المحرر موضوع: العمل القومي الكلدوآشوري .. وصراع البداوة والحضارة  (زيارة 1213 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اويا اوراها

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 122
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                        العمل القومي الكلدو آشوري
                                           وصراع البداوة والحضارة

إنها ليست  بمقارنة  بل و أن صح القول هو عبارة عن تشبيه لما قرأناه وسمعناه عن واقع حال العمل القومي داخل البيت الكلدوآشوري  في الماضي ولما نشاهده ونتلمسه اليوم . لذا فقد أطلقت على ذلك التشبيه عبارة ( صراع البداوة والحضارة ) لما له من معنى لدى ذهنية القارئ , حيث وكما يلاحظ  الكثيرون من أن ذلك الصراع لازل محتدما بين الذين ينظرون إلى قضايا شعبنا الجريح بعين الحضارة الحامل للفكر الواقعي المتفتح والنظرة الموضوعية لدقائق الأمور  وبين أولئك الذين لا بيصرونها سوى بعين البداوة ومن خرم أبرة  , وشتّان بين الأثنين ..
بالأمس كان رموز العمل القومي ذو الفكر السليم يناضلون جاهدين على لملمة جراح هذا الشعب الذي كان يحتضر تحت وطأة ضغوطات
الأنظمة الرجعية الحاكمة والأطماع  الأقليمية والخارجية وبحكم الأيمان الجاد لتلك النخب بقضاياهم حيث لم يكن يحوي قاموسهم النضالي على الولاء لهذا الأسم أو ذك أو لهذه العشيرة أو تلك بل جلّ كفاحهم كان من أجل توفير ملجأ آمن لهذا الشعب  وأنتزاع حق الأعتراف به  ,, بينما كان يقف وبالند على الجانب الآخر المجاميع الهارعة خلف السراب ذو العقلية البدائية ذات النزوات القبلية والقراءات الخاطئة لحال شعبنا الهزيل ليكونوا بالتالي سببا رئيسيا في عرقلة العمل القومي الحقيقي لتلك الحقبة من الزمن وأجهاضه ,,
وما أشبه اليوم بالبارحة حينما نرى البداوة تخرج ثانية من بين الأنقاض على أختلاف توجهاتها فرادا أو جماعات لتمارس بما تسميه بالعمل القومي المنضوي هذه المرة تحت شعارات فضفاضة وخطابات جوفاء متمشدقة بتاريخ وأسماء وعروش لا تمت بالواقع المعاش لأبناء شعبنا الذي تنخر الأنقسامات جسده لا بل و مرّوجين لها عبر الفضائيات ومواقع الأنترنيت كي تدخل في صراع ضد الحقيقة تلك الحقيقة التي يكافخ من أجل أعلاءها نخب أو طلائع مثقفة وواعية وملتزمة ذات الوجه الحضاري والنهج المتمسك بوحدة أبناء شعبنا أولا وأخيرا الذي فيه تكمن قوتنا وعليه تعقد الجماهير الكلدوآشورية السريانية آمالها , تلك النخب نراها تعتمد في سياستها  نهجا عقلانيا يتماشى والأمكانات المتاحة ويتلائم في نفس الوقت وطبيعة المرحلة ومتغيراتها .. ومع كل هذا وذك حيث نرى غسيل البداوة مستمر في النشر ومن دون إلاء أهمية والواقع العصيب الذي يمرّ فيه شعبنا حيث الغموض يلفّها  والعمل في الحقل القومي لديها عبارة عن مودة ( موديل ) ونزهة كل يمارسها بالذي يملك منطلقين من مبدأ ( لو ألعب لو أخربط الملعب ) سواء أن كان مدعوما من جهة أو مفروضا وفي كلتا الحالتين لم يكونوا سوى حصان طروادة العجيب بمنظره الخارجي بينما الحقد والغش والتآمر معشعشا في دواخله ... لكن حقيقة النضال  القومي المستقل نراه يتحلى بالوضوح والعلانية  مع الجماهير الكلدوآشورية السريانية وأعادة البناء وكما نتلمسها صارت أحدى ركائزه وله أيضا  من الأولويات والمهام ما يجعله يسير بخطى واثقة كما وتيقن سريعا على عدم الدخول في متاهة النقاشات العقيمة محاولة منه  أحتواء الأزمة التي نشبت داخل البيت الكلدوآشوري السرياني التي أججها وروج لها البدو الميكافليين لما بعد سقوط الصنم علم 2003 , و كما لا أستثني في هذا المقال  الأحزاب العريقة العاملة في الحقل القومي الكلدوآشوري من هذا الصراع (  صراع البداوة والحضارة )  الذي برز داخلها عبر سني  محطاتها النضالية  ولا زال حتى الساعة بسبب عدم أمكانية البعض من أعضائها  أستيعاب المتغيرات وضغوطاتها لتبقى فيما بعد أما عناصر متزمتة ومتذمرة  لا تتفق وسياسة المرحلة او معرقلة وخامله وبالتالي حيث تزاح خارجا  بفضل قوة الطرد المركزي  لعجلة العمل القومي .. 
عزيزي القارئ اللبيب , هناك طروحات فجائية لربما مرّت عليك وما أكثرها تطفوا بين الفينة والأخرى ومن حيث تدري ولا تدري مكسوّة
بعباءة التخوف والحرص على مصير شعبنا الكلدوآشوري السرياني ذلك المصير الذي كان في غياهب النسيان ومجهولا إلى ما بعد 2003من
شهر نيسان , وفي صميم تلكم التوجهات أو الطروحات حيث تفوح رائحة التهميش لهذا التنظيم أو ذك , ولدى القسم الأخر تظهر حالة االتسقيط
لهذا الأسم وتفضيل الأخر , والبعض نراه يكد من أجل فرض وكما تمليه عليه قريحته حضرا قوميا بحق رموزا قومية لها باع نضالي مشرّف على الصعيد التنظيمي والجماهيري والوطني بحجة الخيانة والتآمر .... السوْال هنا , ألم تكن هذه الطروحات من إفرازات البداوة ؟
أم أنهم يقتادون بعبارة ( إنني أطرح فأذا أنا موجود ) !!! لا بل الأنكى من كل ذلك حيث وبعض المحسوبون على الفرق المثقفة من أبناء شعبنا
والتي كنا ننتظر منها المساعدة على لملمة  أشلاء أمتنا  الكلدوآشورية السريانية الجريحة , رأيناها العكس حيث سرعان ما أخرجت هي  الأخرى عقال البداوة من جيبها لا موقف واضح لها لتركب عربة النفاق والتزمير غير مكترثة بواقع حال شعبنا القومي الغير مستقر ..
السوْال الذي لا بد منه هو : هل أن تلك المجاميع تعمل على إنتحال شخصية البداوة في سلوكياتها وتفكيرها تجاه المسائل القومية العالقة أو غير العالقة فأذا كانت كذلك فتلك مصيبة !! أم أنها فعلا بدوية الفكر والممارسة تجاه قضايانا القومية  وتنوي فرض ما يوحى لها على ساحتنا القومية بطريقة التحدي وعدم الأرتكان الى  الحكمة فهنا المصيبة أعظم  وأشد خطورة  !!!
وختاما نقول ولله الحمد , حيث وكما يبدو أن تلك الأفكار الهدّامة المتمردة على واقع شعبنا المؤلم والمتصفة بالتزمت والجمود وعدم قبول
الآخر شرعت بالأضمحلال والتلاشي أمام الأفكار الوحدوية النيرة تلك التي تتعامل مع قضايانا بلغة الأرقام .....

أويا أوراها
ديترويت
ramin12_79@yahoo.com