المحرر موضوع: يا عراق الى من نذهب...؟  (زيارة 1170 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مارتن كورش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 129
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يا عراق الى من نذهب...؟
« في: 00:53 25/09/2007 »
يا عراق الى من نذهب...؟

 

تعلمنا نحن العراقيين وحسب نمط حياتنا واسلوب تربيتنا وطريقة ترعرعنا , ان نستشيرغيرنا اذا وقعت لنا مشكلة , فنتشاور معه او معهم غايتنا الحصول على الحل الصحيح والامثل لتلك المشكلة . واحيانا نسأل الغير مستشيرين اياه في اختيار امر يهمنا عائليا , مثلا : حياتنا , مستقبلنا , اولادنا ومستقبلهم , بناتنا ومستقبلهن...الخ فنتحاور ونتناقش معه او معهم اخذين بنظر الاعتبار طول خبرته في الحياة ومصداقية نصيحته ووضوح ارشاده في خصوص المشكلة المعينة , ودون ان نلغي افكارنا ونشطب فهمنا للامر الذي نتكلم بشأنه , الى ان نصل الى القناعة اخذين بنظر الاعتبار اسوء الاحتمالات او النتائج . فمثلا اذا اراد شاب معين ان يخطب بنتا من بناتنا , فترانا بعد ان نوافق عليه

مبدئيا من ناحية المظهر والهندام وطريقة الكلام والتعامل وفق اصوليات المجتمع واحترام الغير داخل حدود الاسرة وخارجها ... يأتي دور الام لتقوم بالبحث والاستقصاء عن هذا الشاب المتقدم (لاخذ يد ابنتنا) والسؤال من الجيران والاصدقاء والاقرباء وحتى من صاحب الدكان الذي يعطينا حصة التموين كل شهر (لا اعلم متى نخلص من اخر مخلفات النظام الصنم وهي البطاقة التموينية) عن كل مايخص ذلك الشاب : اخلاقه بشكل عام , كيفية تعامله مع والديه واشقائه وشقيقاته ومن من حوله ... وهكذا الى ان نرد الجواب بالايجاب ليتقدم رسميا ليخطب ابنتنا .

لحد اليوم ومنذ 9نيسان 2003ومشكلتنا تكبر وتتوسع ولاتنحسر او تصغر ان كانت لاتتلاشى جذريا ,فما عادت القيادة قادرة على وضع حل لمشكلتنا فبين فترة واخرى صارت القيادة تخرج علينا بخطة امنية الغاية منها حفظ الامن واستتبابه , تعددت الخطط وتنوعت فتعددت اسمائها اما الحلول فتلاشت .كبرت أيها العراقيين مشكلتنا ليأفل عنها نجم الحل وينقلب قمر التفاهم الى هلا لاللاعيد,ليتسيد الارهاب العراق قابضا على رقبته وكأنهما في حلبة مصارعة غاب عنها حكمها...تسيد الارهاب بدأ من حلبة المصارعة حتى ارتعد الجمهور خوفا فهرع هاربا ...نحن ايها العالم ذلك الجمهور الذي (مع كل الأسف) ولى هاربا من العراق...لماذا ؟ لأن لا أحد من بين القيادة في بغداد فكر كما كان أهلنا يفكرون يوم كانت تحل المصيبة. اذا ما هو الحل؟هل نعود(وفق الخيال السينمائي الحديث فنعبر الزمن رجوعا) لنوقظ من بين ركام التأريخ الرجل الاول في القانون الحاكم حمورابي (رابي خمو) ليحل لنا مشكلتنا , مصيبتنا, فهذا القانوني صاحب الالواح القانونية , كانت كل الشعوب التي تحت راية دولته اذا ما اصابتها مشكلة ما فأنهم يلجأون اليه... مات الرجل ولكن قانونه لم يمت بل صار من بعده مصدرا للقوانين ودستور حكم للذين اعقبوه من الحكام . فتوالت العصور وتعاقبت الاجيال وضعفت خلالها الحكومات فأنبرت على الساحة دويلات وامارات ليظهر الامراء واقل منهم الشيوخ كل على رأس عشيرته , ورؤساء طوائف , صار كل واحد من هؤلاء يحل مشكلة رعيته بل احيانا يساعد الحاكم او الملك  في مجريات الحكم هذا ان دل على شئ انما يدل على مدى ضعف الحاكم انذاك . فما كانت باليد حيلة للرعية الا ان تسأل الشيخ ليحل لهم مشكلتهم , فهذا الشيخ في تلك الولاية واخر في ولاية اخرى داخل حدود العراق كل مسؤول امام الوالي او الحاكم عن رعيته . هذا كان نمط التدرج الحياتي والمعيشي واللاوظيفي متناسقا مع اسلوب الحكم من اجل السيطرة على مجريات الحكم في الدولة . كبر العراق وازداد نفوسه وكثرت خيراته وثرواته ومقابلها ازداد المواطن فقرا ان لم يمكن متقعا , فظهر في الساحة حكام حكموا العراق وشعبه بالنار والحديد ... وانتهت تلك الفترة المظلمة من تاريخ العراق لتنتهي بعدها فترة أخرى نازهت ال 35 سنة , لتتنفس الرعية الصعداء وليقول لسان حالها: تخلصنا من الدكتاتور صدام . سقط النظام نظام الصنم وما كانت الرعية تتصور بأن كل ما اعقب الطاغية صارمصيره السقوط . يا ترى هل سقط كل شئ ؟ نحن نعلم ان الصنم ونظامه فقط سقطا وليس من الصحيح أن يسقط ما اعقبهما . حيرة هي يا عراق ! الى من نذهب ليحل لنا مشكلتنا , ليدلنا ولو الى شيخ حتى لو كان شيخ عشيرة صغيرة,فلعله يرشدنا ما دمنا لم نقوى على ايقاظ الحاكم (رابي خمو), ولم نجد لحد الان من ينقذ رقبة العراق من بين يدي ذلك المصارع (الارهاب) ليعود ذلك الجمهور الى مقاعده(بيته) فيحس بأن العراق لم يسقط لأن نظام الصنم قد سقط ! لن يسقط العراق وان سقط الطاغية...ولكن هذا لا يشفي غليلنا ولا يقدم ان لم يؤخر!لأن رقبة العراق لا زالت بيد الارهاب ولا معين ولا منجد ولا مدافع...ما رأيكم هل نذهب الى الجامعة العربية ؟ أم الى الأمم المتحدة ؟ أم الى دول الجوار؟ حيرة هي ايها العراقيين, الى من نذهب ؟ الو نعم من معي على خط الهاتف ؟ تفضل اخي . انا عراقي لاجئ سياسي متجنس في اميركا , منذ  الثمانينات من القرن الماضي قد تركت الوطن , وصدفة فتحت التلفاز لاشاهد  برنامجكم .. ان الذي اعرفه ان الجيش الامريكي قد جلب لكم الديمقراطية فلماذا لاتتبعوها اسلوبا في حل مشكلتكم ؟ ثم الى متى تبقون متمسكين بالنظم العشائرية فتتابكون شيوخكم ليعودوا لكي يحلوا لكم مشكلتكم , عجيب امركم شرتونا من العراق   ولحد الان وانتم لم تتغيروا , من امريكا ارسلنا لكم الديمقراطية كمنهج في الحكم وانتم رميتم بها عرض الحائط .

