذ  كتب
 " لكن هذه العلاقة توطدت عندما اختار الناجون من المذبحة الأرمنية المشهورة وتوطنوا في سوريا  "  . "  ألناجون  من  ألمذبحة "  هم
ألذين  إختاروا  سوريا  ربما  لأن  ألشعب  ألسوري  ساعدهم  في
محنتهم .

د - كتب  ألسيد  إخلاصي " وذكرهم بالقضية القديمة وهي طلب الاستقلال عن الحكومة العثمانية " . لم  يطالب  ألسوريون  و ألعرب
بألإستقلال  من  ألسلطنة  ألعثمانية  ، حركة  ألشريف  حسين  في ألحجاز
ضد  ألعثمانيين  كانت  بإيعاز  من  ألإنكليز  .

ه - ملاحظة  حول  ألأرمن  في  مصر  ألذين  هاجروا  إليها  في  أوائل
ألقرن  أل 19 عشر  و شكلوا   جالية  غنية  ، بعكس  ألأرمن  في سوريا
" ألناجين  من  ألمذبحة "  و ألذين  فقدوا  أهلهم  و وطنهم  أرمينيا .

    أخيرا   أشكر  ألأخ   ashor    على  إعادة  نشر  هذا  ألمقال ، فرغم
بعض  ألتعابير  ألتاريخية  غير  ألدقيقة ، فإن  ألأديب  وليد  إخلاصي
يقدم  لنا  شهادة  حب  للشعب  ألأرمني  فهو  يكرر  في  عدة  مواقع
" مذابح  و مجازر  و إبادة "  بحق  ألشعب  ألأرمني .
  أحب  أن  أزيد  أن  نفس  ألمذابح  و ألمجازر  و حرب  ألإبادة  قد
تمت  ضد  ألشعب  ألسرياني - ألأرامي  . و  لكن  أجدادنا  " ألناجين "
من  تلك  ألمذابح  لم  يناضلوا   مثل  ألشعب  ألأرمني  ألجبار  ألذي
إستطاع  أن  يجبر  ألعالم  ألمتمدن  على  ألإعتراف  بحرب  ألإبادة
ضد  أجدادهم  .

  هنري  بدروس كيفا