ملاحظات حول " ألإبادة ألأرمنية و موقف ألعرب منها "
أعاد ألأخ ashor نشر موضوع حول ألشعب ألأرمني كتبه
الكاتب المسرحي وليد إخلاصي ، و هو شهادة حب و شكران من
ألأديب وليد إخلاصي للشعب ألأرمني في سوريا .
موجود على هذا ألرابط
http://www.kenshrin.com/xmb/viewtopic.php?t=8377&sid=29a3e9fb355054b16be160f4a9d6b93d إنني أشكر ألأخ ashor على نشره لهذا ألمقال حيث كتب
" واعجبني حيث انه يتكلم عن حقائق دامغة " . وهنا أحب أن أسئل
ألأخ ashor ، هل لاحظ أن ألأديب إخلاصي قد أرتكب بعض
ألهفوات ألتاريخية و ألتعابير غير ألدقيقة ؟ و إن بعض تحاليله
ألسياسية مبنية على معلومات خاطئة عن وجود ألأرمن في بلاد
سوريا ؟ لا شك أن موقف ألأديب إخلاصي هو إيجابي و إنساني
في " شهادته " للشعب ألأرمني و لكن عندي بعض ألملاحظات
حول مقاله .
أولا - تعابير تاريخية و جغرافية غير دقيقة
أ - ألعنوان " ألإبادة ألأرمنية و موقف ألعرب منها "
ألكاتب يتكلم عن إستقبال ألسوريين و ليس ألعرب ، ألسوريون
ألطيبون هم ألذين أنجدوا ألشعب ألأرمني و ليس ألعرب ! لذلك
كان من ألأفضل أن يكون ألعنوان " ألإبادة ألأرمنية و موقف
ألسوريين منها " .
ب - كتب ألأديب إخلاصي " حسب قراءاتي ، أرمينيا عندما كانت إمبراطورية في العصور الوسطى " أرمينيا لم تكن إمبراطورية في
ألعصور ألوسطى ، و لا أحد من ألمؤرخين ألمتخصصين في تاريخ
ألشعب ألأرمني يستخدم هذا ألتعبير " إمبراطورية " . إذا كان
ألأديب إخلاصي يقصد " ألتوسع " ، فإن أرمينيا لم تتوسع في
ألقرون ألوسطى و لكن في ألعصور ألقديمة في عهد ألملك تيغران
في ألقرن ألأول ق.م .
ج - ألدولة ألعثمانية كانت تسمى " ألسلطنة " و ليس ألإمبراطورية
و ألخلافات بين ألعرب و بين ألأتراك ألثمانيين هي حديثة جدا
تعود إلى ألحرب ألكونية ألأولى .
د - كتب ألأديب إخلاصي " وصبّت كراهية السوريين للحركة الصهيونية في موقفهم الصلب من الاستعمار التركي بالرغم من التوافق الديني . " . ألسلطنة ألعثمانية لم " تستعمر " شرقنا ألحبيب و لكن
إحتلته . هنالك فرق كبير بين تعبير " إستعمار " و " إحتلال " .
ألأغلبية ألساحقة من سكان ألشرق كانوا راضين بألإحتلال ألعثماني
و لا يحق لنا " ألإدعاء " أن سكان ألشرق كانوا يناضلون ضد
ألإحتلال ألعثماني . ألتاريخ ليس مسرحية أدبية !
ه - كتب ألأديب إخلاصي " الذي تجلى بالذات بالحركة الطورانية التي لم تعادي الأرمن فقط بل عادت حتى الأتراك غير المؤمنين بالطورانية "
أظن أن ألسيد إخلاصي قد كتب سهوا " ألأتراك " و هو يقصد
" ألعثمانيين " . لأن ألطورانية كانت حركة قومية تركية " عادت "
ألشعوب ألموجودة ضمن ألسلطنة ألعثمانية : عرب و أرمن و أكراد
و سريان و يونانيين و غيرهم . وكان ألشعب ألأرمني يطالب أن
تكون لغة ألتعليم هي ألأرمنية في مناطقهم ألتاريخية ، بينما عدد
قليل جدا من ألمثقفين ألسوريين طالبوا بأللغة ألعربية .