 استاذي الكريم لم يسبق لي التعرف عليك ولم اسالك كيف حصلت على رقم موبيلي مع ذلك  أصغيت لرأيك لا لشئ سوى لأنك عراقي . منذ زمن وانت قد تركت العراق وحاليا انت متجنس بالجنسية الامريكية لا ضرر في هذا لأنه حق حرمنا منه الطاغية, ولكنك انت الآخر لم تقدم لنا حلا وان كانت  لك مساهمة في ارسال الديمقراطية الينا!! شعب تم ظلمه 35 سنة لم يعرف فيها الديمقراطية فكيف تريدون منه ان يمارسها وهو لم يستخدمها حتى في احلام يقظته ! فهل تريدون منه ان يمارسها تحت افواه البنادق وبين شظايا السيارات المفخخة او تحت السكاكين المرفوعة على رقاب الابرياء من العراقيين للذبح . لم يقو اي احد لحد الان ومنذ 9نيسان 2003 على ان يقدم حلا لمصيبتنا نحن العراقيين على الرغم من اننا بدأنا ومارسنا الديمقراطية يوم ذهبنا الى صناديق الاقتراع وأنتخبنا مرشحينا الى الحكم وقلنا ستحل مشكلتنا وسيقضى على الارهاب والارهابيين وسيستتب الامن وسيعم السلام الوطن , ولكن كلها صارت هباء في شبك لتبقى مشكلتنا دون حل.ما هو الحل يا ترى؟هل نبقى هكذا مختلفين (الواحد بينا يأكل بللحم الآخر)؟ام ننتظر(رابي خمو) لينهض من نومه ويحل مشكلتنا؟ام نهج من العراق وهذا الذي صار!!مع كل الاسف,هربنا وتركنا العراق مقبوضا عليه من قبل الارهاب في حلبة للمصارعة,وهذه المرة الكل ضده:الحكم والجمهور.

من ينصفك يا ابتي العراق؟المحتل أم الأشقاء أم أم أم شعبك؟ واخلص شريحة في شعبك هذا هم الآشوريين المسيحيين,الذين لا يؤمنون بلغة السلاح واليوم لا لغة الا لغة السلاح ومن بينها الذبح الاسلامي ومن الوريد الى الوريد, وهؤلاء غلبوا على امرهم وعاشوا مسالمين كل العصورناهيك عن عصر الدولة الآشورية,فالمسيحيين لم يرضخوا للاجنبي ولو كان يجمعهم معه دين!!اذا ما عاد لك يا أبتي العراق اي احد لنذهب اليه ونجد عنده الحل. الو الو من معي على الخط تفضل ؟ انا العراق ! واذا بي ودون ارادة مني نهضت احتراما لابتي العراق وانحنيت بقامتي وقارا له واذا به يكلمني بصوت هادئ قائلا :

ـ ثق ثق وصدق يا بني لن يتقدم احد لكي يقدم لي ولكم حلا لان الكل كان يتمنى ان اسقط .النظام الصنم هو الذي سقط اما انا العراق فلن اسقط وان كثرت جراحاتي وسالت دمائي مع ذلك لن اسقط.

فقلت له :

ـ يا ابتي العراق اننا واثقين بأنك لم تسقط لكن الى متى تبقى انياب الارهاب تنهش بلحمك ؟

واذا به يجيب جازما وبصوت جهوري :

ـ اسمع ما اقوله لك , لكي تجدوا لي حلا هو ان تجلسوا حول مائدة واحدة بكل اطيافكم ومللكم وقومياتكم وبحسب اديانكم متذكرين انكم ابنائي ابناء العراق . فأعلن ايها العراقي الان موعدا للاجتماع فلقد طفح الكيل.....

 

المحامي والقاص
مارتن كورش

“Martin korish”<martin.lawyer@yahoo.com>