و - كتب ألسيد إخلاصي " ففي النهاية الحضارات تسبق الأديان . فإذا نبشنا في تاريخ مملكة أرمينيا القديمة أيام الوثنية والمسيحية الأولى كانت هناك علاقات تجارية متميزة بين العرب والأرمن أكثر مما كان بين المسيحي الأوروبي والمسيحي الأرمني " . ألسيد إخلاصي غير دقيق
في تعابيره و معلوماته ألتاريخية . سكان سوريا ألقدامى هم ألشعب
ألأرامي - ألسرياني ألذين كانوا يشكلون ألأكثرية في ألشرق إلى
مجيئ ألفرنجة . فألعلاقات ألتجارية بين أرمينيا ألقديمة كانت مع
ألشعب ألأرامي ألذي أشتهر بعلاقاته ألتجارية .
ثانيا - تحاليل سياسية خاطئة
أ - كتب ألسيد إخلاصي " اللجوء الأرمني الى سوريا بالذات كان له مبرر جغرافي وتاريخي " . إن ألسيد إخلاصي يريد أن يدافع عن
ألقضية ألأرمنية و لكن إستخدامه لتعبير " " اللجوء الأرمني الى سوريا " يسيئ إلى تاريخ ألأرمن ! لم يقرر ألشعب ألأرمني إلى
أللجوء و ألهرب إلى سوريا . ألحكومة ألعثمانية ألمجرمة هي ألتي
خططت " إبادة " ألشعب ألأرمني بأكمله في ألمناطق ألصحراوية
في سوريا بعيدا عن ألقنصليات ألأجنبية و رقابتهم ! أغلبية ألشعب
ألأرمني في سوريا هم أحفاد للذين " نجوا " من عمليات ألإبادة
و ليس " لاجئين إلى سوريا " . تحاليل و تبريرات ألسيد إخلاصي
"اللجوء الأرمني الى سوريا بالذات كان له مبرر جغرافي وتاريخي "
مبنية على معلومات خاطئة ، لأن ألخطة ألعثمانية هي ألتي إختارت
سوريا و ليس ألشعب ألأرمني !
ب - كتب ألسيد إخلاصي " والطبيعة الجغرافية خلقت نوعاً من السلوك الأخلاقي ولذلك كان الاحتواء كبيراً من السوريين للأرمن ." أغلبية
ألشعب ألأرمني تعيش في مناطق جبلية بعيدة " جغرافيا " عن بلاد
سوريا . لقد ساعد ألشعب ألسوري ألأرمن ألمنكوبين لأن ألشعب
ألسوري كان و لا يزال شعبا طيبا بكل بساطة .
ج - هنالك نقطة مهمة أوافق ألسيد إخلاصي عليها إذ كتب
" لكن هذه العلاقة توطدت عندما اختار الناجون من المذبحة الأرمنية المشهورة وتوطنوا في سوريا " . " ألناجون من ألمذبحة " هم
ألذين إختاروا سوريا ربما لأن ألشعب ألسوري ساعدهم في
محنتهم .
د - كتب ألسيد إخلاصي " وذكرهم بالقضية القديمة وهي طلب الاستقلال عن الحكومة العثمانية " . لم يطالب ألسوريون و ألعرب
بألإستقلال من ألسلطنة ألعثمانية ، حركة ألشريف حسين في ألحجاز
ضد ألعثمانيين كانت بإيعاز من ألإنكليز .
ه - ملاحظة حول ألأرمن في مصر ألذين هاجروا إليها في أوائل
ألقرن أل 19 عشر و شكلوا جالية غنية ، بعكس ألأرمن في سوريا
" ألناجين من ألمذبحة " و ألذين فقدوا أهلهم و وطنهم أرمينيا .
أخيرا أشكر ألأخ ashor على إعادة نشر هذا ألمقال ، فرغم
بعض ألتعابير ألتاريخية غير ألدقيقة ، فإن ألأديب وليد إخلاصي
يقدم لنا شهادة حب للشعب ألأرمني فهو يكرر في عدة مواقع
" مذابح و مجازر و إبادة " بحق ألشعب ألأرمني .
أحب أن أزيد أن نفس ألمذابح و ألمجازر و حرب ألإبادة قد
تمت ضد ألشعب ألسرياني - ألأرامي . و لكن أجدادنا " ألناجين "
من تلك ألمذابح لم يناضلوا مثل ألشعب ألأرمني ألجبار ألذي
إستطاع أن يجبر ألعالم ألمتمدن على ألإعتراف بحرب ألإبادة
ضد أجدادهم .
هنري بدروس كيفا